هاجمت صحيفة «الشرق» الإيرانية المقربة من الرئيس «حسن روحاني»، الأربعاء، تركيا ورئيسها «رجب طيب أردوغان»، بسبب العملية العسكرية التي ينفذها الجيش التركي في منطقة عفرين شمالي سوريا.

ونشرت الصحيفة الإيرانية مقالا على صفحتها الأولى للكاتب الإيراني، «صالح نيكبخت»، قال فيه إن «أردوغان يرى أن حكومته تمثل امتدادا لخلافة الدولة العثمانية، وقد سجل تاريخ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية وحروب إيران والعثمانيين، إرثا فظيعا من الخلافة العثمانية وسلوك جيشها مع شعوب الدول التي كانت تحتلها، ويخاف العالم من تكرار هذا التاريخ العثماني»، بحسب ترجمة «عربي 21».

وأضاف الكاتب الإيراني: «تركيا صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، هاجمت مدينة عفرين عن طريق استخدام مسلحي المعارضة السورية المقربين من القاعدة، وأرسلت معتقلي تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة في سجونها، للمشاركة بالحرب ضد الأكراد في عفرين».

واستهجنت الصحيفة الإيرانية تصريحات «أردوغان» حول قوة تركيا العسكرية في مواجهة الميليشيات الكردية، وقالت إن «الجيش التركي والميليشيات الداعمة له فشلوا في تحقيق وعد أردوغان»، وطعنت في مصداقية تركيا قائلة: «ثبت فعليا أن هدف هذه المعركة كان من أجل تثبيت الوضع السياسي لأردوغان وحزبه الحاكم».

وتابعت الصحيفة: «الجيش التركي الذي أعلن أنه سيدخل في معركة لا تستغرق سوى ثلاث ساعات فقط، الآن تورط في مستنقع عفرين، ولم يتمكن حتى من السيطرة على قرى عفرين الحدودية مع تركيا».

وأردفت: «الميليشيات التي تدعم الجيش التركي في معارك عفرين من خلال احتلالها للقرى، نهبت أموال الناس وسرقت بيوتهم وممتلكاتهم وحتى الحيوانات والدواجن، ووصفهم أهالي المدينة باللصوص».

وزعمت الصحيفة أن «أردوغان الذي كان في السنوات العشر الماضية يحكم تركيا من خلال قمع خصومه وتقييد الحريات الديمقراطية، كان من الصعب عليه أن يعلن للشعب التركي أن الحرب قد تستغرق شهورا، فالهزائم العسكرية والسياسية لا تدفع الديكتاتوريين للتفكير في اتخاذ نهج جديد، ويتطلعون دائما إلى النصر بالقوة العسكرية».

واعتبرت أن «تصريحات أردوغان حول الخطر الذي يواجه أمن تركيا، لا صحة لها»، مضيفة: «من الواضح أن وهم أردوغان بتعرض الأمن القومي التركي عن طريق الأكراد لا أساس له من الصحة».

وشبهت الصحيفة ما يحدث في عفرين بحادثة «كربلاء» التاريخية، حيث نقلت عن أحد العلويين في عفرين قوله إنه «بالحرب الحالية بدأت كربلاء جديدة، حيث استخدمت تركيا القنابل العنقودية والنابالم في المناطق التي تزعم أنها أماكن تجمع الميليشيات الكردية، وقصفت الأسبوع الماضي مناطق سكنية في عفرين بقنابل غاز الكلور».

ومنذ انطلاق عمليات «غصن الزيتون» في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، تهاجم الصحف والمواقع الإيرانية، تركيا والرئيس «أردوغان»، في الوقت الذي يقاتل فيه الحرس الثوري الإيراني وعشرات الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في الحرب السورية، إلى جانب رئيس النظام «بشار الأسد».