اتهامات روسية لبلد مجهول بتسليح 3 جهات في ليبيا

الأربعاء 21 فبراير 2018 05:02 ص

اتهمت روسيا بلدا (لم تسمه) بتسليح 3 مجموعات ليبية في وقت واحد، زاعمة أن السلاح ينتقل من طبرق إلى طرابلس ومدن أخرى، داعية إلى الحوار مع هذه الأطراف وليس المواجهة.

التصريحات الروسية الجديدة فتحت بابا واسعا للتكهنات حول هذا البلد والجهات التي تم تسليحها، خاصة أن هذه الاتهامات جاءت في تصريحات توحي بأنها ناجمة عن معلومات استخبارية دقيقة وليس عن ترجيحات سياسية، بينما اعتبرها آخرون مقدمة لتدخل روسي في ليبيا.

وقال رئيس لجنة الاتصال الروسية المعنية بتسوية الأزمة الليبية «ليف دينغوف»، خلال مشاركته، الثلاثاء، في مناقشات مؤتمر فالداي للحوار المقام بموسكو، إن «الوقت حان للكشف عن اللاعبين الدوليين في ليبيا».

وأوضح «دينغوف»، خلال المناقشات التي بثتها قناة «RT» الروسية، أن هناك بلدا واحدا يقوم بتسليح 3 مجموعات في وقت واحد، وأن السلاح ينتقل من طبرق إلى طرابلس، دون أن يكشف «دينغوف» عن اسم البلد.

واعتبر رئيس لجنة الاتصال الروسية أن الزيارات التي قام بها مسؤولون ليبيون من كافة الأطراف إلى روسيا، تؤكد على أن موسكو تحافظ على مسافة متساوية من كافة الأطراف الليبية وفق وصفه.

وأضاف «دينغوف» أن «استراتيجية ودور روسيا واضح في الأزمة الليبية، نركز اهتمامنا على حل القضية الليبية.. إننا نقترح تفعيل الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة حول الأزمة وبشكل دقيق».

وأكد «دينغوف» ضرورة التباحث وليس المواجهة مع هؤلاء اللاعبين، «يجب التباحث مع اللاعبين لنصل إلى حل، وكما قال الرئيس فلاديمير بوتين ليبيا بلد فيه عقد ولا يمكننا قطع هذه العقد بل يجب تفكيكها ونحن نسير في هذا الاتجاه».

وكشف «دينغوف» أن «جميع الأطراف الليبية زارت موسكو، وجميعها لها مطالب متواصلة بخصوص التسلح والتدريب العسكري».

 

 

وأثارت تصريحات المسؤول الروسي عاصفة تكهنات حول «لغز» هذا البلد، وهل يقصد طرفا إقليميا أم دوليا؟ ولماذا لم يكشف عنها؟

من جانبه، قال عضو البرلمان الليبي «صالح فحيمة»، إن «الجديد في تصريح دينغوف هو أنه بدا وكأنه يتحدث عن معلومات استخباراتية موثوقة، حينما حدد بأن دولة بعينها تقوم بتسليح ثلاث جهات في ليبيا في نفس التوقيت».

كما اعتبر أن «الدعوة إلى الدخول في حوار مع هذه الدول هي الطريقة الأنجع في الظروف الحالية لكف أذى هذه الدول عن ليبيا، ونحن بدورنا نرحب بكل حوار من شأنه تحقيق الاستقرار في بلادنا»، وفق تصريحاته لـ«عربي21».

لكنه رأى أن «دعم أكثر من طرف في ليبيا بالسلاح هو سقوط أخلاقي لتلك الحكومات التي جرها الطمع على ما يبدو إلى أن تلعب دور تجار الحروب الأفراد الذين يرتزقون من الأزمات ويقتاتون على لحوم الشعوب».

وفي ذات السياق، نفى مدير مركز بيان للدراسات الباحث الليبي «نزار كريكش»، «إمكانية تحديد ما الذي يقصده المسؤول الروسي، بل يسأل هو عنه، لكن أظن الفكرة أن الانقسام في ليبيا ناشئ عن شبكة تحاول أن تستفيد من الجميع بتوريد السلاح».

لكنه رجح أن يكون هذا الأمر «عبر جسم له قدرات عسكرية وسياسية، وينفق دون رقابة مؤسسية وهو معني بالربح وليست له قيود قيمية أو أيديولوجية، وهذه الصفات قد تساهم في حل اللغز»، وفق تقديره.

ومن وجهة نظر ثالثة، عبر المحلل السياسي الليبي، «أسامة كعبار» عن اعتقاده بأن «هذه التصريحات اليومية من قبل روسيا هي جزء من المواجهة الروسية-الأمريكية في سوريا، وجزء من عملية خلط الأوراق وكشف المستور في الملفات الأخرى والتي أسأت أمريكا التصرف فيها»، حسب تعبيره.

وأضاف: «لا يوجد جديد في التصريحات الروسية بقدر ما هي تسليط الضوء على ملف غير الملف السوري والتلويح بإضفاء مصداقية على العبث بالملف الليبي وإعطاء شرعية لمطالب طرف الثوار في ليبيا أمام الطرف المضاد والمدعوم من بعض القوى الدولية».

لكن الكاتب الصحفي الليب، «عبدالله الكبير»، رأى أن «الحديث عن دولة تخرق قرار مجلس الأمن بحظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا يعكس تقاربا روسيا إيطاليا من الأزمة الليبية وقد نلمس هذا التوافق بينهما في تشكيل حكومة ليبية جديدة مقبولة من كل الأطراف».

وبخصوص محاولة حل «لغز الدولة» التي ذكرها المسؤول الروسي، قال «الكبير» إنه «من الصعب معرفة الدولة التي تصدر السلاح لطرفين متنازعين في نفس الوقت، لكن هذا له دلالة واضحة وهي رغبة هذه الدولة في استمرار الصراع بصرف النظر عن نتائجه».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السلاح تسليح ليبيا حظر التسليح لجنة الاتصال الروسية الأزمة الليبية مؤتمر فالداي