سياسي مصري يحذر من الفراغ السياسي ويطالب بتربية كوادر حزبية

الخميس 1 مارس 2018 12:03 م

حذر مدير مكتبة الإسكندرية السياسي المصري الشهير «مصطفى الفقي» من «حالة من الفراغ السياسي التي أصبحت حقيقة يدركها كل منشغل بالشأن العام أو مهتم بالحياة السياسية»، مطالبا بالإسراع في البدء بعملية تربية الكوادر على المستويات الحكومية والحزبية.

وقال «الفقي» في مقال له بعنوان «الفراغ السياسي.. السبب والعلاج» إن «الشباب آثر الابتعاد عن المسرح السياسي فانكمش حجم المشاركة وانصرف كثير من التجمعات السياسية نحو الاعتدال الطوعي للعمل السياسي الرسمي».

وأضاف أن وراء ذلك «المنظومة الحزبية في مصر، لأنها منظومة ضعيفة تاريخيًا، فالمصري عاشق للسلطة المركزية ولا يجازف كثيرًا بالانتماء الحزبي الذي يراه نشاطًا تقليديًا أو عملًا ترفيًا، ويدرك في أعماقه أن تأثير الأحزاب محدود، سواء في الساحة البرلمانية أو على المسرح السياسي، وتلك خبرة تاريخية عرفناها من دراسة المراحل المختلفة في التاريخ السياسي المصري»، بحسب مقاله المنشور في «المصري اليوم».

واعتبر «الفقي» أنه «باستثناء حزب الوفد لم تشهد مصر حزبًا سياسيًا تكوّن بتلقائية، ويكفي أن نتذكر أن زملاءنا من الطلاب العرب كانوا يتندرون علينا في المرحلة الجامعية قائلين: إن لدى مصر حزبين سياسيين كبيرين فقط، هما ناديا الأهلي، والزمالك».

كما شدد على أن الأصل في «العمل الحزبي أنه المؤهل لتربية الكوادر السياسية، وحين يتوقف الحزب عن هذه المهمة الأساسية فإنه يسهم إسهامًا مباشرًا في خلق الفراغ السياسي ويبدو كأنه أقرب إلى جمعية أهلية منه إلى حزب سياسي حقيقي، إذ إن الفيصل بين الحزب السياسي وغيره من أشكال التجمعات وأنواع التكتلات هو أن الحزب السياسي يهدف إلى الوصول إلى السلطة ويسعى إليها، فهي لديه غاية في كل الأحوال وكل الظروف، وما هو غير ذلك لا يمت للحزب السياسي بمفهومه العلمي الدقيق بأي صلة».

وتابع بأن «الأحزاب السياسية هي مدارس لتربية الكوادر ومراكز للتدريب السياسي، ولكن الأمر لم يعد كذلك على الإطلاق وأصبحت الأحزاب مجرد هياكل تنظيمية علوية يتصدرها بعض الأسماء التي يفتقر معظمها إلى التاريخ السياسي أو النشاط الحزبي من قبل، لذلك أصبحنا بحق أمام ما أطلقنا عليه (أحزاباً كرتونية) وليست أحزاباً سياسية».

وضرب مثالا بمراحل التربية السياسية والتصعيد الحزبي داخل حزب المحافظين البريطاني عام 1975 عندما تقدمت «مارجريت ثاتشر» من الصفوف الخلفية للحزب لتتصدر زعامته في المؤتمر السنوي في مدينة «بلاك بول»، وكان ذلك وفقًا لأسس ومعايير اتفقت عليها قيادات الحزب، ولم يكن الأمر اختيارًا عشوائيًا أو مجرد ملء لفراغ سياسي، فالتصعيد يتم وفقًا لمعايير واضحة وحسابات دقيقة، ليأتي زعيم الحزب متمرسًا ونشطًا وواعيًا ومدركًا مسؤولياته، مستخدمًا صلاحياته.

لكن «الفقي» اعتبر أن ما وصفه بـ«الإجهاد السياسي» الذي يأتي في أعقاب الثورات يؤدي بالضرورة إلى حالة من الركود في النشاط العام كتلك التي نشهدها حاليًا، قد أرهقت كثيرا من العناصر نفسها في أنشطة ثورية تحت اسم (الناشطون السياسيون)، ولكن في هذه الأحداث المتتالية والتغييرات الكبيرة، فإن حالة من الإرهاق السياسي قد أبعدت عددًا كبيرًا من القيادات، خصوصًا الشابة منهم، حتى توهم بعضهم أنه قد أدى دوره وانتهى وأن عليه أن يرقب المشهد دون أن يكون طرفًا فاعلًا فيه.

وطالب بـ«الإسراع في البدء بعملية تربية الكوادر على المستويات الحكومية والحزبية، لأن مصر بلد كبير وليس عقيمًا، كما أنها قادرة على الدفع بأجيال جديدة فى كل الحالات، ولا يتصور البعض أن الفراغ السياسي ميزة، بل هو في رأينا حالة مؤقتة يجب الخروج منها بأسرع وقت».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سياسي مصطفى الفقي الأحزاب السياسية جمعيات الثورة الكوادر