يزيديون عراقيون يعتدون علي «قري السنة» ثأرا من «الدولة الإسلامية»

الأربعاء 11 فبراير 2015 08:02 ص

انقلب بعض أعضاء الأقلية اليزيدية في العراق على جيرانهم العرب ونفذوا عمليات انتقامية دموية ضد سكان قرى سنية يعتقدون أنهم كان لهم دور في الفظائع التي ارتكبها مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» بحق طائفتهم.

ويكشف اليزيديون العائدون إلى المنطقة التي كانوا يعيشون فيها في الشمال عن مقبرة جماعية تلو الأخرى تمثل أدلة على ما حدث خلال حكم «الدولة الإسلامية» منذ أغسطس/آب الماضي حتى تم طرد مقاتلي التنظيم في أواخر العام الماضي.

والأن بدأ البعض يثأر لهذه العمليات، وقال أكثر من عشرة سكان من السنة لـ«رويترز» إن جماعات مسلحة من اليزيديين شنوا أربع غارات على قراهم في «سنجار» قبل أسبوعين وقتلوا 21 شخصا على الأقل، واختفى 17 شخصا آخرين وأصبحوا في عداد المفقودين.

وقال «ظافر علي حسين» البالغ من العمر 41 عاما وهو من سكان قرية سيباية إحدى القرى التي تعرضت للهجمات «كان عملا انتقاميا من جانب اليزيديين». وأضاف «الهدف هو طرد العرب من المنطقة حتى لا يبقى سوى اليزيديين. فهم يريدون تغيير الخريطة».

وعانى اليزيديون بشدة بعد الهجوم السريع لـ«الدولة الإسلامية» في العراق العام الماضي، وقتل مئات بأيدي متشددي التنظيم الذين يعتبرون اليزيديين من عبدة الشيطان ووقع آلاف في الأسر واستبيحت النساء.

لكن العمليات الانتقامية كشفت كيف خلقت هجمات «الدولة الإسلامية» انقسامات بين الطوائف الدينية التي تعايشت معا على مدى عشرات السنين وقلبت قرية على الأخرى وصنعت أعداء من الأصدقاء السابقين. كما أنها تبين مخاطر العنف عندما تتمكن جماعات أخرى أجبرتها «الدولة الإسلامية» على النزوح مثل التركمان والشاباك الشيعة والمسيحيين من العودة إلى أوطانهم.

وفي الأسبوع الماضي تم اكتشاف رفات أكثر من 40 يزيديا في حفرتين مخضبتين بالدماء في شمال غرب العراق.

ويقيم سكان قرية سيباية الأن في قرية أخرى على بعد نحو 45 كيلومترا ويقولون أنهم ساعدوا اليزيديين على الهرب في أغسطس/ آب وخبأوا حاجياتهم لحمايتها رغم أن الجهاديين عاقبوا الذين اكتشفوا أنهم يفعلون ذلك.

وأقر سكان سنة بأن عددا من الرجال من «سيباية» انضموا إلى «الدولة الإسلامية»  لكنهم قالوا إنهم إما قتلوا أو فروا إلى سوريا عندما طردت قوات البشمركة الكردية مقاتلي «الدولة الإسلامية» من المنطقة في ديسمبر/كانون الاول.

وحمل المدنيون اليزيديون السلاح أثناء الحصار الذي فرضه مقاتلو «الدولة الإسلامية» واستمر عدة شهور لجبل «سنجار» في العام الماضي. ولقوات البشمركة الكردية وميليشيا الاسايش وجود في المنطقة.

ويتفق العرب واليزيديون أن «سنجار» لن تكون أبدا كما كانت قبل مجيء «الدولة الإسلامية» عندما كانوا أصدقاء يزرعون الأرض معا، ولم يعد كثير من اليزيديين يثقون في البشمركة للدفاع عنهم بينما العرب الذين نزحوا حديثا وجميعهم من عشيرة الجحيش قالوا أنهم سيعودون إلى قراهم فقط إذا فصلت قوات كردية فعليا بينهم.

وقال رجل يزيدي عمره 60 عاما من «كوهبل» كان يجلس داخل خيمة في معسكر بإقليم كردستان «لم يعد ممكنا بالنسبة لنا أن نعيش معا بعد الأن». وأضاف «لا يمكن الثقة في العرب وخاصة الجحيش: الجحيش أعداؤنا».

وقال إن القرى العربية تستحق أن تهاجم «لقد دمروا منازلنا ولذلك نريد أن تدمر منازلهم أيضا».

وكان نشطاء إعلاميون  قد أفادوا أن عناصر من ميليشيا تتبع للطائفة الإيزيدية في العراق قامت باختطاف نحو 50 امرأة من العرب السنّة من قبيلة الجحيش العربية في بلدة سنجار شمالي العراق، كما حذر بعض النشطاء من احتمالية تعرض النساء المختطفات من قبل الإيزيديين للسبي، كخطوة انتقامية من أفراد الطائفة الذين تعرضت العديد من نسائهم للسبي من قبل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

وقال الإعلامي السعودي «جمال خاشقجي» مدير قناة «العرب» الإخبارية على حسابه على تويتر: «جرائم داعش في حق الإيزيدية لا يبرر جريمة هؤلاء في حق المدنيين السنة، وشجب العالم لجريمة داعش يستوجب موقف مماثل حيال مليشيات الإيزيدية».

المصدر | الخليج الجديد+ رويترز

  كلمات مفتاحية

اليزيديون العراق سنجار الدولة الإسلامية الأكراد

«معصوم»: جرائم «الدولة الإسلامية» بحق المسيحيين والإيزيديين تضاهي فظائع «النازية»

اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات 25 إيزيديا في سنجار

الإيزيديون يختطفون 50 امرأة سنية .. ومخاوف من تعرضهن للسبي

إقليم كردستان يهدد برد عنيف على محاولة تشكيل «مجلس إيزيديي سنجار»

«الدولة الإسلامية» يفرج عن 350 من الأسرى اليزيديين في شمال العراق

قوات «البيشمركة» تحرر سنجار بالكامل واستمرار القتال في قاعدة «عين الأسد» الجوية

أكراد العراق يشنون هجوما ضد «الدولة الإسلامية» لاستعادة سنجار

«هيومن رايتس ووتش»: المليشيات الشيعية العراقية تُصعّد انتهاكات ترقى إلى جرائم الحرب

قادة عراقيون يطرحون على أمريكا إنشاء إقليم سنّي

«هيومن رايتس ووتش» تحذر من هجمات انتقامية لميليشيات شيعية ضد المدنيين السنة في «تكريت»

تحويل السنة إلى طائفة