قال مركز دراسات إسرائيلي، إن الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، قائد قوي مثير للإعجاب، يتمتع بشعبية هائلة، ولا يوجد من ينافسه على السلطة في تركيا.

ووصف مركز «ديان» لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تقرير له، الرئيس التركي بأنه «زعيم كاريزماتي» يستند في حكمه إلى شعبية هائلة بين الأتراك.

وأرجع معد التقرير، «حاييم إيتان يانروجاك»، شعبية «أردوغان»، إلى ما حققه منذ العام 1994، حين فاجأ كثيرين وانتخب عمدة إسطنبول، وخلافا لسابقيه كان قادرا على إيجاد حلول للمشاكل المزمنة في المدينة، وقد حقق إنجازات ملحوظة مثل تطهير المدينة من القمامة وتخفيف حدة الازدحام المروري من خلال بناء الجسور والطرق، وبحلول نهاية عام 1997، انتشرت شعبيته خارج إسطنبول.

وأضاف التقرير، الذي نشرت صحف تركية مقتطفات منه، أن الجيش التركي رأى في «أردوغان» تهديدا له من الدرجة الأولى فحكم عليه بالسجن لمدة أربعة أشهر بسبب آرائه الدينية، وهو ما أكسبه تعاطف الشعب التركي، الذي نظر إلى هذه الخطوة على أنها عملية قذرة قام بها الجيش لمنعه من الوصول إلى البرلمان.

وتابع: «أصبح ينظر لأردوغان على أنه قائد قوي مثير للإعجاب، وبعد أن أصبح رئيسا للوزراء في مارس/آذار 2013، اعتبر كثير من الأتراك هذه الخطوة تحقيقا للعدالة ووضع حد للظلم الذي لحق به».

وسلط التقرير الضوء على مواقف «أردوغان» القوية ضد المؤسسة العسكرية والنخبة العلمانية، قائلا إن «الشعب التركي عاقب الجيش في صناديق الاقتراع»، متوقعا انتخاب «أردوغان» رئيسا للمرة الثانية، بعد فشل الانقلاب العسكري يوليو/تموز 2016.

و«أردوغان» الذي وصل إلى قمة السياسة التركية، لم يخف قط  أنه من عائلة فقيرة نشأ في حي متواضع في إسطنبول، بل على العكس من ذلك فإنه يفتخر بماضيه ولا يتردد في استخدامه كأداة سياسية.

وعلاوة على ذلك فإن موهبته في قراءة الشعر خلال خطاباته واستخدامه لغة الشارع التركي هو محل تقدير كبير من الأتراك، كما أن التزامه بالإسلام وحبه لكرة القدم يجعله زعيما غير عادي في نظر كثير من الأتراك.

واعتبر التقرير، أن الرئيس التركي نفذ إصلاحات شاملة في النظام الصحي، وارتفع مستوى المستشفيات، وحصل الأطفال حتى سن الثامنة عشرة على تأمين صحي مجاني، كما تمتع أبناء الطبقات المهمشة في عهده بإمكانيات اقتصادية لم تكن موجودة من قبل، وازدهر من بينهم رجال أعمال نجحوا في تأسيس شركات والفوز بالمناقصات الحكومية بدلا من شركات النخبة العلمانية.

خارجيا، يحظى «أردوغان» أيضا بتأييد وتقدير كبيرين، وعندما يهاجم (إسرائيل)، فإنه يتمتع بدعم شعبي لم يسبق له مثيل، وفق التقرير.

وحتى عام 2014، كان البرلمان التركي يعين رؤساء البلاد، الذين كان وجودهم بمثابة وجود فخري، وقد تغير النظام السياسي الحاكم بسلسلة من التعديلات الدستورية التي قادها «أردوغان» عندما كان رئيسا للوزراء، والتي سمحت بإجراء انتخابات مباشرة بعد ذلك، ثم نجح «أردوغان» في أن يخلف الرئيس «عبدالله غل» ليصبح أول رئيس منتخب شعبيا في أغسطس/آب 2014.