أنعشت العقوبات الأمريكية على إيران تجارة تهريب الدولارات الأمريكية من أفغانستان إلى إيران، لتشهد فترة ازدهار غير مسبوقة، في أعقاب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات ضد طهران.

وازدهر تهريب الدولارات في ظل زيادة الطلب عليها بسبب إقبال أعداد من الإيرانيين على شرائها، ولو بأثمان مرتفعة، لحماية ثرواتهم من التآكل، في ظل مواصلة الريال الإيراني التدهور بعجلة متسارعة.

ونشطت رحلات تجّار العملة في كابول بشكل يومي بسيارات التاكسي، لتهريب الدولارات إلى المعابر الحدودية مع إيران، حيث جنى التجار أرباحاً طائلة من عمليات مقايضة الدولار بالريال الإيراني، وفقا لتقرير وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، الخميس.

وفي حديثه عن رحلة تهريب الدولارات، قال تاجر عملة في سوق "ساراي شاه زادا" في كابول، إنه وتجارا آخرين يستخدمون سيارات التاكسي لتهريب الحقائب المعبأة بالدولارات إلى إيران، عبر معبر "إسلام غالا".

"إسلام غالا"، ليس المعبر الوحيد الذي تستغله شبكات تهريب الدولارات الأفغانية، إذ يركزون على معابر أخرى أيضا.

ويقدر التاجر، الذي رفض ذكر اسمه، حجم الأموال التي يهربها شهريا بنحو 220 ألف دولار، عبر رحلتين أو ثلاثة إلى إيران، وهذا التاجر جزء من شبكة من مهربي العملة تتألف من عشرات التجار.

وأضاف: "التجار عادة يسافرون من إقليم حيرات إلى مدينة مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، ويشترون في هذه الرحلات الريال الإيراني من السوق السوداء".

ويستخرج التجار الأفغان المشتغلون في تهريب العملة تأشيرات دخول رسمية لإيران، ويعتمدون على شبكة علاقاتهم داخل إيران لضمان أنهم لن يتعرضوا للملاحقة القانونية.

من جانبه، كشف المتحدث باسم البنك المركزي الإيراني، "إيمال هاشور"، للوكالة، أن تجار تهريب الدولارات يحصلون على ربح يصل إلى 30% من بيع الريالات الإيرانية في أفغانستان.

وأدت هذه التجارة إلى نقص الدولارات في السوق الأفغاني، كما ساهمت في انخفاض العملة الأفغانية بنسبة 3.5% خلال الشهر الجاري، وهو أكبر انخفاض لها منذ 15 عاماً.

ويصل حجم الدولارات المهربة من أفغانستان إلى إيران شهرياً حول 5 ملايين دولار، ولكن مسؤول المركزي الإيراني، "هاشور"، يرى أن هذه الكمية ارتفعت منذ تطبيق الحظر المالي الأمريكي على إيران، وتضاف هذه الكمية إلى 7 ملايين دولار تهرب إلى إيران عبر المطارات والمعابر الأخرى.