لماذا لن تؤثر الحرب في اليمن على أسعار النفط؟

الاثنين 6 أبريل 2015 07:04 ص

عندما بدأت المملكة العربية السعودية حملة القصف الجوي ضد أهداف الحوثيين في اليمن ارتفعت أسعار النفط لأن أكبر منتج للنفط في العالم قد خطى فجأة نحو الحرب، ولكن الحقيقة تقول إن الأزمة في اليمن ينبغي ألا يكون لها تأثير كبير على أسعار النفط حتى لو كانت العناوين قادرة على دفع معنويات السوق.

«طالما لا يزال الوضع الأمني غير مؤكد، فإنه سوف يكون هناك تعطل في إنتاج النفط في اليمن، لقد غادرت بعض الشركات النفطية الكبرى البلاد بالفعل، وعلى الأرجح أنه لن يكن هناك انقطاع لحركة الإمدادات الهامة التي تمر عبر مضيق باب المندب في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر»، بحسب الجنرال البريطاني المتقاعد «تشارلز فيفيان» الذي يعمل حاليا مستشارا جيوسياسيا ودفاعيا لأسواق «آر بي سي» لرأس المال.

لا تنتج اليمن من النفط ما يكفي للتأثير على الأسعار عالميا.

وفي الوقت الذي لا يخفى فيه على أحد أهمية النفط والغاز القصوى بالنسبة للاقتصاد اليمني (تمثل الطاقة حوالي 75٪ من الإيرادات الحكومية)، فإن هذا لا يعني أن النفط اليمني له تأثير كبير على بقية العالم. وانخفض الإنتاج اليمني من 400 ألف برميل يوميا في عام 2001 إلى 100 ألف فقط في الآونة الأخيرة، وهو الانخفاض الذي أشار إليه «بنيامين ويلسون»، المحلل في «جي بي مورجان»، بأنه أقل من 0.2٪ من إنتاج النفط العالمي. كما أن اليمن ينتج حوالي مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا. 

وحتى لو استمرت الحرب الأهلية في اليمن لأمد بعيد، وهو أمر ممكن ووارد جدا في هذه المرحلة، فإن ما ينتج عن تلك الحرب من ضياع نسبة إنتاجها أو خصمها من الإنتاج العالمي ليس كافيا لتغيير الاتجاه العام لأسواق الطاقة. وهذا لا يعني أن سعر النفط لن يعود مجددا، ولكن قوى السوق الأخرى المتعددة أكثر أهمية.

نظرة سريعة على مخزونات النفط الخام سنويا، وسوف يظهر مؤشر معدات الحفر والتنقيب لك أن النفط يحتاج أكثر من مجرد تقشف طفيف إذا أراد أن يعود إلى نفس المستويات التي شهدها خلال السنوات القليلة الماضية. 

كل هذا يعد مرجحا ما لم يتعرض مضيق باب المندب لأي تهديد، أما الاحتمال الآخر هو أن الحرب في اليمن يمكن أن تعرقل نقل النفط عبر باب المندب، الذي هو مدخل البحر الأحمر والذي يتعين على ناقلات النفط أن تمر عبره في طريقها إلى قناة السويس. وإذا حدث ذلك، فإن تدفق النفط الخام سوف يتباطأ بشكل كبير، ولكن المحللين يعتقدون أنه من غير المرجح أن يحدث مثل هذا التطور.

«ونظرا للطبيعة الاستراتيجية لكل من خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر فيما يخص تجارة النفط والتجارة الأخرى، فإن هناك دوريات منتظمة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والقوات البحرية المتحالفة الأخرى. كما تحتفظ البحرية الإيرانية أيضا بوجود منتظم» بحسب ما كتبه المحلل في سوسيتيه جنرال «مايكل ويتنر».

وأشار إلى أن مصر قد أرسلت أربع سفن أخرى إلى البحر الأحمر، كما تقول الولايات المتحدة (التي لديها قاعدة بحرية في جيبوتي المجاورة) أنها سوف تحافظ على ممرات الشحن الإقليمي آمنة.

واتفق «فيفيان» و«ويلسون» على أن مضيق باب المندب من غير المرجح أن يتعرض لتهديد خطير، على الرغم من أنهما لم يتطرقا لأي تفاصيل.

قد يكون بعض المستثمرين قلقا أيضا بشأن آلية تأثير الحرب على إنتاج النفط السعودي، لكنهم ربما لا يجب عليهم ذلك. فلا تزال حقول النفط الرئيسية في المملكة العربية السعودية بعيدة عن القتال كما أنها محمية بشدة على افتراض أن الحوثيين الشيعة لديهم القدرة على شن مثل هذا الهجوم في المقام الأول.

وحتى إذا كان للحرب في اليمن ألا تؤثر على أسعار النفط، فإن هذا لا يعني أن ذلك لن يحدث. كلما نرى عنوانا مزعجا من اليمن عن تورط المملكة العربية السعودية أو غيرها من منتجي الطاقة الرئيسيين في المنطقة (للأسف، قد يستمر ذلك  لفترة من الوقت)، فإن بعض المستثمرين قد يتجهون لإصدار استجابة، ما يضيف طبقة أخرى من التقلب إلى الأصول التي من الصعب بالفعل تسعيرها.

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية عاصفة الحزم أسعار النفط باب المندب نفط اليمن

السعودية تسحب 100 مليار ريال من الاحتياطي .. وتوقعات بسحب المزيد إذا استمرت الحرب

«الخليج الجديد» يرصد التداعيات الاقتصادية المحتملة لـ«عاصفة الحزم» على دول التحالف

«عاصفة الحزم» تقود أسعار النفط للصعود بنسبة 6%

كيف أثرت منافسات الجغرافيا السياسية على أسعار النفط؟

نفط اليمن: «مأرب» التي أشعلت أطماع المتصارعين

«النعيمي»: السعودية مستعدة للمساعدة في تحسين سعر النفط لكن ليس وحدها

مصادر أمريكية: النفط قد يتراجع من 5 إلي 15 دولار في 2016 لدى رفع عقوبات إيران

الاقتصاد من جديد .. وهذه المرة في اليمن