أعلن وزير الخزانة الأمريكية "ستيفن منوتشين"، الخميس، تراجعه عن حضور المؤتمر الاستثماري الذي تستضيفه السعودية، الأسبوع المقبل، على خلفية قضية الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" الذي دخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من الشهر الجاري ولم يخرج منها.

وأوضح "منوتشين" أن قراره بمقاطعة المؤتمر جاء بعد تشاور مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ووزير الخارجية "مايك بومبيو".

جاء ذلك بعد 5 أيام من إعلان "منوتشين" اعتزامه حضور المؤتمر، وفقا لما نقلته شبكة CNN الأمريكية، قائلا: "حتى الآن أنا أنوي الذهاب. إذا ورد المزيد من المعلومات والتغييرات، يمكننا وقتها أن ننظر في ذلك الأمر".

غير أن تطورات قضية "خاشقجي" وتأكيد العديد من وسائل الإعلام التركية والأمريكية مقتله داخل القنصلية دفعت وزير الخزانة لتغيير قراره الذي كان مؤيدا آنذاك من قبل الرئيس "دونالد ترامب" نفسه.

وردا على سؤال عما إذا كانت قضية "خاشقجي" ستؤثر على مشاركة الوفد الأمريكي في مؤتمر الاستثمار السعودي، قال "ترامب" للصحفيين، الأسبوع الماضي، إنه تحدث لـ "منوتشين" قائلا إن عليه أن يتخذ قراره (بشأن المشاركة)".

لكن العديد من النواب بالكونغرس الأمريكي واصلوا ضغوطهم لإلغاء المشاركة الأمريكية بالمؤتمر رسميا، حيث أرسل قادة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب رسالة إلى "ترامب" مفادها أن "منوتشين" عليه إلغاء خطط حضور المؤتمر ما لم تكشف السعودية تماما عما تعرفه عن مصير "خاشقجي".

وإزاء ضغوط الكونغرس، صرح وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" بأنه تحدث إلى ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" مؤكدا له ضرورة كشف الحقيقة بشأن "خاشقجي" بأسرع وقت، مؤكدا له أن وضعه كملك مستقبلي للسعودية بات على المحك.

وبمقاطعة "منوتشين" ينضم إلى كل من وزير التجارة البريطاني "ليام فوكس"، ووزيري مالية هولندا "فوبكه هوكسترا"، وفرنسا "برونو لومير"، الذين أعلنوا، الخميس، إلغاء مشاركتهم بمؤتمر الاستثمار السعودي.

وانضم إلى مقاطعة المؤتمر مديرة صندوق النقد الدولي "كريستين لاغارد"، ورئيس البنك الدولي "جيم يونغ كيم"، ورئيس شركة فورد الأمريكية "بيل فورد"، ورئيس مجموعة "فيرجين" البريطانية "ريتشارد برانسون"، والرئيس التنفيذي لشركة أوبر الأمريكية "دارا خسروشاهي"، والرئيس التنفيذي لشركة غوغل كلاود الأمريكية "ديان غريين"، والرئيس التنفيذي لمجموعة "فياكوم" الأمريكية "بوب باكيش"، والملياردير الأمريكي "ستيف كيس" أحد مؤسسي "إيه.أو.إل".

واتخذ القرار ذاته الرؤساء التنفيذيون لـ6 بنوك عالمية، هي: "HSBC" و"كريديت سويس" و "ستاندرد تشارترد" و"سوسيتيه جنرال" و"جي بي مورجان" و"بي.إن.بي باريبا".

كما انسحبت من المؤتمر مؤسسات إعلامية أمريكية مثل شبكتي "سي.إن.إن"، و"سي.إن.بي.سي"، وصحيفة "نيويورك تايمز"، ووكالة "بلومبرغ"، وبريطانية مثل صحيفة "فايننشال تايمز".