استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«عاصفة الحزم» في السياق الأميركي

السبت 11 أبريل 2015 08:04 ص

لم تحظ المقابلة التي أجراها الرئيس الأميركي «باراك أوباما» مع الصحفي «توماس فريدمان» ونشرتها «النيويورك تايمز» في الخامس من هذا الشهر بما تستحقه من اهتمام في الإعلام العربي، بالرغم من أنها كشفت الأبعاد الخطيرة لما وصفه «فريدمان» بـ”مبدأ أوباما“ الذي يوجه استراتيجية الولايات المتحدة في الوطن العربي ومحيطه الإسلامي.

لقد حث «أوباما» حلفاء الولايات المتحدة العرب على «بناء قدرات دفاعية أكثر فعالية»، وهو ما يعني إعادة تدوير المليارات من عائدات النفط والغاز العربية للمزيد من المشتريات العربية للسلاح الأميركي، وحثهم على «زيادة استعدادهم لإلزام قواتهم البرية بحل المشاكل الإقليمية»، وهو ما يعني ”تعريب“ الحروب الأميركية في المنطقة، متعهدا بدعمهم وبـ«ضمان عدم غزوهم من الخارج»، وهو ما يعني الحرص على إبقائهم تحت مظلة الحماية والهيمنة الأميركية.

إنها ترجمة أمينة لاستراتيجية ”القيادة من الخلف“ كما تكرر وصف «مبدأ أوباما».

إن الدعم الأميركي المعلن لـ«عاصفة الحزم» التي تقودها العربية السعودية على اليمن و«القوة العربية المشتركة» التي قررت قمة القاهرة العربية السادسة والعشرين إنشاءها هو دعم لا تفسير له سوى أنهما تطوران في سياق «مبدأ أوباما».

وهذا الدعم الأميركي للتطورين ما كان ليأتي لو كانت «عاصفة الحزم» قد هبت على فلسطين المحتلة أو لو كانت «القوة العربية المشتركة» موجهة نحو دولة الاحتلال الإسرائيلي وليست ضد الإرهاب و”الخطر الإيراني“.

ففي مقابلته، أكد «أوباما» على «التزامي المطلق بالتأكد من احتفاظهم (دولة الاحتلال) بتفوقهم العسكري النوعي وقدرتهم على ردع أي هجمات محتملة في المستقبل»، معربا عن «استعدادي لتقديم أنواع الالتزامات التي توضح للجميع في الجوار، ومنهم إيران، بأن إسرائيل إن هوجمت من أي دولة فإننا سنقف معها»، وموضحا أن «دخولنا في هذه الصفقة (اتفاق إطار البرنامج النووي الإيراني) يرسل رسالة واضحة جدا إلى الإيرانيين وللمنطقة بكاملها بأنه إذا عبث أحد مع إسرائيل، فإن أميركا سوف تكون موجودة هناك».

كما شرح الرئيس الأميركي «مبدأ أوباما» حيال إيران، قائلا «إننا سوف نتواصل (مع إيران)، لكننا نحتفظ بكل قدراتنا» في الوقت ذاته، موضحا ذلك بالإشارة إلى أن ميزانية الدفاع الإيرانية تبلغ 30 مليار دولار أميركي بينما ميزانية الدفاع الأميركية تكاد تبلغ (600) مليار دولار، ليترك لحلفائه من العرب أن يعالجوا بأنفسهم مخاوفهم على أنظمة حكمهم من إيران والإرهاب اعتمادا على دعم الولايات المتحدة لـ”قدراتهم الدفاعية“ ولأي «قوة عربية مشتركة» ينشئونها لهذا الغرض بعيدا عن دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ويلفت النظر في هذا السياق قول أوباما في المقابلة ذاتها إن «المخاطر الأكبر التي يواجهونها (أي العرب) قد لا تأتي من غزو إيران، بل سوف تأتي من عدم الرضا داخل بلدانهم ذاتها» حيث «الشعوب مستبعدة، والشباب يعاني من البطالة، وحيث توجد ايديولوجية مدمرة وهدامة، وفي بعض الحالات لا توجد أية مخارج سياسية مشروعة للمظالم»، وبحيث «يشعر الشباب السنّي» بأنه لا خيار أمامهم غير «الدولة الإسلامية»، وهذا هو «الحديث الذي أريد أن أجريه مع بلدان الخليج» كما قال.

وكانت هذه رسالة «أوباما» إلى «حلفائنا العرب السنّة، مثل العربية السعودية» كما كتب «توماس فريدمان».

إن توقيت هذا الحديث عن كون الخطر الداخلي في دول الخليج العربية أكثر تهديدا من الخطر الإيراني الذي تشن خمس منها حربا بدعوى التصدي له في اليمن ينبغي أن يثير شكوكا عميقة في عواصمها حول حقيقة أهداف الدعم الأميركي لـ«عاصفة الحزم» في ضوء النتائج التي تمخض عنها الدعم الأميركي – الخليجي للعراق في حرب السنوات الثمانية مع إيران، بحيث يصبح التساؤل مشروعا عما إذا لم يكن الدعم الأميركي اليوم لـ«عاصفة الحزم» يستهدف توريط العربية السعودية في مواجهة مع إيران عبر اليمن كما تم توريط العراق في إيران.

وضرب أوباما مثلا بما يحدث في سوريا حيث «كانت توجد رغبة كبيرة للولايات المتحدة في دخولها ... لكن السؤال هو: لماذا لا يمكننا الحصول على عرب يحاربون الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان فيها، ... أو القتال ضد ما فعله (الرئيس السوري بشار) الأسد؟».

إن هذا التحريض الأميركي السافر للعرب على الحرب في سوريا يرقى إلى دعوة صريحة للاقتتال العربي ولـ”تعريب“ حرب تريدها الولايات المتحدة على سوريا لكنها عندما عجزت عن شنها مباشرة كما فعلت في حربها على العراق وليبيا لجأت إلى خيار محاولة شنها بوكالة عربية، ويجد المراقب صعوبة كبيرة في عدم وضع «عاصفة الحزم» على اليمن خارج هذا السياق الأميركي كسابقة يمكن تكرارها في سوريا أو في غيرها من الأقطار العربية المستقلة عن الهيمنة الأميركية، وفي عدم وضع إنشاء «القوة العربية المشتركة» خارج هذا السياق.

في مقال له، لخص الأستاذ بجامعة تافتس الأميركية دبليو. سكوت ثومبسون في الثاني من هذا الشهر استراتيجية أوباما في المنطقة عندما كتب أن «واشنطن يسعدها ان تحاول ضرب الجماعات ببعضها، من دون حتى أن تشن الحرب مرة أخرى، أو تتدخل بنفسها مباشرة في المنطقة»، و«النتيجة هي أننا الآن موازن بين القوى بعيدا عن الشواطئ في الشرق الأوسط، بدلا من أن نكون لاعبا مباشرا في معظم الصراعات الكبرى» في المنطقة، و«قد حان الوقت كي تتحمل الدول السنّية الكبرى بعض المسؤولية عن شؤونها بنفسها».

وسواء كانت «عاصفة الحزم» و«القوة العربية المشتركة» بقرارات عربية خالصة أم لم تكن فإنها في نهاية المطاف تندرج في سياق هذه الاستراتيجية الأميركية.

ودولة الاحتلال الإسرائيلي ليست أقل سعادة من واشنطن بالتأكيد، إذ «لأول مرة منذ عام 1948 (عام النكبة العربية في فلسطين) نجح العرب في إنشاء ائتلاف عسكري موجه ضد دولة عربية وليس مرتبطا بالصراع العربي الإسرائيلي» كما كتب جاك نيرياه الكولونيل المتقاعد في جيش الاحتلال والمستشار السابق لرئيس الوزراء الأسبق الراحل اسحق رابين في السادس من هذا الشهر.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر الخميس الماضي من أن «العالم الإسلامي في هذه اللحظة يواجه خطر التفكك»، موحيا بأن هذا التفكك ناتج عن قوة قاهرة عواملها ذاتية، وكان الأدق أن يحذر من أن العالم الإسلامي وفي قلبه الوطن العربي إنما يواجه خطر ”التفكيك“ الأميركي له نتيجة لمبدأ أوباما في إشعال نار الفتن القاتلة النائمة فيه بالتحريض على الاقتتال العربي – العربي والعربي – الإسلامي الطائفي بينما يهدد بالحرب من لا يسالم دولة الاحتلال من العرب والمسلمين.

في السادس والعشرين من مارس/آذار الماضي اقتبست «النيويورك تايمز» من الباحث في مجموعة الأزمات الدولية «بيتر هارلينغ» قوله إنه «في اليمن وسوريا والعراق وأماكن أخرى تتحدث الإدارة (الأميركية) وكأنها تدعم عمليات الانتقال المنظم إلى بناء الدولة لكن أفعالها في الحقيقة تفكك الدولة المركزية» في هذه البلدان.

  كلمات مفتاحية

أوباما توماس فريدمان السياق الأميركي السعودية اليمن الحوثي إيران

«فورين بوليسي» تحذر من ”فيتنام جديدة“: الحرب في اليمن تسير في طريق خاطيء

أمريكا تعزز تعاونها الاستخباراتي في «عاصفة الحزم» ومسؤولون أمريكيون يصفون دعمها بـ”القاصر“

«فورين بوليسي»: لا ينبغي أن نخطئ .. الولايات المتحدة تخوض حربا في اليمن

«ستراتفور»: الخيارات المعقدة للمملكة العربية السعودية في اليمن

مسؤول عسكري أمريكي: السعودية لم تبلغنا بالعملية العسكرية إلا قبل تنفيذها بوقت قصير

«فورين بوليسي» تحذر من ”فيتنام جديدة“: الحرب في اليمن تسير في طريق خاطيء

«عاصفة الحزم» والاتفاق النووي

الخيارات المعقدة للمملكة العربية السعودية في اليمن