«واشنطن بوست»: مفاوضات أمريكية قطرية بشأن قياديي طالبان المفرج عنهم

السبت 2 مايو 2015 12:05 م

بدأ مسؤولون أمريكيون وقطريون محادثات بشأن تمديد الضمانات الأمنية لخمسة قياديين سابقين في حركة طالبان الأفغانية، تم الإفراج عنهم من معتقل جوانتانامو مقابل إطلاق سراح الجندي الأميركي «باو بيرجدال»، والذين أثارت عملية نقلهم إلى الدوحة جدلا واسعا في مقر الكابيتول هيل.

ويمكن أن تسفر المحادثات عن تمديد بعض جوانب الاتفاق المحدد له مدة عام، والذي ينص على التزام قطر بإبقاء الخمسة تحت المراقبة ومنعهم من المغادرة. وأفادت مصادر مطلعة على المحادثات إنها «من الممكن أن تتمخض عن نقل القياديين الخمسة إلى بلد آخر عندما تنتهي مدة الاتفاق في نهاية مايو/أيار».

وقدم المسؤولون الأمريكيون المشاركون خلال المحادثات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة عددا من الخيارات بشأن وضع القياديين الخمسة كبار السن الذين يعيشون مع عائلاتهم في مجمع خاص كضيوف على قطر.

وأضافت مصادر قطرية مطلعة أن المسؤولين في الدوحة منفتحون من الناحية النظرية على تمديد الاتفاق مع بعض التعديلات، ولكنهم كانوا ينتظرون للاستماع إلى ما يقترحه نظراؤهم الأمريكيون. لكن يبقى غير معروف ما إذا كانت قطر ستوافق على تمديد العمل بالقيود المفروضة على حركة سجناء جوانتانامو السابقين الخمسة أو حتى تشديدها.

ويقول مسؤولون في إدارة «أوباما» إن السجناء الخمسة لا يشكلون خطرا يُذكر بعد سنوات من العزلة في معتقل جوانتانامو شديد الحراسة بكوبا في أمريكا اللاتينية. وكان نقلهم إلى قطر قد أثار احتجاجات واسعة في الكونجرس لأسباب منها إمكانية عودتهم إلى النشاط العسكري في أفغانستان.

 كما أثار اقتراب الاتفاق مع قطر من نهايته احتجاجات جديدة بين بعض أعضاء الكونجرس. وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب «ماك ثورنبري» من الحزب الجمهوري «إن هؤلاء إرهابيون خطيرون يجب ألا يُسمح لهم بالعودة إلى أفغانستان. من المثير للانزعاج أن البيت الأبيض انتظر كل هذا الوقت لبدء المداولات بشأن كيفية منع ذلك».

وكانت إدارة «أوباما» قد نقلت الخمسة إلى قطر في مايو/أيار 2014 مقابل الإفراج عن الجندي «باو بيرجدال» الذي احتجزته طالبان وحلفاؤها في باكستان لمدة خمس سنوات تقريبا.

وبموجب الاتفاق الموقع مع قطر، تخضع الاتصالات الهاتفية والإلكترونية التي يجريها القياديون الخمسة للمراقبة، ويُمنعون من جمع التبرعات أو التحريض على التطرف.

«نحن نحاول خلق مناخ للحوار السياسي»، بحسب ما صرح به قطري تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لكون الأمر حساسا للغاية. وأضاف «إذا كان تجديد الاتفاق من شأنه أن يساعد فأعتقد أن هذا أمر مهم جدا».

ومن بين سجناء جوانتانامو الخمسة السابقين «محمد فضل» الذي كان مسؤولا عسكريا كبيرا في طالبان، و«خير الله سعيد والي خيرخو»، وزير الداخلية السابق في حكومة طالبان التي تولت المهام 1996 حتى دخول القوات الأمريكية والأفغانية في 2001.

وقام الجمهوريون في مجلس النواب بإدراج شرط في مشروع قانون الإنفاق الخاص بوزارة الدفاع من شأنه أن يخفض التمويل الدفاعي في حالة أن البنتاجون لا يوفر مزيدا من المعلومات لمحققي الكونجرس الذين يجرون تحقيقا بشأن عملية التحويل.

فكرة تخفيف بعض القيود المفروضة على قادة طالبان السابقين، والتي من المحتمل أن تعطيهم فرصة لتجديد نفوذهم، أمر غير مريح بالنسبة لبعض المسؤولين في الإدارة، وخاصة مع وجود 9.800 جندي أمريكي في أفغانستان.

«هؤلاء الرجال أشرار للغاية»، على حد وصف مسؤول بوزارة الدفاع الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لأنه لم يتم الانتهاء من الترتيبات. وقال إن اثنين على الأقل من الخمسة يعتقد أنهم «مهتمون بالعودة إلى الحرب».

وزعم بعض المشرعين أن السجناء كانوا على اتصال مع المسلحين المتشددين خلال العام الماضي. وقالت الإدارة والمسؤولون في قطر إنه لا يوجد أي دليل على ذلك في المحادثات التي تم رصدها.

ومن غير الواضح ماذا سيكون رد فعل الحكومة الأفغانية أو حتى استجابة طالبان لتمديد حظر السفر لفترات طويلة للسجناء السابقين. وكانت طالبان طلبت قبل التوصل إلى الاتفاق النهائي في مايو / أيار من العام الماضي السماح للخمسة بأداء مناسك الحج الى مكة.

وفي حالة فك الحظر عن الرجال في قطر، فإن المسؤولين الأمريكيين قاموا بصياغة ترتيبات بديلة، يرون أنها توفر ضمانات كافية أنهم لن يشكلوا أي تهديدات. ورفضت إدارة «أوباما» إعطاء مزيد من التفاصيل.

وسعت الإدارة لسنوات لإحياء محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان أملا في نهاية تفاوضية للحرب الأفغانية. وأصبحت قطر، التي ترى أن هناك فرصة لإرضاء حليفها الأمريكي، وتعزيز مكانتها كلاعب دبلوماسي كبير القادة، شخصية رئيسية في محاولات تحريك أي عملية تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام على أساس مرة أخرى.

وتلاشت الآمال في بداية وشيكة لمحادثات السلام، مع استمرار حركة طالبان في هجوم الربيع في ولاية قندوز الشمالية وأجزاء أخرى من البلاد.

ويراهن الرئيس الافغاني «أشرف غاني»، الذي تولى المهام في العام الماضي،على حكومة باكستان المجاورة، حيث يعتقد أنه يمكن حث قادة طالبان المنعزلين والمختبئين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

ويتعين على قادة طالبان الذين يؤيدون الدخول في محادثات أن يتعاملوا مع المعارضة من قادة المستوى الأدنى الذي يقوم بالإشراف على القتال في أفغانستان.

ولم يستبعد «عبد الحكيم مجاهد»، المسؤول السابق في طالبان وحاليًا عضو مجلس السلام الذي شكلته الحكومة الأفغانية، إمكانية أن يكون هناك محادثات سلام، مشيرا إلى أن «الحكومة الأفغانية وحركة طالبان يحاولان الدخول في محادثات سلام من موقع قوة. وهذا هو سبب استمرار القتال».

وأثار «مجاهد» الشكوك حول النفوذ الباكستاني على طالبان. وفي الوقت ذاته قالت إسلام آباد إن «الرئيس غاني قال إن طالبان سوف تأتي إلى طاولة المفاوضات»، «إذا كان لباكستان تأثير قوي على حركة طالبان، فإن محادثات السلام كانت لتكون جارية الآن».

ويأمل بعض المسؤولين الأمريكيين أن عناصر طالبان المطلق سراح يمكنها أن تلعب دورا إيجابيا في محادثات سلام في المستقبل. وقال «مجاهد» لم يكن هناك أي إعلان رسمي من طالبان بشأن اقتراح يقضي بأن يلعب الخمسة أي دور في المفاوضات بين الحكومة والمتمردين.

  كلمات مفتاحية

طالبان قطر الولايات المتحدة الوساطة القطرية

استئناف محادثات السلام بين واشنطن وحركة طالبان في الدوحة بوساطة قطرية

قياديو طالبان المفرج عنهم يفضلون البقاء في الدوحة

قطر تعزز نفوذها بوساطة ناجحة بين طالبان والولايات المتحدة

وفد من الحكومة الأفغانية يلتقي ممثلين لحركة «طالبان» خلال مؤتمر للسلام في قطر

قطر ستستضيف حوارا بين «طالبان» ومسؤولين أفغان

محادثات سلام أفغانية في قطر لليوم الثاني ولا مؤشرات على إحراز تقدم

طهران تستقبل وفدا من «طالبان».. واتفاق تعاون بين الاستخبارات الباكستانية والأفغانية

الخارجية الأمريكية: قطر وافقت على تمديد مراقبتها لقيادات طالبان الخمسة

قطر تنجح في إطلاق سراح 4 جنود طاجيك معتقلين لدي «طالبان»