«إعلان الرياض» يؤكد دعم الشرعية في اليمن ويدعو لمصالحة وطنية شاملة

الثلاثاء 19 مايو 2015 09:05 ص

اختتمت اليوم الثلاثاء، في العاصمة السعودية الرياض، أعمال مؤتمر «إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية»، الذي جاء برعاية الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي».

وناقش المؤتمر الذي استمر على مدار 3 أيام، سُبل استعادة مؤسسات الدولة بعد انقلاب مليشيات الحوثيين الشيعية عليها والسيطرة عليها بالكامل، إضافة إلى إعادة بناء الجيش اليمني.

وشدد المؤتمر في بيانه الختامي الذي جاء بعنوان «إعلان الرياض»، على دعم الشرعية في اليمن وضرورة استئناف العملية السياسية، داعيا إلى إطلاق «مصالحة وطنية شاملة» في البلاد.

كما أكد الإعلان أنه يأتي إدراكا لحجم المأساة والانهيار التي وصلت إليه اليمن، ورغبة من دول الخليج في الاصطفاف لمواجهة الانقلاب على الشرعية والتصدي للمشروع التآمري التدميري على اليمن المدعوم من إيران الذي انخرطت فيه تلك الميليشيات وحليفها لزعزعت أمن واستقرار اليمن والمنطقة. بحسب نص الإعلان.

وطالب البيان الختامي للمؤتمر بضرورة استكمال بناء المؤسسات العسكرية والأمنية وفق مخرجات الحوار اليمني، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة استخدام الوسائل العسكرية والسياسية كافة لإنهاء الانقلاب الحوثي في البلاد.

كما تضمن الإعلان، تقديم الإغاثة للنازحين، ودعم المقاومة الشرعية، وضرورة محاسبة منتهكى حقوق الإنسان، والالتزام بالقرار 2216 والالتزام بمبدأ الشراكة الوطنية، ورفض الانقلاب وما تربت عليه، ودعم الشرعية ومشاركة أبناء اليمن فى بناء الدولة.

من جهته، كشف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في وقت سابق، اعتزام المنظمة الدولية عقد مؤتمر للحوار تشارك فيه أطراف الأزمة اليمنية جميعها في المستقبل القريب.

ودعا «ولد الشيخ أحمد»، في كلمة له بالمؤتمر، إلى تمديد الهدنة الإنسانية التي انتهت الليلة الماضية. وقال إن هذه الهدنة يجب أن تتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار.

ودعا المبعوث الأممي كل الأطراف للجلوس على طاولة الحوار بلا شروط، مبينا أن «الأمم المتحدة تدعم أمن ووحدة واستقرار اليمن».

نص الإعلان

لقــد أدى فســاد رأس نظــام الحكــم في اليمن منـذ أكثر من 30 عاماً إلى إدخال اليمن في صراعات وحروب منذ العـام 1994م ، طالـت الجنـوب والشـمال، كمـا أدى سـوء إدارة الحكـم إلى تدهـور الأوضـاع الاقتصادية والإجتماعية والأمنية، وتفاقم الأزمة السياسية إلى قيام الحراك الجنوبي السلمي في الجنوب 2007م ، والثورة الشبابية الشعبية السلمية في عام 2011م، وحقنـاً للدمـاء جـاءت المبـادرة الخليجيـة وآليتها التنفيذية لتحقيق عملية التغيير السلمي وبموجبها حددت فترة انتقالية كان من أبرز منجازاتها انتخاب الأخ عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً للجمهورية وإيقاف التدهور الأمني الاقتصادي ونجاح مؤتمر الحوار الوطني والإعتراف بالقضية الجنوبية باعتبارها قضية سياسية عادلة ، وإيجاد المعالجات لها وإقرار وثيقة الحوار الوطني الشامل في 25 يناير 2014م ، وإنجاز مسودة الدستور في ديسمبر 2014م، ومثل ذلك كله رغبة حقيقة للشعب شمالاً وجنوباً في طي صفحة الماضي والشروع قدماً في وضع اللبنات الأساسية لبناء الدولة المدنية الاتحادية من خلال التوافق بين مكونات الشعب في الشمال والجنوب، ومواصلة السير في تنفيذ ما تبقى من مهام الفترة الانتقالية المنصوص عليها ، في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووثيقة الحوار الوطني الشامل.

مع إصرار الشعب اليمني وقواه السياسية والمدنية الخيرة في استكمال مشروعه في بناء الدولة المدنية الحديثة، سارعت الميليشيات الحوثية المتحالفة مع علي عبدالله صالح في الانقلاب على الشرعية الدستورية رغبة منها في تقويض العملية الانتقالية السلمية بالقوة والزج بالبلاد إلى مرحلة الصراع المسلح، وقامت باسقاط المناطق تباعاً ووصولاً إلى احتلال العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، واختطاف مؤسسات الدولة والاستيلاء على القوات المسلحة ووضع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وإعضاء الحكومة تحت الإقامة الجبرية واستخدام التها العسكرية في التوسع والتدمير الممنهج للمدن اليمنية وخصوصاً مدينتي عدن وتعز.

واستجابة لدعوة رئيس الجمهورية فقد تم عقد مؤتمر الرياض وشاركت فيه كافة القوى السياسية والاجتماعية الوطنية، وإدراكاً منها لحجم المأساة والانهيار التي وصلت إليها البلاد، ورغبة منها في الاصطفاف معاً لمواجهة الانقلاب على الشرعية والتصدي للمشروع التآمري التدميري على اليمن المدعوم من إيران الذي انخرطت فيه تلك الميليشيات وحليفها لزعزعت أمن واستقرار اليمن والمنطقة.

وانطلاقاً من إيمانها والتزامها الحقيقي بالدفاع عن الوطن باعتباره واجب ملح على كافة أبنائه، أقرت جميع المكونات والشخصيات المشاركة في المؤتمر أن هناك أولوية قصوى تنتصب أمامها حالياً لبلورة مشروع ينخرط فيه الجميع دون استثناء وفق رؤية جادة لاستعادة الدولة والانتصار بشرعيتها، وبسط سلطتها على كامل التراب الوطني في ظل الصمود والبطولات والمآثر الرائعة للمقاومة الشعبية على الأرض في مدينة عدن الباسلة وفي الضالع وتعز ولحج وأبين ومأرب وشبوه والبيضاء وغيرها من مدن وقرى اليمن جنوبه وشماله.

وإدراكاً من هذه القوى والتنظيمات السياسة لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها ، ورغبة في بلورة تطلعات الشعب لبناء دولة حديثة ، وفق أسس ومخرجات الحوار الوطني الشامل ومن خلال التوافق بين مكونات الشعب في الشامل والجنوب، سعياً منها لتحقيق غدٍ أفضل، أقرت جميع المكونات والشخصيات الاجتماعية المشاركة في المؤتمر البنود التي تم مناقشتها والتي شكلت في مجملها خارطة الطريق الواردة في هذا الإعلان الذي يسمى -إعلان الرياض - تحت شعار «إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية».

وبناء على ما تقدم فقد تبنى إعلان الرياض رؤية وطنية عملية جادة لاستعادة الدولة وإعادة ترتيب علاقتها الإقليمية والدولية على النحو الذي يلبي طموح أبناء الشعب اليمني في بناء دولة اتحادية ديمقراطية حديثة تنشد العدالة وتقوم على المواطنة المتساوية بكل أبناء الشعب، وتعزز من دور اليمن في محيطه الخليجي والعربي، وتحقيق الأمن الإقليمي وتفاعله الإيجابي مع بقية أعضاء الأسرة الدولية.

وانطلاقاً من قرار مجلس الأمن رقم : (2216) الذي رحب بعقد مؤتمر الرياض ، ودعماً للمفاوضات التي تجرى برعاية الأمم المتحدة فإن المؤتمر يتطلع إلى أن تحقق تلك المفاوضات تطلعات الشعب اليمني وفقاً لما ورد في هذا الإعلان.

لذا فإن هذا الإعلان بكافة بنوده يمثل خياراً وطنياً في دعم الشرعية ومبدأ الشراكة الوطنية لكافة أبناء اليمن شماله وجنوبه، والتي قامت عليها العملية الانتقالية ويعد أساساً لمشروع بناء الدولة ورفضاً قاطعاً لحكم الميليشيات ومشروع الفوضى الذي تنهار فيه مؤسسات الدولة كافة ، ويتأجج فيه الصراع المذهبي والمناطقي وتضيع فيه كرامة الإنسان وتنتهك فيه حقوقه،وتهدد الأمن والسلم الإقليم والدولي.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية الرياض اليمن الحوثيين هادي مؤتمر الرياض

مؤتمر الرياض يعلن استئناف الحوار.. و«هادي» يؤكد: ستنتصر مدنية عدن وتاريخ صنعاء

«الجبير» يجدد التزام الرياض بـ«ضبط النفس» رغم خرق الحوثيين للهدنة

قيادي حوثي: لا مفاوضات مع السعودية .. وسنلاحق «هادي» قضائيا لانتحاله صفة الرئيس

«هادي» يحدد موعد الحوار اليمني بالرياض ويعين قيادات جديدة للجيش

«الأمم المتحدة»: 1850 قتيلا وأكثر من نصف مليون نازح جراء العنف في اليمن

التحالف يبدي استعداده لتأمين منطقة خضراء أو الدفع بقوات برية داخل اليمن

اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين «المقاومة الشعبية» و«الحوثيين» في تعز جنوب اليمن

الأمم المتحدة تعلن عن محادثات سياسية بشأن اليمن والسفينة الإيرانية تصل إلى جيبوتي

المخلوع «صالح»: السعودية عرضت عليّ ملايين الدولارات لمحاربة «الحوثيين»

«الجبير»: بيان القمة «غير مسبوق» ولم تتحفظ عليه أي دولة

أمير قطر يبدأ الأحد جولة في 3 دول بأمريكا اللاتينية

مليون يمني استجاروا بالسعودية منذ الانقلاب الحوثي

المخلوع «صالح»: حوارنا مع السعودية برعاية روسيا والأمم المتحدة