الجبالي: سأترشح لرئاسة تونس دون شق حزب النهضة

الأحد 14 أبريل 2019 02:04 م

قال رئيس الوزراء التونسي السابق "حمادي الجبالي" إنه سيترشح للرئاسة لتحقيق أهداف الثورة، دون أن يشكل حزبا يشق "النهضة"، معتبرا أن ذلك ليس مُضرا بـ"النهضة" فقط بل بالبلد كلها.

وأضاف "الجبالي" في حوار مع موقع "عربي21" أن "الثورة التونسية حققت مكاسب على الصعيد السياسي والديمقراطي، لكنها لم تصل بعد لتحقيق الأهداف المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية".

ورأى أن "الثورات الشعبية العربية لا تزال مستمرة، وإنها ستستمر ما دامت أسبابها موجودة، وحتى تحقيق أهدافها".

ودعا "الجبالي" ما سماها قوى الثورة إلى التوافق في تيار واحد لمواجهة تيار الـ"لا ثورة"، معتبرا أن الخلافات الأيديولوجية بين القوى المنضوية في هذا التيار لا معنى لها، وأن الأولوية الآن لتحقيق مطالب الناس في حياتهم اليومية، وتحسين الاقتصاد ومستوى المعيشة.

وتابع: "من الأشياء التي تحققت ـعلى الأقل بالنسبة للتجربة التونسيةـ هي هذا الوعي بالحرية وأننا لابد أن نصنع مستقبلنا بأنفسنا ونقرر فيه، ولكن النحب ـونحن منهاـ ارتكبت خطأ كبيرا وهو أنها أوقفت الثورة، وجاءت النخبة بدهائها وقالت للشعب: ارجعوا بيوتكم سنأخذ عنك هذه المهمة".

ومضى بالقول: "لا يمكن بعد الثورة أن يكون رئيس الوزراء هو محمد الغنوشي رئيس حكومة بن علي.. استفاق الشعب بعد فترة من تعيين الغنوشي رئيسا للحكومة، ولكنه لم ينجح باستعادة الثورة بسبب ضعف قيادة ونخبة الثورة وتشتتها، وغياب برنامج، لأن الثورة فاجأت الجميع.

وأردف: "أُعيدت الكرة من جديد وبنفس الأسلوب من الدهاء وأتوا لنا بوزير أول من الدولة القديمة وهو الباجي قايد السبسي، وشكّلوا لنا مجلسا لحماية مكاسب الثورة، ووضعوا لنا ضوابط وقانون الثورة، وهذه كلها أخطاء فادحة. لذلك سرقت القوى القديمة الثورة من النخبة بما فيها النهضة".

واعتبر أن "نقطة الضعف لدى تونس، وهذا المدخل الذي يستغلونه لضرب الثورات هي المسائل الاجتماعية والاقتصادية؛ فهي أمور حساسة، خاصة في ظل ضعف إمكانياتنا المادية؛ فليس لدينا بترول أو غاز".

الحرية والاقتصاد

ودعا "الجبالي" إلى ضرورة "التوازن بين الحديث عن الحرية والاقتصاد، لذلك نقول إن الانتخابات القادمة مُفترق طرق، فيجب على السياسيين الذين سيتم انتخابهم أن يضعوا نصب أعينهم أنه لابد من المحافظة على الحريات والمكاسب والدولة الديمقراطية وفي نفس الوقت -وربما بأهمية أكبر- أنه لا بد من تلبية مطالب الناس؛ فلا تناقض بين الحرية والتنمية، وليس مطلوبا أن نضحي بواحدة من أجل الأخرى". 

وطالب النخبة السياسية "المؤمنة بقيم الثورة"، وعلى رأسها النهضة وأحزاب وشخصيات أخرى أن "تتوحد في كيان جامع".

وحذر من أن "منظومة مناهضة الثورة، ستتحد غالبا حول رجل واحد، هو يوسف الشاهد، وربما يخرجوا الباجي قائد السبسي من الباب الخلفي".

وأكد أن ما يسمى بتيار اليسار الراديكالي يدعم الشق المناهض للثورة، لأنه يرى مشكلته الآن مع حركة النهضة لأسباب أيديولوجية، وهو لذلك مستعد أن يتحالف مع أي طرف لإسقاط النهضة".

وشدد "الجبالي" على أن هناك ضابط أساسي في عمله وهو أن "النهضة" لن تؤتى من جانبه، مؤكدا أنه لن يشكل حزبا يشق "النهضة" ويقسمها، معتبرا أن ذلك ليس مُضرا بالنهضة فقط بل بالبلد كلها، مضيفا: "همي الآن ليس الحزب. في المرحلة الديمقراطية يجب أن يصبح المشروع وطنيا لا حزبيا، ويجب أن يكون الهم هو كيف يمكن إنقاذ الوطن وتحقيق السلم المجتمعي والتوافق والعدالة والحرية".

ومضى بالقول: "إنشاء حزب الآن سيكون إضافة رقم آخر، أو دكان سياسي آخر في الشارع السياسي على حساب النهضة والمجتمع. لقد قضيت حياتي كلها في التنظيم، حوالي 40 عاما في التنظيم، وأعرف ما هو الحزب. وأؤمن أن الأحزاب هي عجينة تتكون تدريجيا لسنوات أو عقود حتى تصبح حزبا حقيقيا، ولذلك لن أقدم على تأسيس حزب".

وتابع: "ليس همي السلطة على الإطلاق، فلو أردت السلطة لبقيت فيها، وكان لي الحق الدستوري في ذلك. كان يمكن أن أشكل الحكومة ثم أذهب إلى البرلمان، وكنت سأنال تأييد أصوات المعارضة كلها إلا "النهضة" وحزب المرزوقي، ولكنني اعتبرت أن هذا الخيار سيكون كارثة بالنسبة لي، لذلك فضلت الانسحاب".

أما بالنسبة للترشح في انتخابات الرئاسة، قال "الجبالي": "سأقدم عليها باعتبار أنها يمكن أن تكون منطلقا للإصلاح والتوازن، لأن الرئيس سيُنتخب من الشعب، وسيكون قدوة، وسيكون هو المُجمّع لكل الأطراف، وسيكون صوت من لا صوت له، والملجأ للمظلوم، وسيفجر الطاقات البشرية والكفاءات التونسية في الداخل والخارج".

وأردف: "أدعي إنني سأكون رئيسا فوق الأحزاب، إذا اختارني الشعب؛ لأن التجربة واضحة عندي، فكل من دخل مؤسسة الرئاسة في قرطاج أدخل حزبه وعائلته وعصابته، وصار يحكم ليس من أجل الشعب، بل من أجل مصالحه الذاتية والعائلية والحزبية والعصبية واللوبيات الفاسدة".

وختم بالقول: "الرئيس التونسي لا بد أن يكون فوق جميع الأحزاب وفوق هذه اللوبيات، وهذا هو الطرح المثالي الذي أؤمن به.. هذه قضية نضالية ولا بد أن أخوضها".

المصدر | الخليج الجديد + عربي 21

  كلمات مفتاحية

الجبالي: الإمارات تخرق سيادة تونس بالإملاءات والمال والإعلام

بدعوى حيازة مواد خطرة.. اعتقال رئيس حكومة تونسي سابق وزوجته