الأمير تركي الفيصل "يناظر" قائد الاستخبارات الإسرائيلي السابق

الثلاثاء 27 مايو 2014 09:05 ص

وكالات

في تجربة علنية هي الأولى من نوعها، جرت مناظرة بين الأمير «تركي الفيصل»، رئيس المخابرات السعودية السابق ورئيس مجلس الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والجنرال الإسرائيلي «عاموس يدلين»، الذي شغل سابقا رئاسة شعبة الاستخبارات العسكريّة بجيش دولة الاحتلال.

حيث وجّه مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، التابع لجامعة "تل أبيب"، عصر الأحد 25 مايو، رسالة لوسائل الإعلام الغربية والعبرية والعربية، دعا فيها لمتابعة المناظرة التي بثت مباشرة يوم الإثنين التالي في الثانية ظهرا بتوقيت السعودية، من أحد الفنادق الكبرى بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بإستضافة الصحافي الأمريكي «ديفيد إغناتويس»، مساعد رئيس تحرير صحيفة «واشنطن بوست» الذي سيدير المناظرة، و برعاية من مؤسسة مارشال الألمانية في الولايات المتحدة الأمريكية (GMF).

وقد شملت المناظرة مناقشة العديد من القضايا، وتخللها متابعة عملية السلام، إلى جانب الملف النووي الإيراني وتأثيره على المنطقة.

في سياق الحديث حول عملية السلام، أشاد الأمير «تركي» بالمبادرة العربية، واعتبرها "خطوة كبيرة" بعد أن كان العرب لا يعتبرون "إسرائيل" دولة، مكتفيين سابقا بوصفها بـ "الكيان المزعوم". كما شكك في جدية دولة الاحتلال تجاه عملية السلام، متسائلا: «لدينا اليوم مبادرة سلام للمرة الأولى.. فلماذا لا تقبل إسرائيل التفاوض مع لبنان مثلا أو حل قضايا اللاجئين والقدس وسواها».

وقال الجنرال «يدلين» إن عملية السلام بين الطرفين صعبة طالما لا تستطيع القيادات أن تدفع بالشعبين إليها، مشيرا إلى ضرورة اللجوء لحلول بديلة وفرص أفضل للتقريب بين الجانبين.

وردا على الأمير، عرض «عاموس» عليه السفر إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى، والتحدث مع الكنيست لتعريفهم بمبادرة السلام مؤكدا أن تلك الاتفاقية يجهلها معظم الإسرائيلين.  وهو ما اعتبره الأمير إقحاما للعواطف من أجل تحويل الإنتباه عن القضية الأهم وهي مشروع السلام. مضيفا أن مهمة تعريف الإسرائيليين بالمبادرة هو من مهام ومسؤوليات القيادات الإسرائيلية.

وأضاف الأمير «تركي»: «القيادة الإسرائيلية كانت تقول لشبعها إنها لا تريد سوى أن يجلس العرب معها للسلام ولكن اليوم ترفض تلك المبادرة مع أنه ما من خطر عليها أمنيا لأنها تمتلك قنابل نووية - ربما ساهم الجنرال بنفسه في بنائها - والعرب ليسوا مجانين وهم يدركون تفوقها العسكري ولا يهددون بشن حروب بل بعقد السلام».

وبخصوص الملف الإيراني، قال «عاموس» أن بناء إيران لرأس نووي لا يُمثل خطرا لدولته فحسب بل للمنطقة ككل، خاصة وأنها تدعم بقاء «بشار الأسد»، كما تتدخل في شئون البحرين واليمن.  مضيفا: «بلادي ستفعل كل ما بوسعها من أجل التأكد من عدم حصول إيران على السلاح النووي».

ومن جانبه أكد «فيصل» على تمسُّك السعودية من البداية بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، رغم أنه من المعروف أن إسرائيل تمتلك هذه الأسلحة.

وحول الشأن السوري، أشار الأمير «تركي» أن الوضع هناك بات يشبه «الجرح الذي يحتاج إلى تنظيف»، مؤكدا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لدعم المعارضة السورية التي تريد بناء الدولة.  والحرص على عدم وقوع السلاح في أيدي متطرفين كي لا يتحول المشهد إلى أفغانستان جديدة.

وردا على سؤال أحد الحضور حول حظر جماعة الإخوان في المملكة، أكد «تركي» أن القرار لم يتم عشوائيا بل تم عقب دراسة متأنية، نافيا اتخاذ القرار من باب دعم الحكومة المصرية فقط.

واختتم الأمير «تركي الفيصل» مؤكدا أن حلم السلام في المنطقة هو شخصي ورثه عن والده، متمنيا أن يستطيع يوما السفر مباشرة من الرياض إلى القدس والصلاة في القبلة الأولى للمسلمين. وهو ما لا يمكن تحقيقه الآن في ظل الوضع الراهن.

يُذكر أن مبادرة السلام العربية تتبنى إقامة دولة فلسطينيّة في حدود العام 1967 وعاصمتها القدس مع تبادل الأراضي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتطبيع كامل العلاقات العربية مع دولة الاحتلال.

  كلمات مفتاحية

رحلات جويّة من إسرائيل إلى السعودية عبر الأردن للحُجّاج والمعتمرين تبدأ الشهر الجاري

نتنياهو: المبادرة العربية للسلام أصبحت من الماضي ولم تعد ذات صلة بالواقع

العلاقات «السعودية - الإسرائيلية» مرة أخرى

كاتب أردني بنتقد حديث «تركي الفيصل» حول "حساسيته" تجاه «الديمقراطية»

دول الخليج و”إسرائيل“: هل يقود التعاون السري إلى مصالحة؟

اللقاءات السعودية الاسرائيلية على أي مستوى هي الخطر الاكبر على الرياض

صحيفة: رئيس حزب إسرائيلي التقى الأمير «تركي الفيصل» لبحث خطة سلام إقليمية

لقاء علني يجمع الأمير «تركي الفيصل» ومسؤول استخباراتي إسرائيلي في واشنطن

«تركي الفيصل» لـ«هآرتس»: العرب الآن يريدون السلام وإسرائيل هي من يقول (لا)