لإسقاط حق العودة.. إسرائيل تدفن وثائق حول نكبة فلسطين

الجمعة 5 يوليو 2019 09:24 م

كشفت صحيفة عبرية قيام فرق من وزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلي، بإزالة مجموعات من الوثائق التاريخية، منذ أوائل العقد  الماضي، تتعلق باحتلال فلسطين عام 1948، والفظائع التي رافقته.

وقالت صحيفة "هآرتس"، في تقرير نشرته الجمعة، إنه "منذ بداية العقد الماضي، كانت فرق وزارة الدفاع تجوب أرشيف (إسرائيل) وتزيل الوثائق التاريخية، لكنها لم تكن فقط الأوراق المتعلقة بمشروع (إسرائيل) النووي، أو العلاقات الخارجية للبلاد التي يتم نقلها إلى قبو، بل تم أيضا إخفاء مئات الوثائق الأخرى، في إطار جهد منظم لإخفاء أدلة النكبة".

وأضافت أن ما يعرف بإدارة الأمن السرية التابعة لوزارة دفاع الاحتلال "أخفت شهادة من جنرالات في الجيش الإسرائيلي حول قتل المدنيين وهدم القرى، فضلاً عن توثيق طرد البدو (في إشارة للفلسطينين الذين تم تهجيرهم من أرضهم) خلال العقد الأول من قيام الدولة".

ولفتت إلى أنه "تم اكتشاف هذه الظاهرة لأول مرة من قبل معهد أكفوت لأبحاث الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وأشارت إلى أنه وفقا لتقرير صادر عن المعهد، فإن العملية تقودها إدارة الأمن السرية التابعة لوزارة الدفاع التي يحظر الكشف عن أنشطتها وميزانيتها.

وقالت: "يؤكد التقرير أن إدارة الأمن السرية التابعة لوزارة الدفاع أزالت الوثائق التاريخية بطريقة غير مشروعة، وبدون أي سلطة، وفي بعض الحالات على الأقل، قامت بحظر الوثائق التي سبق أن تمت الموافقة على نشرها من قبل الرقابة العسكرية، إذ أن بعض الوثائق التي تم وضعها في خزائن قد تم نشرها بالفعل".

وأضافت: "كشفت المحادثات التي أجرتها الصحيفة مع مديري الأرشيفات العامة والخاصة، على حد سواء، أن موظفي إدارة الأمن تعاملوا مع الأرشيفات كممتلكات لهم، وفي بعض الحالات كانوا يهددون المديرين أنفسهم".

ونقلت الصحيفة عن "يهيل حوريف"، الذي ترأس إدارة الأمن السرية التابعة لوزارة الدفاع الاسرائيلية لمدة عقدين حتى عام 2007، إقراره بأنه هو من أطلق المشروع، الذي لا يزال مستمراً.

وأردفت "هو يعتبر أنه من المنطقي إخفاء أحداث عام 1948، لأن الكشف عنها قد يولد اضطرابات بين السكان العرب في البلاد"، على حد قوله.

وردا على سؤال حول الهدف من إزالة الوثائق التي تم نشرها بالفعل، أوضح "حوريف" أن الهدف هو "تقويض مصداقية الدراسات حول تاريخ مشكلة اللاجئين، فمن وجهة نظر حوريف، فإن الادعاء الذي يقدمه الباحث مدعوما بوثيقة أصلية ليس بقوة الادعاء الذي لا يمكن إثباته أو دحضه".

ولفتت الصحيفة في هذا الصدد إلى أنها تمكنت من اكتشاف وثيقة كتبها عضو اللجنة المركزية لحزب" مابام"، "أهارون كوهين"، مستندا لإحاطة قدمها في نوفمبر/تشرين الثاني 1948، رئيس الأركان السابق لميليشيا "الهاغاناه"، "إسرائيل جليلي"، والتي أصبحت الجيش الإسرائيلي بعد عام 1948.

وكتب "كوهين" في الوثيقة " في صفصاف (قرية فلسطينية بالقرب من صفد في الشمال)، تم القبض على 52 رجلاً، وقيدوا بعضهم ببعض، وتم حفر حفرة وأطلقوا (الإسرائيليون) النار عليهم. عشرة منهم كانوا لا زالوا ينازعون الموت. وجاءت نساء يتوسلن لرحمتهم دون جدوى. تم العثور على جثث 6 رجال مسنين. كانت هناك 61 جثة و3 حالات اغتصاب، إحداهن شرق مدينة صفد، لفتاة تبلغ من العمر 14 عاماً. 4 رجال قتلوا بالرصاص، أحدهم تم قطع أصابعه بسكين لأخذ خاتمه".

واستنادا إلى الصحيفة، فإن أحد أبرز الوثائق المذهلة حول أصل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، كتبها أحد الضباط موجهة الى جهاز الأمن العام "الشاباك"، يناقش فيها سبب إفراغ البلاد من العديد من سكانها العرب، مع التركيز على ظروف كل قرية.

وقالت "تم تجميعها في أواخر يونيو/حزيران 1948 ، تحت عنوان: هجرة عرب فلسطين".

وأضافت: "كانت هذه الوثيقة هي الأساس لمقال نشره (الباحث الإسرائيلي) بيني موريس في عام 1986. وبعد ظهور المقال، تمت إزالة المستند من الأرشيف وتم حجب وصول الباحثين إليه. وبعد سنوات، قام فريق إدارة الأمن السرية بإعادة فحص الوثيقة، وأمر أن تظل سرية".

لكن الصحيفة تشير إلى أن "الوثيقة المؤلفة من 25 صفحة تبدأ بمقدمة تعكس توافقا بلا خجل على إخلاء القرى العربية".

وقالت الصحيفة: "وفقا للرواية الإسرائيلية التي تم نشرها على مر السنين، تقع مسؤولية الهجرة من (إسرائيل) على عاتق السياسيين العرب، الذين شجعوا السكان على المغادرة، ومع ذلك، فإنه وفقا للوثيقة، غادر 70 % من العرب نتيجة للعمليات العسكرية اليهودية".

وأضافت: "يصنف مؤلف النص الذي لم يكشف عن اسمه أسباب رحيل العرب حسب الأهمية كالتالي: السبب الأول: الأعمال اليهودية العدائية المباشرة ضد أماكن تواجد العرب، السبب الثاني: تأثير تلك الأعمال على القرى المجاورة".

"وجاء في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية العمليات التي نفذتها عصابات إرجون وليهي، في حين تمثل السبب الرابع في الأوامر الصادرة عن المؤسسات العربية والعصابات (في اشارة للجماعات العربية المقاتلة)؛ أما السبب الخامس فتمثل في عمليات يهمس اليهودية لحث السكان العرب على الفرار؛ والعامل السادس والأخير تجسد في توجيه الإنذار للعرب بإخلاء أراضيهم".

وتخلص "هآرتس" إلى أن المؤلف يجزم بأن "العمليات العدائية كانت بلا شك السبب الرئيسي لحركة السكان"، أي تهجير الفلسطينيين.

ويقول الفلسطينيون إن عشرات الآلاف اضطروا إلى ترك ممتلكاتهم وعقاراتهم خوفا من أن يتم إلحاق الأذى بهم، بعد أنباء عن مجازر ارتكبتها عصابات يهودية في عدد من القرى والبلدات الفلسطينية قبل العام 1948.

ونتيجة لنكبة عام 1948، لجأ عشرات آلاف الفلسطينيين إلى دول عربية مجاورة، وإلى الضفة الغربية وقطاع غزة، تاركين من خلفهم عقارات وشهادات ملكية.

وترفض دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الحين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، كما ترفض الاعتراف بوقوع مجازر أو هدم مئات القرى الفلسطينية.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

يهودية تعيد مقتنيات سرقها والدها من فلسطينيين خلال النكبة

مخرجة فلسطينية: وثائقي «النكبة» ترجمته «العربية» عن فيلم إسرائيلي

واشنطن تحبط بيانا أمميا يدين مجزرة ذكرى «النكبة»

ناشطون يحيون ذكرى «النكبة»: الوجع يأتينا على شكل وطن ضائع