يواجه الرئيس الأمريكي؛ "دونالد ترامب"، اتهامات بأن خطابه السياسي "ألهم" الإرهابيين الذين قاموا باعتداءات متفرقة في أنحاء الولايات المتحدة يومي السبت والأحد الماضيين، واستهدفت تجمعات للمهاجرين، وأسفرت عن مقتل العشرات.

ولإثبات ذلك، لم يكتف منتقدو خطاب الرئيس الأمريكي بإطلاق اتهامات مرسلة، بل سعوا لتقديم براهين واضحة للربط بين ما يتضمنه خطابه من "عنف"، ودوافع المشتبه بهم.

ووفقاً لتحليل أرشيف الإعلانات السياسية في "فيسبوك"، أشرفت عليه شبكة (CNN) الأمريكية، بث "ترامب"، منذ نهاية يناير/ كانون الثاني، ما يقرب من 2200 إعلان على فيسبوك، يحذر من "غزو" قادم من الحدود الأمريكية.   

واستخدم "ترامب" كلمة "غزو" في سياق الحديث عن الهجرة من الحدود المكسيكية، وبناء الجدار، وخلافه السياسي شبه الدائم مع الديمقراطيين، حول هذا الموضوع.

حيث قال في إعلان: "الأزمة على الحدود الجنوبية أخطر بكثير ممّا تدركه الأكثرية. قمت برحلات عدة إلى الحدود لعرض الغزو الحقيقي الذي يحدث، ولكن الديمقراطيين والإعلام الكاذب لن يستمعوا إلى ذلك. حان الوقت لحماية حدودنا...".

وفي إعلان آخر سحبه "فيسبوك" من التداول، كتب "ترامب": "نتعرض للغزو ولذا سنبني الجدار لصده. الديمقراطيون سيحاكموننا ولكننا نريد بلاداً آمنة".

وتم عرض العديد من هذه الإعلانات أمام مستخدمي "فيسبوك" في الولايات الجنوبية؛ مثل فلوريدا وتكساس، وكذلك المستخدمون الذين تبلغ أعمارهم 45 عاماً أو أكثر.

وربطت وسائل إعلام دولية، بينها "الغارديان"، بين الهجمات المسلحة الأخيرة، وتبريرها بـ"الغزو الإسباني" المزعوم، والخطاب التحريضي والعنصري في الإعلانات السياسية لـ"ترامب".

وتأكد ذلك بشكل أوضح بعد الكشف عن أن المشتبه به؛ "باتريك كروسيوس"، الذي اجتاز نحو ألف كم تجاه إل باسو في تكساس، بهدف "ردع الغزو اللاتيني لولاية تكساس"، استخدم العبارة نفسها، في بيان، نُسب إليه ونشر في منتدى 8chan، المتهم باحتضان التطرف.

وبحسب ما تقوله "الغارديان"، فإن الإعلانات التي ذكرت مفردة "غزو"، شوهدت 5.6 مليون مرة كحد أقصى، بينما كلفت حملة "ترامب" 8.7 مليون دولار.

والسبت، قتل 31، وجرح العشرات، في حادثي إطلاق نار، بولايتي تكساس (جنوب)، وأوهايو (شمال شرق)، كما أصيب 7 أشخاص في إطلاق نار، الأحد، أثناء تجمعهم في متنزه غربي مدينة شيكاغو بولاية إلينوي (وسط غرب). ونفذ تلك الهجمات إرهابيون مؤمنون بنظرية "تفوق العرق الأبيض" ومعادون للأجانب.

والإثنين، دعا "ترامب" إلى إقرار تشريع يفرض إجراء فحص أمني لمشتري الأسلحة النارية على خلفية هذه الهجمات، فيما طالبت منظمة "العفو الدولية" من يخططون للسفر إلى الولايات المتحدة بتوخي الحذر؛ بسبب الهجمات المسلحة المتزايدة التي تشهدها البلاد.

وأشارت، في بيان، إلى أن "زوار الولايات المتحدة قد يكونون تحت خطر أكبر من حيث كونهم هدفا لعنف مسلح له علاقة بجنسيتهم، وعرقهم، والبلد الذي قدموا منه، ولميولهم الجنسية".