استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

دلالات تعيين سفير مصري جديد في تل أبيب

الاثنين 29 يونيو 2015 04:06 ص

يعمد النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي إلى القيام بكل الخطوات التي تهدف للتقرب من قلوب الصهاينة والدوائر اليهودية المرتبطة بهم. وقد بدت هذه الخطوات كما لو أنها «رد للجميل» الذي يسديه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي حول ديوانه إلى مكتب علاقات عامة لخدمة الانقلاب في القاهرة، والتي كان آخرها دور نتنياهو الحاسم في اقناع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركيل باستقبال السيسي. 

من هنا، لم يكن من المستغرب أن يأمر السيسي بتعيين سفير مصري جديد في تل أبيب، في الوقت الذي تتعاظم المقاطعة العالمية للكيان الصهيوني، والتي عبرت عنها أنشطة حركة المقاطعة الدولية «BDS»، وزيادة الدعوات في جميع أرجاء العالم إلى معاقبة تل أبيب على جرائمها.

لقد جاء قرار تعيين السفير تماماً في الوقت الذي انبرى فيه الحزب اليساري الصهيوني «ميريتس» لمطالبة العالم بفرض مقاطعة على تل أبيب لإجبار حكومة نتنياهو على إحداث تغيير ولو طفيف على سياساتها تجاه القضية الفلسطينية.

لقد جاء قرار تعيين السفير في الوقت الذي يتعاظم فيه المشروع الاستيطاني والتهويدي، وعلى وقع التأكيد الرسمي الصهيوني، الذي عبر عنه نتنياهو، بأنه لن يتم السماح بإقامة دولة فلسطينية مهما كانت الظروف. إن نظرة متأنية تدلل على أن تعيين السفير المصري الجديد في تل أبيب يأتي أيضاً في ظل تعاظم مظاهر الشراكة الإستراتيجية بين مصر السيسي وإسرائيل، والتي تمثلت في: التنسيق الأمني على مدار الساعة، وتبادل المعلومات الاستخبارية والتكامل الميداني في الحرب ضد الخطر الجهادي، ناهيك عن توحيد الجهود بين الجانبين في الحرب على المقاومة الفلسطينية، تحديداً في قطاع غزة.

وقد وصف الصحافي الصهيوني باراك رفيد تعيين السفير بأنه يعبر عن التطور الكبير الذي طرأ على العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.

وفي مقال نشرته صحيفة «هارتس»، شدد رفيد على أن التعاون الإستراتيجي والتنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل تعاظم بشكل كبير في عهد السيسي، سيما في كل ما يتعلق بتنسيق الجهود ضد حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي محاربة الجماعات الجهادية في سيناء. وقد اعتبرت قناة التلفزة الصهيونية الأولى أن التحول الذي طرأ على العلاقات بين مصر وإسرائيل منذ تولي السيسي مقاليد الأمور في القاهرة أكبر وأعمق بكثير من دلالات تعيين السفير.

وأكدت القناة أن مصر وإسرائيل مرتبطتان عملياً بحلف إستراتيجي واضح المعالم ومحدد الأهداف، مشيرة إلى أن تبادل المعلومات الاستخبارية والتنسيق الأمني والميداني يتم على مدار الساعة. وأكدت القناة أن كلاً من نظام السيسي وحكومة نتنياهو يحرصان على عدم الكشف عن خفايا التعاون الأمني والاستخباري والميداني بين الجيش المصري والجيش الصهيوني، مشيرة إلى سيادة «روح من الحميمية» بين القادة العسكريين الصهاينة ونظرائهم المصريين.

ولا خلاف بين المعلقين الصهاينة على أن حكومة اليمين في تل أبيب ترى في العلاقة مع نظام السيسي أهم مرتكزات البيئة الإقليمية لإسرائيل. وتحتفي نخب اليمين الحاكمة في تل أبيب بانقلاب السيسي لأنه أزاح الكثير من التهديدات والمخاطر التي تواجه الكيان الصهيوني. ولا خلاف في إسرائيل على أن سلوك السيسي يعزز مكانة اليمين الديني والعلماني في تل أبيب، حيث أنه يثبت أنه بالإمكان إقامة علاقات مهمة مع الدول العربية في ظل الإصرار على مواقف اليمين من الصراع.

وقد كان رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الصهيونية الجنرال عاموس جلعاد قد عبر بشكل دقيق عن واقع العلاقات بين مصر السيسي والكيان الصهيوني عندما وصف انقلاب السيسي خلال كلمته أمام مؤتمر «هرتسليا للأمن القومي»، الذي عقد قبل ثلاثة أسايع بأنه «أهم معجزة حدثت لإسرائيل». ولم يفت جلعاد الإشارة إلى حقيقة أن انجاز السيسي الكبير المتمثل في انهاء حكم الإخوان المسلمين قد أسهم في تحسين البيئة الإقليمية بشكل جذري.

ويُذكر أن الرئيس مرسي أمر في نوفمبر 2012 بإعادة السفير المصري السابق عاطف سالم من تل أبيب في أعقاب قيام الكيان الصهيوني بشن حملة «عمود السحاب» على قطاع غزة، وهي الحملة التي قتل فيها حوالي 160 فلسطينيا وجرح المئات. وقد هدد مرسي إسرائيل في حينه بإغلاق سفارتها في القاهرة بشكل مطلق في حال شرع الجيش الصهيوني بشن حملة برية ولم يوقف عدوانه على القطاع.

لكن ما يشكل مفارقة حقاً هو أن قيام قنوات التلفزة المؤيدة لنظام السيسي ببث مسلسل «حارة اليهود»، الذي يشيد كثيراً بتاريخ اليهود في مصر ودورهم «الريادي» واندماجهم في النسيج الوطني المصري. مع العلم أن اليهود المصريين هم الذين نفذوا عمليات التفجير في مصر التي خطط لها الموساد في خمسينيات القرن الماضي واستهدفت المصالح الأمريكية والبريطانية بهدف توريط نظام عبد الناصر في مواجهة مع البريطانيين والأمريكيين.

وقد توسع الموساد في استعمال اليهود المصريين في التجسس على مصر والدول العربية. فالعميل إيلي كوهين الذي تجسس على سوريا في الفترة الفاصلة بين عامي 1963 و1965، والذي يعتبر أهم وأخطر عملاء الموساد كان مصرياً. ناهيك عن أن اليهود المصريين الذين هاجروا إلى إسرائيل يعتبرون النواة الصلبة لمؤيدي اليمين واليمين المتطرف في الكيان الصهيوني.

ومما يثير الألم أن قرار بث المسلسل المصري المتهافت جاء في الوقت الذي أصدرت فيه وزيرة التعليم الصهيونية الليكودية ميري ريغف قراراً يحظر فيه تمويل أي عمل فني أو مسرحي يمكن أن يضفي صورة إنسانية على الفلسطينيين والعرب.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل مصر السيسي سفير مصري تل أبيب حركة المقاطعة العالمية

مصر وإسرائيل تتفقان على استراتيجية مشتركة لمواجهة «الإسلام المتطرف»

«جبهة مصرية» في مواجهة «حماس»

«جيش كامب دايفيد» وساعة الحقيقة .. جذور الفشل العسكري في سيناء

المتحدث باسم جيش الاحتلال: ننسق مع مصر بشأن المنطقة العازلة في سيناء

«إسرائيل» تعتزم إنشاء مصنعا في مصر لتشغيل 5 آلاف عامل

‏وصول أول سفير مصري إلى (إسرائيل)⁩ منذ 3 سنوات .. و«نتنياهو» يرحب

سفير مصر الجديد يسلم أوراق اعتماده لرئيس (إسرائيل)