إسرائيل تكشف وثائق خاصة بالجاسوس الأخطر في تاريخها "المحارب88"

الاثنين 23 سبتمبر 2019 09:01 م

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن وثائق جديدة خاصة عن الجاسوس "إيلي كوهين"، أو "المحارب 88" الذي أعدمه النظام السوري في ساحة المرجة (وسط البلاد) في ستينات القرن الماضي، بعد انكشاف أمره.

ونشرت الصحيفة صورا نادرة وتقارير سرية للموساد عن "كوهين" الذي نجح في بناء علاقات وثيقة مع التسلسل الهرمي السياسي والعسكري في سوريا لدرجة أنه أصبح المستشار الأول لوزير الدفاع، قبل أن يتم ضبطه وإعدامه.

وذكرت الصحيفة أن "كوهين" الذي تعتبره أوساط في (إسرائيل) أخطر جاسوس لها، والذي سبق له التدرب على التجسس في (إسرائيل) بعد 12 عاما من النكبة، منتحلا شخصية سائح يهودي يدعى "مناشيه" في القدس وحيفا.

 وفى هذه الفترة أنيطت به مهمة الحصول على معلومات وتفاصيل عن الهجرات اليهودية من الوكالة اليهودية والقيام باتصالات مع جهات حكومية إسرائيلية.

وقبيل تجنيده كتب المسؤولون من داخل الموساد أنه مبادر وله قدرات على الفهم والتفكير وذاكرة جيدة جدا.

وكانت عمليات التجسس في القدس وحيفا جزءا من تدريبات مرهقة لإعداده جاسوسا إسرائيليا في دمشق.

وبعد عام من تجنيده، شرع الموساد بإعداده داخل شقة في تل أبيب كتاجر سوري مقيم في الأرجنتين قبيل إرساله لدمشق.

وخلال تأهيله تم تثقيفه بمواد حول الإسلام والتاريخ العربي، وتدريبه على إرسال تقارير سرية بالشفرة والتصوير وإخفاء الأجهزة واستخدام متفجرات.

وفق الصحيفة العبرية فقد حاز "كوهين" على علامات عالية لدى مدربيه والأخصائيين النفسيين الذين رافقوه مع تسجيل بعض التنبيهات.

وفي الأرجنتين تداخل مع مهاجرين سوريين بعدما تعرف على البلاد بواسطة أحد مشغليه من الموساد هناك، وشرع في تعلم الإسبانية، وفي أبريل/نيسان 1961 حاز "كوهين" على جواز سفر أرجنتيني وشهادة بإنهاء الخدمة العسكرية في جيشها.

من "إيلي كوهين" إلى "أمين ثابت"

في رسالة له للموساد في تل أبيب قال "كوهين" إنه مرتاح ونجح بـ"تغيير جلده، وتحول لكامل أمين ثابت؛ مسلم من مواليد بيروت انتقل طفلا في الثالثة من عمره مع أسرته للإسكندرية، وفي 1947 انتقلت عائلته من مصر لإيطاليا، وفي العام التالي هاجر للأرجنتين حيث بقي هناك، فيما عاد والده وأمه لبيروت وماتا فيها تاركين ورثة له في لبنان يستعد للحصول عليها قريبا".

ووفق الصحيفة العبرية، بعد ذلك بدأ "أمين كامل ثابت" يتردد على مطعم "المصري" في بوينس آيريس" مكان لقاء المغتربين من سوريا، وبالتدريج بدأ ينسج شبكة علاقات معهم، ومنهم شاعر لبناني يدعى "يوسف يونان".

 وما لبث الحاسوس الإسرائيلي أن تعرف على كل رواد المطعم، وبات ضيفا بارزا جدا هناك، ويعدون له أفضل مائدة طعام وكأنه صديق قديم للجميع كما يستدل من رسالة أخرى له من هناك للموساد.  جاء فيها: "أشعر وكأنني في سينما، ويوما عن يوم أتعلم أمورا جديدة".

وفي تل أبيب كان الموساد يعد لـ"أمين ثابت" آليات التجسس في دمشق مع سجل مهمات، منها متابعة معسكر القيادة العامة للجيش السوري في دمشق ومعسكرات أخرى في محيطها، وجمع مؤشرات على استعدادات لحرب كتحركات لوجستية وتجنيد مراكب وشاحنات وإخلاء مستشفيات مدنية ووقف إجازات داخل الجيش وإلغاء مساقات تعليمية وتجنيد للاحتياط وتحركات للجيش.. إلخ.

وقال في رسالة أخرى للموساد إنه يتعرف على سوريين كثر ويقضي معهم أوقاتا ويدأب على مطالعة الكتب في الليالي ويحسن لغته العربية وفتح حسابا في البنك السوري- اللبناني وأخذ يشيع أنه يستعد للسفر لسوريا ولبنان لدوافع وطنية.

بعد ذلك طار لألمانيا لاستكمال إجراءات بناء شركة تجارية للاستيراد والتصدير والاستعداد للقيام بدور "رجل الأعمال الراغب بفحص إمكانيات الاستثمار في سوريا بالوكالة عن رجال أعمال أوروبيين".

من ألمانيا انتقل لزيوريخ حيث التقى مع قادة من الموساد وتلقى منهم تقنيات تجسس وجهازي إرسال، وفي يناير/كانون الثاني 1962 سافر على متن سفينة من مدينة جنوا إلى بيروت.

 وفي الطريق توقف في الإسكندرية مسقط رأسه حيث ولد في مصر وطرد منه قبل سنوات، وهناك وبخلاف تعليمات الموساد نزل منها وتجول في المدينة لعدة ساعات بعدما سلم ضابطا مصريا جوازه الأرجنتيني.

وفي الطريق من الإسكندرية لبيروت واصل "ثابت" التعرف على شخصيات سورية نخبوية منها "ماجد شيخ الأرض"، وهو موظف في منظمة اليونسكو يملك مزرعة قريبة من دمشق، وسرعان ما تصادقا، وفي بيروت ركب "كوهين" بسيارة "شيخ الأرض" إلى دمشق.

دخول سوريا

وقبيل وصولهما للحدود هاتف الأخير صديقه في المخابرات السورية طالبا منه الحضور كي يجتاز الحدود دون تفتيش.

وذكرت "يديعوت أحرونوت": "شاء القدر أن يدخل كوهين دمشق بمساعدة المخابرات السورية".

وفي دمشق استقر "كوهين" في غرفة داخل فندق "أمبسادور" 3 أسابيع حتى نجح بالعثور على شقة قريبة من معسكر القيادة العامة للجيش، ما أتاح له تشغيل جهاز إرسال لاسلكي.

وبنهاية المطاف وجد شقة مفروشة في الطابق الرابع داخل عمارة في حي "أبورمانة" الدمشقي، وفي فبراير/شباط أرسل أولى إرسالياته المشفرة.

ويوضح تقرير الموساد حيوية المعلومات التي وفرها "كوهين" من سوريا التي شهدت وقتها عدم استقرار في ظل انقلابات كثيرة وكان يضع يده على النبض فيها.

 وحسب تقرير الموساد قدم "كوهين" معلومات هامة ودقيقة ساعدت في فهم الحالة السائدة في سوريا في فترة كانت عملية جمع المعلومات الاستخباراتية مهمة صعبة.

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

جاسوس إسرائيلي إيلي كوهين موساد الموساد. التجسس جهاز الموساد الإسرائيلي

بعد الملاك.. نتفليكس تعرض قصة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين

إيلي كوهين: صفقات التجارة وإيران وراء مشاركة العرب بورشة البحرين

وفاة جاسوسة إسرائيلية أحد أعضاء خلية لافون

ألمانيا تبدأ محاكمة جاسوس محتمل لإيران من داخل الجيش