رغم الآمال الكبيرة التي كان يعقدها البعض على البرنامج الأمريكي لتدريب المعارضة السورية المعتدلة، وتسليحها لكي تستطيع مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلا أن النتائج، التي حققها حتى اللحظة، تبدو «هزيلة»، علاوة على الاستقالات الكبيرة بين المتطوعين في البرنامج.
البرنامج الذي تكلف أكثر من 500 مليون دولار حتى الآن، لا يتدرب فيه سوى أقل من 100 مقاتل فقط، حاليا، رغم انطلاقه منذ أكثر من شهرين على الأراضي التركية والأردنية، وفق ما نقلته شبكة «سي. إن. إن» الإخبارية الأمريكية عن مسؤولين عسكريين أمريكيين.
المسؤولون، الذين لم تكشف الشبكة عن هوياتهم، وصفوا تلك النتائج بـ«الهزيلة» مقارنة بما أُعلن عنه قبل انطلاق البرنامج، حيث قال القائمون عليه إنهم يستهدفون تدريب نحو 15 ألف مقاتل في 3 سنوات بمعدل 5 آلاف مقاتل سنويا.
وقالوا إن مجموعة كبيرة من المجندين، استقالت مؤخرا، ومجموعة أخرى تمت إقالتها لأسباب عديدة ككونهم دون السن القانوني أو لفقدانهم اللياقة البدنية المطلوبة للقتال.
ولفت المسؤولون ذاتهم إلى أنه لم يكن هناك أي نقص في عدد المتطوعين، حيث تطوع أكثر من ألف شخص جديد للاشتراك في الأيام العشر الماضية، لكن المشكلة الرئيسية هي أن هؤلاء المتطوعين إما لا يصلحون للقتال أو لا يرغبون في خوض المعركة التي تريدها الولايات المتحدة.
وأوضحوا أن هؤلاء المتطوعين يريدون قتال قوات نظام الأسد وليس تنظيم «الدولة الإسلامية».
ونقلت الشبكة عن «مارك هرتلينج»، اللواء المتقاعد والمحلل العسكري، قوله إن «بعض هؤلاء (من تمت إقالتهم) ليس لديهم القدرة على القتال، وبعضهم متنازعون من حيث الولاء السياسي، بعضهم لا يمكننا استيعابه، والبعض الآخر لديه إعاقات جسدية، من الصعب جدا الذهاب إلى بلد تفتقد فيه الكثير من العناصر لفحص هؤلاء الأفراد».
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، قالت في وقت سابق، إنها تفضل التركيز على النوعية بدلا من الكم، فيما اعترف وزير الدفاع الأمريكي «اشتون كارتر» مؤخرا بصعوبة بناء قوة قتالية قوية في بلد يفتقر وجود قوة أمريكية عسكرية على أرضه.
وأضاف «كارتر»: «نحن نحاول توظيف وتحديد الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم في القتال وليس لديهم انحياز لجماعات مثل داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، ومن ناحية أخرى العمل على تحقيق أهدافنا التي تطمح لقتال داعش، لكن يبدو أنه من الصعب جدا تحديد هؤلاء الأشخاص الذين يطابقون هذه المعايير».
وبحسب المسؤولين فإن وزارة الدفاع الأمريكية لم تفقد الأمل في برامج تدريب الثوار السوريين.
واتفقت واشنطن وأنقرة في فبراير/شباط الماضي على تدريب وتسليح أكثر من 15 ألفا من مقاتلي من يوصفون بالمعارضة السورية المعتدلة، من أجل مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» على أن يتم التدريب على الأراضي التركية.
وفي مايو/آيار الماضي، بدأت الولايات المتحدة تدريب مقاتلين سوريين في الأردن، كما بدأت تركيا عمليات تدريب المعارضة السورية المعتدلة في ذات الشهر.
وبخلاف البرنامج، تقود أمريكا تحالفا دوليا، تشارك فيه دول عربية وغربية، يقصف تنظيم «الدولة الإسلامية»، بشكل شبه يومي في سوريا منذ شهر أغسطس/آب الماضي.