نفى رئيس الوزراء الأردني «عبد الله النسور» بشكل قاطع وجود أي توجه لدى بلاده بالتدخل العسكري في جنوب سوريا، مشددا كذلك على أن عمان لن تسلح القبائل العراقية المحاذية لحدود الأردن من أجل مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» إلا إذا طلبت الحكومة العراقية ذلك.
وقال «النسور»، في مقابلة مع قناة (العربية) الفضائية، نقلتها وكالة الأنباء الأردنية يوم السبت: «غير وارد إطلاقا أن يتقدم الجيش ويجتاح جنوب سوريا»، لكنه رحب بقيام الأمم المتحدة بعمل منطقة عازلة جنوبي سوريا لتزويد درعا والسويداء بالمواد الغذائية والإنسانية.
وأضاف: «في حال أقامت الأمم المتحدة وبصورة شرعية وقانونية منطقة عازلة لتزويد جنوب سوريا، أي محافظتي درعا والسويداء، ودعمها بالمواد الغذائية والصحية والإنسانية، فإننا نرحب بذلك، بما في ذلك عودة إخواننا أبناء تلك المحافظتين الملاصقتين للحدود الأردنية (الذين يعيشون حاليا كلاجئين في الأردن)».
وشدد رئيس الوزراء الأردني في هذا الصدد بأنه عدا ذلك «فنحن لا نقطع حدودنا على الإطلاق إلا إذا شعرنا أن هدفا أو قطعة (عسكرية) تريد ضربنا».
وأكد أن الأردن لم يغلق حدوده بشكل كامل مع سوريا، موضحا أن هناك نقطتين حدودتين بين درعا والرمثا أغلقتا فقط قبل أكثر من سنتين، فيما أغلقت نقطة نصيب السورية ومقابلها جابر الأردنية منذ حوالي شهرين حتى من قبل عناصر الثورة السورية.
وأكد رئيس الوزراء الأردني أن بلاده تدعم وحدة العراق وسوريا، وترفض على الإطلاق تقسيم القطرين.
وقال: «سنقدم المساعدة للإخوة العراقيين ورئيس وزرائهم، إذا طلبت القبائل العراقية المحاذية لحدودنا وارتأت الحكومة العراقية ذلك للوقوف في وجه الدولة الإسلامية، ولن نساهم في تسليح القبائل العراقية إلا بموافقة الحكومة العراقية».
وأكد «احترام الأردن لسيادة العراق والحكومة الشرعية التي نعترف بها، ونحن نتحدث هنا عن مساعدة القبائل للصمود ضد الهجمة الشرسة على حضارة العراق وأرزاق العراقيين وسيادة العراق وقوات العراقيين، ولم تبلغنا الحكومة العراقية بطلب هذه المساعدة في الوقت الراهن».
وأضاف «هناك أصوات مختلفة في مجلس النواب العراقي؛ فهناك من يعارض بشدة المساعدة التي قد يقدمها الأردن، فيما ثمة أصوات تقول: يا حكومة بغداد لا انتم تعطونا السلاح ولا سامحين للغير بذلك»، معيدا التأكيد على «أننا نوافق لموافقة الحكومة العراقية فقط، ولا نتدخل في الشأن العراقي».
