استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الإعلام والإرهاب ووعاظ التلفزة

الثلاثاء 7 يوليو 2015 04:07 ص

يعقب كل حدث إرهابي استنفار ديني وسياسي وإعلامي منقطع النظير، يتسابق بعض المتدينين على شاشات التلفزة العربية يحرمون كل فعل أدى إلى تلك الأفعال الإرهابية وأتخيل أن هناك طابورا من هؤلاء ينتظرون دورهم للإدلاء بآرائهم الفقهية تحريما وتبشيرا بالويل والثبور يوم القيامة، ويتبارون في سرد الأحاديث، بكل أنواعها، ليثبت كل منهم أن ما قال له سند في السيرة النبوية.

في الطرف الثاني يندفع المؤيدون من المتدينين لكل حدث أودى بحياة الأبرياء بأنه عمل من أعمال الجهاد الذي أمر به الإسلام وأن فاعله سيدخل الجنة دون حساب. والحق أن هناك برامج دينية متلفزة، موضوعية يقودها أهل علم وفكر، وقوية الحجة تتحدث عن تلك الظواهر الإرهابية، وهناك أيضاً أفراد أحاديثهم سطحية منفرة وغير مقنعة الأولى قد تلقى صدى واستجابة، لكن الثانية تنفر جمهور الأولى.

الإكثار من ظهور بعض رجال الوعظ والإرشاد الديني على وسائل الإعلام المقروءة أو المتلفزة أو المسموعة تحت " برنامج المناصحة " أزعم أنه يعطي ردة فعل عكسية أهمها إعراض الناس عن الاستماع أو مشاهدة تلك البرامج، وفي تقدير الكاتب أن الإقلال من هذه البرامج أمر مطلوب رحمة بالناس وحرصا على نقاء الإسلام وطهره، ويشترط في الذين يتناولون هذه المواضيع على وسائل الإعلام أن يكونوا من المقبولين عند العامة والخاصة، صاحب لسان فصيح وحجة مقنعة وقولا حسنا من المتفقهين في الدين والتاريخ.

(2) 

الأعمال الإرهابية التي حدثت في المملكة العربية السعودية مؤخرا، واليمن والعراق والكويت، أعني تفجيرات مقار عبادة سواء كانت مسجدا أو حسينية أو كنيسة، دعت وسائل الإعلام المرئية إلى خليط من المشتغلين بالسياسة، البعض منهم له القدرة على التحليل، لكنه ليس قادرا على توصيل رسالة إلى صانع قرار تقنعه برأي، أو تعين متشددا في أمور الدين بلا وعي على إعادة النظر في تفكيره وإقناعه بمخاطر الأمور.

البعض الآخر تاجر كلام يأتي إلى الشاشة لمكانته الاجتماعية أو الحزبية أو مركزه الحكومي وهذا لا يقدم فكرا ولا اجتهادا لإيجاد حل للظاهرة التي نعالجها، مثل هذه الفرقة الأخيرة تشوش الفكر وتربك المتلقي ولا تقدم مقترحا قابلا للتنفيذ.

نلاحظ أنه بعد كل حدث، تجتمع الحكومة المعنية وهي مستنفرة، وتتخذ قرارات أمنية مشددة، ويجتمع وزير الداخلية في البلد المعني بأركان جهازه الأمني، ويدلي كل بدلوه كيف نتجنب حدوث مثل ماحدث، ويجتهد القوم في الدعوة لتشديد القبضة الأمنية إلى الحد الذي تكاد أجهزة الأمن أن تكبت أنفاس المجتمع دون وعي بعواقب الأمور.

(3)

ظاهرة انعقاد اجتماعات وزراء مجلس التعاون الخليجي في صالات المطارات كثرت هذه الفترة،المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي عقد في مطار الرياض، قمة خليجية عقدت في المطار، وزراء الدفاع، وأخيرا اجتماع وزراء الداخلية تم في مطار الكويت. ماهي دلالات تلك الاجتماعات؟

البعض ينظر إليها بأنها اجتماعات لتبادل التعازي والمواساة في مثل ظروف الكويت ولا غير، البعض الآخر ينظر إلى أن تلك الاجتماعات ليست جادة، فلا ملفات بين يدي المجتمعين، ولا محاضر جلسات، ولا الغوص في دراسة ونتائج ماحدث وما قد يحدث.

تقول وسائل الإعلام الخليجية أن اجتماع وزراء الداخلية في مطار الكويت ناقش آخر المستجدات الأمنية في المنطقة، والأعمال الإرهابية التي استهدفت دور العبادة بهدف بث الفتنة، وإشاعة الفرقة، وشق الصف، وزعزعة الاستقرار، وتدارس المجلس تفاصيل الجريمة التي وقعت على المصلين في مسجد الإمام الصادق مؤخرا، والجهود التي بذلتها وزارة الداخلية الكويتية لكشف الملابسات والقبض على الضالعين فيها.

لا اعتراض عندي ولا رفض ولا احتجاج على اجتماعات أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون في أي مكان يكون اجتماعهم، وفي أي ظرف من الظروف، فذلك جزء من عملهم، ونؤيد كل ما يفعلون من أجل حماية الوطن والمواطن، من أي مخاطر دون إرهاب المواطن أو المس بكرامته تحت ذريعة محاربة الإرهاب.

(4) 

ليست محاربة الإرهاب والإرهابيين في دول مجلس التعاون مسؤولية الأجهزة الأمنية وحدها، إنها مسؤولية المجتمع بكل طوائفة واتجاهات نخبه الفكرية والسياسية. علينا جميعا الانخراط في حماية وطننا ومجتمعاتنا بكل الوسائل وألا نجعل لمن يريد أن يفرق صفوفنا ويشتت وحدتنا سبيلا إلى ذلك. 

وهنا أتوجه إلى الجهات الأمنية في خليجنا المضطرب، هل درستم الحالة النفسية والحالة الاجتماعية لكل من اعتقل بتهمة أعمال إرهابية، واوجدتم علاجا لها غير الاعتقال؟ هل درستم حال أسرة المتهم وأوضاعها الاجتماعية والمالية؟ شاهدت مقابلة تلفزيونية أجراها السيد داوود الشريان، وهو يناقش مواطن سعودي عن الكفر والتكفير.

ومما قاله ذلك المواطن أن المجتمع السعودي كله كافر لأنه قبل ببناء قبة على قبر الرسول عليه السلام، وأن القبر بني في المسجد في المدينة، والشريان يحاجج صاحبه ويقول له أنت تقول" المسلمين كلهم كفار" ولا يوجد مسلم إلا أنت، قال نعم أنا ومن يؤمن بما أقول، ويذهب السؤال عن أمه وأبيه فيكفر والديه وقاطع كل الأسرة لأنهم كفار.

مثل هذا نقول عنه مجنون ويجب التحفظ عليه. لا جدال عندي بأن لكل عمل إرهابي أسباب متعددة وعلينا أن نحدد تلك الأسباب لكي نجتثها من الجذور.

آخر القول: لكي يتحقق الأمن في مجتمعاتنا، فلابد من تحقيق العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات،ولابد من اليقين أن الوطن للجميع، وليس لفئة دون أخرى، والشعب مستهدف بكل طوائفة، والتعايش السلمي مطلوب، والنظام السياسي مستهدف ولابد من إشراكنا جميعا في المهمة الأمنية لحماية أوطاننا من كل شر.

  كلمات مفتاحية

الإعلام الإرهاب وعاظ التلفزة العدالة المساواة الحقوق الواجبات التعايش السلمي النظام السياسي

«الريسوني»: قمع الشعوب بالانقلابات والقتل من أسباب التطرف والإرهاب