قال مسؤول سعودي اليوم الثلاثاء إن اتفاق إيران النووي مع القوى الدولية سيكون يوما سعيدا للمنطقة إذا منع طهران من امتلاك ترسانة نووية لكنه سيكون سيئا إذا سمح لطهران بأن تعيث في المنطقة فسادا.
وأضاف المسؤول لـ«رويترز» أن إيران زعزعت استقرار المنطقة كلها بأنشطتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وتابع أنه إذا منح الاتفاق تنازلات لإيران فإن المنطقة ستصبح أكثر خطورة.
من جانبه، هنأ الرئيس الإماراتي الشيخ «خليفة بن زايد آل نهيان» نظيره الإيراني بالاتفاق، معبرا عن أمله في أن يفتح «صفحة جديدة» لمنطقة الخليج.
وكان الفرق «ضاحي خلفان»، نائب رئيس شرطة دبي، قد قال قبل يومين إن هناك خياران أمام إيران فيهما يتعلق بمحادثات الملف النووي مع دول 5+1، لافتا إلى أن الأجدى بها التوقيع لتجنب غضب تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال «خلفان» في سلسلة من التغريدات على صفحتنه بموقع التواصل الاجتماعي، «تويتر»: «إيران أمام خيارين إما التوقيع والإذعان للأمريكان وأما تهاجمها داعش خراسان، إذا الإيرانيين أذكياء سيوقعون وإذا أخذتهم العزة بالإثم فداعش خراسان على بعد عشرة آلاف قدم».
وتابع قائلا: «نصيحتي للإيرانيين أن يوقعوا لتجنب غضب داعش أم راسين الخرسانية، هل تتوقعون أن إيران تعلن التوبة وتوقع على الاتفاق النووي ليكون بيد أمريكا كل مفاعلاتها؟، إيران تواجه شروطا مذلة حتى ترفض ليتم الانقضاض على بترولها، احتمال وارد، ليت الإيرانيين يوقعون بدون لف دوران، بلاش صناعة نووية خليهم على بفكي وباسكوت ابرك».
«أوباما» يلوح بالفيتو ضد «الكونغرس»
وقد رحب الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بالاتفاق الذي وقع بين القوى الدولية وإيران في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ووصف «أوباما» الاتفاق بأنه فرصة يجب اقتناصها، محذرا «الكونغرس» من أنه سيستخدم حق النقض ضد أي تشريع يعرقل التطبيق الناجح للاتفاق.
وأكد أن اتفاق إيران مع القوى الكبرى حول البرنامج النووي يمنع طهران من الحصول على سلاح نووي، ويضمن استقرار دول الخليج و«إسرائيل».
وقال «أوباما»، في كلمة عقب الإعلان عن التوصل للاتفاق برفقة نائبه «جو بايدن»، إن بنود الاتفاق تفرض على إيران التخلي عن 98% من مخزون اليورانيوم المخصب، وإن التفتيش الدولي جزء أساسي من أدوات التأكد من تنفيذ إيران للاتفاق.
وأضاف أن الاتفاق ليس مبنيا على الثقة وإنما على التحقق، وفي حال انتهكت إيران الاتفاق فإن كل العقوبات التي سترفع بموجب الاتفاق سيتم فرضها مجددا، وحذر من أن الخيار العسكري سيظل قائما إذا حدث أي انتهاك للاتفاق.
واعتبر «أوباما» أن عدم وجود اتفاق مع إيران يعني مزيدا من الحروب في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أنه سيتم الإبقاء على «العقوبات المتعلقة بدعم إيران للإرهاب»، مشيرا إلى استمرار «حظر الأسلحة 5 أعوام، والحظر على الصواريخ الباليستية 8 أعوام».
وقد بث التلفزيون الرسمي الإيراني كلمة «أوباما» بشأن الاتفاق النووي بثا مباشرا، وتعد هذه المرة الثانية التي تبث فيها كلمة رئيس أمريكي في إيران منذ الثورة الإيرانية في عام 1979، إذ سبق أن بث التلفزيون الرسمي تصريح «أوباما» بشأن الاتفاق الإطاري في الثاني من أبريل/نيسان الماضي.
لحظة تاريخية
وقد أبرمت إيران والدول الست الكبرى رسميا الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني اليوم الثلاثاء في فيينا، وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في «الاتحاد الأوروبي»، «فيدريكا موغيريني» على موقع «تويتر» ،في تغريدة «لدينا الاتفاق»، مشيرة إلى انتهاء المفاوضات التي استمرت 21 شهرا.
ويأتي ذلك بعد فترة وجيزة من إعلان «الاتحاد الأوروبي» بدء الاجتماع بين وزراء خارجية إيران والدول الكبرى الست في فيينا والذي من المقرر أن يعلن فيه رسميا الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني.
وقد اعتبر وزير خارجية إيران ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاتفاق التاريخي صفحة جديدة ويمهد لمرحلة جديدة في العلاقات الدولية.
وقال وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» اليوم الثلاثاء إن الاتفاق هو «لحظة تاريخية» و«صفحة أمل جديدة»، مضيفا أن الاتفاق ليس مثاليا لكنه الأفضل لجميع الأطراف.
يشار إلى أن مهلة الاتفاق المرحلي الموقع عام 2013 انتهت منتصف الليلة الماضية، وهو الاتفاق الذي جمدت بموجبه إيران جزءا من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات رغم التمديد مرات عدة.