هل تكون الامارات أول من تعيد فتح سفارتها في دمشق؟ وهل تلحق بها الكويت ومصر؟

الأحد 26 يوليو 2015 06:07 ص

إذا صحت الأنباء التي جرى تداولها يوم أمس، حول وصول وفد دبلوماسي كبير من دولة الإمارات العربية المتحدة على ظهر طائرة خاصة إلى دمشق لتفقد سفارة بلاده في العاصمة السورية تمهيدا لإعادة فتحها مجددا، وهي تبدو أنباء صحيحة، فإن هذا يعكس احتمالات بدء صفحة جديدة في العلاقات الخليجية السورية.

ما يجعلنا نصل إلى هذه النتيجة، حدوث تغييرات كبيرة على سلم جدول الأولويات بالنسبة إلى الدول الإقليمية والدولية الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد توقيع الاتفاق الإيراني النووي، وكون دولة الإمارات أول المرحبين به، وتأكيد «فيليب هاموند» وزير الخارجية البريطاني بأن بلاده، والغرب عموما، لم يعد يضع مسألة اسقاط النظام السوري ومؤسساته على قمة أولوياته، بل يريد الحفاظ على هذا النظام ومؤسساته لتجنب تكرار الأخطاء التي حدثت في ليبيا والعراق.

دولة الامارات العربية المتحدة اندفعت في بداية الأزمة السورية في تأييدها للثورة السورية، ولكنها تراجعت عن موقفها هذا، ونأت بنفسها عن تقديم أي مساعدات مالية أو عسكرية للمعارضة السورية المسلحة، وإن كانت التزمت بالاستمرار في عضويتها في منظومة أصدقاء سورية.

السفارة السورية في أبو ظبي لم تغلق، واستمر القسم القنصلي فيها في تقديم خدمات للجالية السورية في الإمارات، بما في ذلك تجديد جوازات السفر، والتصديق على الوكالات التجارية والشخصية، وعلمت صحيفة «رأي اليوم» من مصادرها في دمشق أن زيارات المبعوثين الإماراتيين إلى دمشق، ذات الطابع السري، لم تتوقف طوال الأعوام الأربعة الماضية من عمر الأزمة، ولوحظ أن الإمارات لم تنضم إلى الحلف الثلاثي السعودي التركي القطري الذي كان يدعم المعارضة السورية والائتلاف الوطني السوري خاصة بقوة، وهذا يعني أن إعادة فتح سفارة الإمارات مجددا هو تحصيل حاصل.

السلطات التونسية التي استضافت أول اجتماع لمنظومة أصدقاء سورية عام 2012، وبادرت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في خطوة لافتة، قامت بإعادة فتح قنصليتها في العاصمة السورية، أو بالأحرى أضفت صفة دبلوماسية على مكتب رعاية مصالحها ورعاياها فيها، وأكدت للحكومة السورية أنها بصدد استئناف العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات في البلدين في أقرب وقت ممكن.

ولعل التصريحات التي أدلى بها الدكتور «نبيل العربي» أمين عام جامعة الدول العربية حول استعداده للقاء السيد «وليد المعلم» وزير الخارجية السوري في أي مكان يحدده الأخير في اسرع وقت ممكن تمهيدا لإلغاء تجميد عضوية سورية في الجامعة، هي أحد مظاهر عودة الحجيج العربي الدبلوماسي إلى دمشق، صحيح أن الدكتور «العربي» تراجع عن هذا ”الغزل“ لاحقا في تصريحات صحافية رضوخا لضغوط سعودية، ولكن هذا التراجع لا يغير من حقيقة الواقع شيئا، فالحجيج مستمر وربما يتصاعد في الأيام المقبلة.

وتوقعت «رأي اليوم» أن تكون الكويت هي أول من يلحق بالإمارات في هذا الصدد، خاصة وأنها أعادت فتح السفارة السورية في الكويت في خطوة أثارت جدلا كبيرا.

دور انتقالي لبشار الأسد

ومؤخرا، كشف الكاتب الصحفي المصري «عبدالرحيم علي» المقرب من الأجهزة الأمنية - خاصة الأمن الوطني - والمعروف بعلاقاته القوية بالمسؤولين في أبوظبي، كشف في تحقيق صحفي نشر على موقع «البوابة نيوز» - الذي يديره  هو وتموله أبوظبي، عن أوجه الخلاف بين السعودية من ناحية، ومصر والإمارات من ناحية أخرى بخصوص عدة ملفات إقليمية بينها مستقبل «بشار الأسد» ونظامه.

 ونوه لتصريحات رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي»، أثناء زيارته للقاهرة، بأن «المباحثات المصرية العراقية بحثت تشجيع النظام السوري على التعايش مع المعارضة السلمية لإيجاد حالة جديدة من التعايش وإنشاء إدارة انتقالية مشتركة في المناطق التي يتم تحريرها من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأثارت تصريحات «العبادي» حول «اتفاق مصري عراقي لحل الأزمة السورية، يتضمن تعايش النظام مع المعارضة» جدلا كبيرا سمع دويه في الرياض، وفتحت الباب أمام الحديث عن الخلاف المصري السعودي حول حل الأزمة المندلعة في سوريا منذ 4 أعوام.

وتقوم وجهة النظر المصرية، بحسب الكاتب الذي يعتبر الساعد الأيمن لأحمد شفيق المقيم في الإمارات، على «حل سياسي» يتضمن بقاء الدولة السورية والجيش السوري ومحاربة «الإرهاب» هناك من دون موقف مسبق من رئيس النظام «بشار الأسد»، بل ترى القاهرة دورا انتقاليا له.

ومع التوجه الجديد بدت السعودية أكثر انفتاحا على «الإخوان المسلمين»، فاضطرت مصر لتوصيل رسائل إلى القيادة في المملكة بأن التحالف مع الجماعة خطر على الأمن القومي العربي، وعلى أمن مصر خاصة.

ومن بين أبرز المشاهد التي تظهر الخلاف المصري السعودي حول الوضع في سوريا، كان رفض مصر بشكل قاطع حضور أي من ممثلي المعارضة السورية في القمة العربية الأخيرة، على عكس رغبة الرياض التي كانت تريد حضورا للمعارضة.

وتقول مصادر الكاتب في القاهرة: «إن مصر ترى أن سقوط بشار الأسد سيأتي بالإسلاميين على رأس السلطة، لا سيما المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين، فيما ترى الرياض أن مشكلة النظام المصري مع الإخوان يجب ألا تبقى المحرك الرئيسي للقاهرة في كل الملفات الدولية، وتطالب باتخاذ ما وصفته بـ«مواقف سياسية أكثر مرونة».

  كلمات مفتاحية

الإمارات تونس بشار الأسد العلاقات الإماراتية السورية

«هآرتس»: الإمارات تفتح سفارتها في دمشق قريبا

تونس تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وتعين قنصلا عاما بدمشق

نظام «الأسد» يشيد بإعادة فتح السفارة السورية في الكويت

علم النظام السوري يرفرف فوق السفارة السورية بالكويت .. انقلاب كبير لم يكن متوقعا قبل 22 شهرا

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شركة إماراتية تتعاون مع نظام بشار الأسد