محافظون إيرانيون ينتقدون زيارة «فابيوس» و«أولاند» يعتبرها اختبارا لطهران

الثلاثاء 28 يوليو 2015 12:07 م

انتقدت وسائل إعلام وشخصيات من أوساط المحافظين الإيرانيين وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس» قبل وصوله غدا الأربعاء إلى طهران، فيما دافعت عنه الحكومة الإيرانية.

ونقلت «وكالة فارس للأنباء» المقربة من المحافظين عن «مجتبى ذو النور» الممثل السابق للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله «علي خامنئي» في «الحرس الثوري» إن وزير الخارجية الفرنسي «يأتي إلى إيران خلال (أسبوع دعم المصابين بالهيموفيليا) ما يذكرنا بمواطنينا الأعزاء الذين قضوا بسبب استيراد الدم الملوث الذي كان فابيوس المسؤول الرئيسي عنه».

وكان «فابيوس» رئيس وزراء حين اندلعت في فرنسا فضيحة الدم الملوث في الثمانينات.

وقام المركز الوطني لنقل الدم في ذلك الحين بتوزيع دم ملوث بفيروس الإيدز ما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص في فرنسا، حيث حظر لاحقا استخدام هذه المنتجات الملوثة.

غير أن تصدير الدم الملوث استمر إلى الخارج ولا سيما إلى إيران ما أدى إلى إصابة مئات الأشخاص ووفاتهم.

وفي 1999 برأ القضاء الفرنسي «لوران فابيوس» في هذه القضية.

وتولى وزير الصحة الإيراني «سيد حسن هاشمي» الدفاع عن «فابيوس»، في مواجهة هذه الهجمات التي وردت أيضا في وسائل إعلام أخرى قريبة من المحافظين، وتناولت كذلك دعم فرنسا للعراق خلال حرب الخليج (1980-1988) وكذلك موقفها المتشدد خلال المفاوضات الأخيرة حول البرنامج النووي الإيراني.

وقال إن «فابيوس شخصية دولية وليس من مصلحة البلاد إثارة هذه المسالة (قضية الدم الملوث) الآن»، مضيفا أنه «كما لو أنه على سبيل المثال إذا أرادت شخصية ألمانية القدوم غدا إلى إيران، أن تطرح مسالة دور ألمانيا في الحرب العالمية الثانية»، إلا انه لفت إلى أن إيران وفرنسا لديهما «سجال قانوني» حول هذه القضية.

زيارة «فابيوس» ستكون اختبارا لطهران

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي «فرنسوا أولاند»، أمس الإثنين، أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس»، لإيران ستكون اختبارا لطهران بعد توقيع الاتفاق التاريخي حول البرنامج النووي الإيراني.

وقال «أولاند» خلال عشاء في باريس مع الصحفيين العاملين في القصر الرئاسي، إن «فابيوس، يمثل فرنسا والطريقة التي سيتم استقباله بها ستكون بالنسبة لنا تقييما لتصرف إيران».

وكان الرئيس يشير بذلك في شكل واضح إلى الهجمات الشخصية التي تعرض لها «فابيوس» أخيرا من قبل المحافظين الإيرانيين، بسبب مواقفه الحازمة خلال المفاوضات التي أدت إلى اتفاق فيينا.

وشدد «أولاند» على الدور الذي يجب أن تلعبه إيران في إقامة السلام في الشرق الأوسط والشرق الأدنى، قائلا: «نتوقع من الرئيس الإيراني حسن روحاني أن يثبت أن طهران بإمكانها حاليا أن تسهل إيجاد تسويات لأزمات خطرة تدمي المنطقة خصوصا سوريا».

وبحسب «أولاند» فإنه يتوجب على إيران أن تكون بلدا يقدم حلولا، مشيرا إلى أن من بين الحلول التي يجب إيجادها هناك المسألة اللبنانية، وأيضا السورية واليمنية وكذلك البحرين.

وأوضح أنه سيزور لبنان من دون شك خلال الأشهر المقبلة، ليبث الأمل بأن انتخابات رئاسية يمكن أن تحصل أخيرا في هذا البلد.

هذا وتأتي زيارة «فابيوس» بعد زيارة نائب المستشارة الألمانية وزير الاقتصاد الألماني «سيغمار غابريال» الذي كان أول مسؤول غربي يزور إيران بعد توقيع الاتفاق النووي بينها وبين الدول الكبرى.

وقال «فابيوس»: «لقد دعاني نظيري الإيراني محمد جواد ظريف، كان دعاني في السابق ولم آت، لكن الآن أعتقد أن كل الشروط متوافرة لذهابي».

وتابع: «أرى من الطبيعي تماما أن تستأنف فرنسا وإيران علاقات طبيعية أكثر بعد توقيع هذا الاتفاق التاريخي».

وقد أبرمت إيران والقوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين إلى جانب ألمانيا) قبل أسبوعين اتفاقا تاريخيا ينهي أزمة استمرت 12 عاما حول الملف النووي الإيراني، وهدف الاتفاق ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على إيران منذ 2006.

  كلمات مفتاحية

إيران الاتفاق النووي فرنسا فرنسوا أولاند لوران فابيوس

إيران: الاتفاق النووي سيجعلنا أكثر قوة.. ولن ننشر خريطة الطريق

«ظريف» يطلع أمير قطر على نتائج الاتفاق النووي ويسلمه رسالة من «روحاني»

«كيري»: انسحبت 3 مرات من المحادثات النووية

«الغارديان»: إيران تسعى لتخفيف التوتر مع جيرانها في الخليج بعد الاتفاق النووي

«كارتر» يصل جدة للقاء الملك «سلمان» على خلفية الاتفاق النووي مع إيران

بعد الاتفاق النووي.. وزير الخارجية الفرنسي يصل إيران الأسبوع المقبل

«ظريف» يدافع عن الاتفاق النووي أمام البرلمان وينتقد تصريحات «كارتر»

«فابيوس»: عودة «بيجو» للسوق الإيرانية أكثر صعوبة من «رينو»

«فابيوس»: بإمكان فرنسا تلبية الاحتياجات الاقتصادية لإيران

إحدى الشركات الفرنسية لمستحضرات التجميل تعتزم افتتاح متاجر في إيران

«بيجو» الفرنسية تمنح «خودرو» الإيرانية 427 مليون يورو على شكل إعفاءات