كشف مسؤول روسي، اليوم الأربعاء، أن مسلحين من أكثر من مائة دولة يقاتلون حاليا في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية»، متهما المجتمع الدولي بالتأخر في الرد على أنشطة التنظيم، فيما حذر الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين» من خطورة اندماج ما أسماها بـ«الجماعات الراديكالية» مع الجريمة العابرة للقارات.

جاء ذلك خلال اجتماع رؤساء هيئات الاستخبارات الأجنبية التي تربطها علاقات شراكة مع «هيئة الأمن الفيدرالية الروسية»، الذي انطلق، اليوم، في مدينة «ياروسلافل»، شمالي موسكو، وفق موقع «روسيا اليوم»الإخباري الحكومي.

وقال «ألكسندر بورتنيكوف»، رئيس «هيئة الأمن الفيدرالية الروسية»، في افتتاح الاجتماع، إن تقديرات الاستخبارات الروسية تشير إلى أن مسلحين من ما يربو على مئة دولة يقاتلون حاليا في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية».

«بورتنيكوف» حذر من أن توسع دائرة الدول «المصدرة للإرهابيين» مع تنامي تدفق المقاتلين الجدد، الذين ينتمون إلى مختلف المجموعات الإثنية والطبقات الاجتماعية، «يدل إلى استيلاء  التنظيم على زمام المبادرة وشروعه في تطبيق إستراتيجية عدوانية على الجبهة الدعائية».

وانتقد ما اعتبره «تأخرا» من المجتمع الدولي في العديد من الحالات في «تقديم الرد المناسب على أنشطة التنظيم». وأضاف أن «المتطرفين، الذين عززوا مواقعهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، انتقلوا من تكتيك توجيه الضربات المنفردة إلى حملة عمليات قتالية واسعة النطاق باستخدام الأسلحة الثقيلة، كما أنهم باتوا يستهدفون أوروبا وآسيا بصورة متزايدة».

من جانبه، قال الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، خلال الاجتماع ذاته، إن «تكثيف أنشطة الإرهابيين واندماج الجماعات الراديكالية مع الجريمة المنظمة العابرة للقارات من أخطر التحديات التي يواجهها العالم اليوم".

وشدد «بوتين» على أهمية هذا الاجتماع في «البحث عن سبل فعالة للتصدي للتحديات العالمية»، لافتا إلى أن "الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بات مقلقا للغاية؛ إذ يحاول الإرهابيون تحويل هذه المنطقة إلى معقل لهم، ويعملون على تجنيد وتدريب مسلحين جدد يمكن استخدامهم لزعزعة الوضع في دول أخرى».

وأكد الرئيس الروسي أن «تحقيق نتائج ملموسة في سياق مكافحة هذا الخطر، لن يتم إلا ببذل جهود مشتركة منظمة ومتتابعة اعتمادا على أسس القانون الدولي».

ويشارك في الاجتماع، الذي يستمر ليوم واحد، 92 وفدا من 64 دولة (بينها الولايات المتحدة الممثلة بوفود وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي والمركز الوطني لمكافحة الإرهابي، وألمانيا وفرنسا والصين والهند ودولة الاحتلال الإسرائيلي والسعودية)، بالإضافة إلى وفود الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون ورابطة الدول المستقلة والاتحاد الأوروبي.

وتركز مناقشات الاجتماع على المخاطر الناجمة عن أنشطة تنظيم «الدولة الإسلامية».