التحق مغربيان من مدينة تطوان (شمال) بتنظيم «الدولة الإسلامية»، أولهما أستاذ (بروفيسور) في علوم الحياة والأرض، والثاني لاعب في المنتخب المغربي لكرة القدم داخل الصالات؛ مّا أثار نقاشات واسعة حول طرق استقطاب هذا التنظيم لفئات لم تكن سابقًا تتجه إلى أي عمل مسلح.

وأعلن «مراد الدردري»، الاستاذ (بروفيسور) في علوم الحياة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» انضمامه لتنظيم «الدولة الإسلامية»، دون أن يكشف ما إذا كان قد التحق بالتنظيم في سوريا أم العراق.

وقال في تدوينة، اطلع عليها «الخليج الجديد»: «مهما قرأت ومهما استمعت، فلن تعرف الفرق بين الدولة الإسلامية بالعراق والشام المتكاملة الأركان ذات المساحة الخيالية والمؤسسات الحديثة القديمة التي تحكم بالشرع والعدل وتقيم الحدود على الشريف قبل الضعيف، وبين داعش إعلام سحرة الطواغيت والمسيح الدجال، إلا حينما تطأ قدمك بأرض الخلافة بالعراق والشام وتنعم بخيرها وعدلها».

وأضاف: «لن تدرك لماذا هذه الحرب الكونية على إجهاض بذرة الخلافة على منهاج النبوة إلا حينما ترى الطاجيكستاني والشيشاني والداغستاني والروسي والأوزباكستاني والإندونيسي والمصري والبريطاني والهندي والمغربي والتونسي والفرنسي على قلب رجل واحد، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بما يقدمه في سبيل راية التوحيد».

ووفق صحف مغربية محلية، برر «الدردري»، البالغ من العمر 31 سنة، رحيله عن المغرب، قبل أيام، برغبته قضاء عطلة صيفية في أوروبا.

وقد خلّف إعلانه صدمة كبيرة عند أصدقائه وأسرته، لا سيما أنه نجح قبل مدة قصيرة في امتحان الترقية الإدارية الذي يخوّل الرفع من أجره الشهري، ولم يكن يبدو عليه التأثر بفكر الجماعات المسلحة.

ولم تتوقف الصدمة عند هذا الأستاذ الجامعي البالغ من العمر 31 سنة، بل إن لاعبًا للمنتخب المغربي لكرة القدم للصالات، التحق هو الآخر بـ«الدولة الإسلامية»، حسب ما أكدته وسائل إعلام محلية مغربية.

وقالت صحيفة «الصباح» المغربية، إن لاعب منتخب كرة الصالات، «محمد حاتم الوهابي»، الشهير باسم «حلاوة»، انضم إلى تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأوضحت الصحيفة أن «حلاوة» سافر سرا دون توديع أي من أقاربه، ولم يخبر زوجته بقرار السفر.

ولفتت إلى عائلة اللاعب تلقت خبرا يفيد بوجوده على الحدود السورية التركية، في انتظار الدخول إلى سوريا، للانضمام إلى صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية».

وسبق لـ«حلاوة» أن شارك في كأس العالم لكرة الصالات مع المغرب عام 2012، وحمل قميص فريق «أجاكس القنيطري»، قبل خوض تجربتين احترافيتين بكل من قطر والكويت.

ويعد شمال المغرب القريب من الحدود الإسبانية من أكثر المناطق التي تصدّر المقاتلين المغاربة لتنظيم «الدولة الإسلامية» الذين يتجاوز عددهم 100 فرد، حسب أرقام وزارة الداخلية المغربية، خاصة في مدينة تطوان وضواحيها.

والأربعاء الماضي، كشف «ألكسندر بورتنيكوف»، رئيس «هيئة الأمن الفيدرالية الروسية» أن تقديرات الاستخبارات الروسية تشير إلى أن مسلحين من ما يربو على مئة دولة يقاتلون حاليا في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية».

وحذر «بورتنيكوف» من أن توسع دائرة الدول «المصدرة للإرهابيين» مع تنامي تدفق المقاتلين الجدد، الذين ينتمون إلى مختلف المجموعات الإثنية والطبقات الاجتماعية، «يدل إلى استيلاء  التنظيم على زمام المبادرة وشروعه في تطبيق إستراتيجية عدوانية على الجبهة الدعائية».