قال الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، اليوم الخميس، «مصر والسعودية جناحا الأمن القومي العربي، ولن ترونا إلا معًا»، في تصريحات بدت وكأنها «محاولة لمغازلة» المملكة وقادتها، عقب تقارير صحفية عن «فتور» في العلاقات بين البلدين.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها «السيسي»، في الكلية الحربية (شرقي القاهرة) بحضور الأمير «محمد بن سلمان»، ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، خلال مشاركته في حفل تخريج دفعات عسكرية جديدة بالقاهرة، مع وفد رسمي رفيع المستوى من الديوان الملكي السعودي.
وأضاف «السيسي»: «نحن أحوج ما يكون إلى أن نكون معًا؛ لأن التحديات والتهديدات كبيرة، ويمكننا التغلب عليها بالوحدة والتصدي لها».
ووفق وكالة «الأناضول» للأنباء، ظهر «السيسي» في لقطات بثها التلفزيون المصري الرسمي، في أحاديث جانبية تبدو «ودودة» مع «محمد بن سلمان» الذي كان يجلس بجواره، وبدا أكثر من مرة، وكأنه «يغازل» الرياض خلال الاحتفالية.
وخلال الحفل العسكري، ظهر ترحيب كبير من جانب الرئيس المصري بالسعودية، حيث حيَّا «السيسي»، العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، قائلا: «العاهل السعودي الملك سلمان تطوع للدفاع عن مصر عام 1956 (في إشارة إلى ما يعرف بالعدوان الثلاثي على مصر الذي شنته كل من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل)».
كما رحّب بالأمير «محمد بن سلمان»، قائلا: «كان لازم (لابد) تكون موجود معانا (معنا في الاحتفال)، لأنه ده (ذلك) رسالة لمصر والخليج أننا مع بعض، واسمح لي أن أشكرك وأحييك وأرحب بك».
وأشار إلى أن «مشاركة ولي ولي العهد السعودي في هذا الاحتفال يعد امتدادا لمواقف المملكة العربية السعودية المشرفة تجاه مصر».
وبحسب لقطات بثّها التلفزيون المصري الرسمي، ونقلتها تقارير إعلامية محلية، بدا الاحتفاء الكبير بالأمير «محمد بن سلمان» من جانب المسؤوليين المصريين؛ إذ أنه خلال الحفل العسكري أعطى «السيسي» نظارته المكبرة للأمير السعودي، الذي كان يجلس بجواره، ليتمكن من متابعة العروض العسكرية، فيما أهداه مدير الكلية الحربية، اللواء «عصمت مراد»، درعاً تذكارياً.
يأتي ذلك فيما يقول مراقبون إن العلاقات بين البلدين شابها نوع من «الفتور» خلال الشهور الأخيرة، مشيرين إلى أن «سامح شكري»، وزير الخارجية المصري، «فشل» خلال زيارته للمملكة، قبل أيام، في إزالة هذا الفتور، وإعادة العلاقات لما كانت عليه في عهد الملك الراحل «عبد الله بن عبد العزيز»، حيث كان داعما بقوة لـ«السيسي».
وكان «محمد بن سلمان» وصل القاهرة، في وقت سابق اليوم، لبحث أوجه التعاون بين البلدين؛ في أول زيارة له إلى مصر بعد تعيينه وليا لولي العهد، في أبريل/نيسان الماضي، والثانية منذ تعيينه وزيرًا للدفاع في يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي وقت سابق، قال المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، إن الأمير «محمد بن سلمان» يزور القاهرة، اليوم، بدعوة خاصة من «السيسي».
وفي تغريدتين عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أضاف «مجتهد»، أن «محمد بن سلمان» سيكون «ضيف الشرف في نشاط للقوات المسلحة المصرية لم تصلني تفاصيله».
وأشار إلى أنه «للإعداد للزيارة التي لن تزيد عن يوم وصل إلى مصر وفد سعودي من 35 شخصا مع مئات الحقائب والصناديق التي تشتمل على هدايا قيمة للمسؤولين المصريين».
وتأتي زيارة اليوم بعد نحو أسبوع من زيارة وزير الخارجية المصري إلى المملكة، حيث أكد، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي، «عادل الجبير»، على «توافق وجهات النظر بين الرياض والقاهرة فيما يخص مختلف القضايا العربية، وخاصة دعم الشرعية في اليمن».
وأضاف أن زيارته تأتي في إطار حرص «السيسي» على «تدعيم أواصر العلاقة الإستراتيجية وعلاقة الأخوة والتكامل والتضامن والتي هي علاقات تفوق العلاقات الطبيعية بين الدول لما يشعر به الشعبين الشقيقين من ترابط وإخاء ومصير مشترك».
وكانت مجلة «روز اليوسف»، الحكومية المصرية، رأت قبل أيام أن «السعودية باعت مصر»، معتبرة أن «عودة العلاقات المصرية - الإيرانية باتت أكثر من ضرورة» في ظل هذا الوضع.
وخلصت المجلة في مقال إلى أن «السعودية باتت تعتبر الإخوان حليفا محتملا في المعركة ضد التوسع الإقليمي لإيران، وإما أن تصبح مصر على نفس الخط مع المملكة بجانب الإخوان وقطر وتركيا، رغما عنها، وإلا فلتذهب العلاقات (مع مصر) إلى الجحيم».