انتقد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري (حكومي)، "مكرم محمد أحمد"، غياب الحريات الإعلامية والصحفية في مصر، مؤكدا أن حرية الرأي والتعبير منقوصة في البلاد في ظل ما وصفه بتكميم الأفواه، وإخافة الناس من قول رأيها بحرية.
جاءت تلك الانتقادات الحادة، والنادرة، خلال مقابلة أجراها "مكرم"، مساء الأحد، ضمن برنامج "على مسؤوليتي" بقناة "صدى البلد".
وبدا مقدم البرنامج "أحمد موسى"، المؤيد للنظام المصري، متفاجئا من تصريحات "مكرم"، عندما أكد وأصر على رأيه بأن "حرية الرأي منقوصة في مصر، ونحتاج إلى قدر أكبر من حرية الرأي والتعبير والتفكير، والصحفيون لابد أن يأخذوا زمام المبادرة وأن يكتسبوا أرضا جديدة، وأن ينتزعوا حريتهم".
وكشف "مكرم" منع أحد مقالاته من النشر في صحيفة "الأهرام".
تخيل مكرم يتهم الصحافة بالتطبيل للسيسي مع أحمد موسى!
— عبدالعزيز مجاهد|Abdulaziz Mujahed (@elmogahed02) February 24, 2020
بيقول لهم طبلوا لفكر الرئيس مش للرئس نفسه 😂 pic.twitter.com/2QgRHh9mjG
كما فسر أسباب تراجع الصحافة في مصر بقوله، إن "كل شخص يتصور أن المهمة الوحيدة لصحيفته هي الترويج للرئيس السيسي، وليس حتى الترويج لفكر الرئيس، بل شخصه فقط، وبالتالي فهو يخرج لهذا السبب فقط، وعندما يكون هدفك شخصا يختلف الأمر تماما عندما يكون هدفك القراء".
وأكد أن "الصحافة يلزمها قدرا من حرية التفكير والإبداع، دون وجود تكميم للأفواه، ودون تخويف الناس من أن تقول رأيها"، وهنا تساءل مُقدم البرنامج "أحمد موسى" الذي استغرب التصريحات: "هل لدينا تخويف للناس هنا؟"، ليجيب عليه "مكرم": "ليس لدينا تخويف بالعصا، بل هناك تخويف بأشياء أخرى".
وقال: "عندما نتحدث عن الصحافة لابد أن تكون هناك حرية، ويجب أن تتسع هذه الحرية لأن تقول رأيك، والصحفيون المصريون على قدر المسؤولية وأصحاب تجارب طويلة ويعرفون أصول المهنة وضوابطها الذاتية".
وأشار إلى أن السلطة التنفيذية هي المسؤولة عن الإعلام وليس المجلس الأعلى للإعلام الذي يترأسه، ومؤكدا أن رسالتهم الإعلامية غير صالحة الآن.
بعد تصريحات رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام #مكرم_محمد_أحمد .. من يدير #الإعلام في #مصر ؟@ajmhashtag pic.twitter.com/MfnlZPbHzt
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 24, 2020
كما اعترف "مكرم"، الذي دافع كثيرا عن سياسيات وممارسات النظام، بعدم وجود معارضة في مصر، لكنه قال: "ليست هناك معارضة، لكنه يمكنك أن تُعارض، وعدم وجود معارضة منظمة، وهذا أمر غير جيد"، متسائلا: "كم مقالا دفع الناس لتنظيم مظاهرة في الشارع حاليا؟".
وأوضح رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أنه لا يوجد في مصر نقاش أو اختلاف في الآراء، لأنه ليس هناك هامش للحرية، مضيفا: "العلانية شيء مهم، ولا ينبغي الخوف من ذلك، وحرية الرأي والتعبير أمر مهم جدا، وتحمي البلد من التوجه الواحد وصلابة الرأي الواحد".
واعترف أن النظام لا يستجيب لأي دعوة لتخفيف الوضع السياسي والأمني، وأنه لا يريد أي حرية للصحافة، وأن اختيار القيادات الإعلامية لا يتم نتيجة الخبرة والكفاءة، وإنما لحسابات أخرى منها العلاقات العامة.
وتقع مصر في المرتبة 163 (من أصل 180 بلدا) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته "مراسلون بلا حدود" العام الماضي.