أعلنت حركة «أحرار الشام» السورية المسلحة توقف مفاوضات كانت تجريها مع وفد إيراني بخصوص مدينة الزبداني (شمال غرب دمشق) بسبب إصرار الوفد على تفريغ الزبداني من المقاتلين والمدنيين وتهجيرهم إلى مناطق أخرى.
وقالت الحركة في بيان نشرته على موقعها الرسمي الأربعاء، «لقد اقتربت سوريا من أن تجتاز نقطة حرجة فيما يخص تقسيمها وتغيير ديموغرافيتها».
واتهمت النظام والإيرانيين بتنفيذ خطة تهجير طائفي وتفريغ دمشق وما حولها وكافة المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان من الوجود السني، مشيرة إلى أن «زبداني الصمود والإسلام هي أول خطوة في آخر مرحلة ستنتهي في الغوطة الشرقية».
وأضاف البيان الممهور بتوقيع الجناح السياسي للحركة، «لقد شرفنا أهل الزبداني بتفويضهم لنا لندافع عن مصالحهم ونحقق آمالهم في مخرج مشرف وإنساني من الأزمة التي يمرون بها، إلا أن قضية الزبداني تجاوزت حدود المدينة وتجاوزت مسؤولية الحركة لتصبح قضية سوريا بأكملها، ولتكون الزبداني أكبر صخرة في وجه التقسيم والتهجير الطائفي في سوريا»، بحسب تعبير البيان.
وأهابت الحركة جميع الفصائل المقاتلة في سوريا دون استثناء أن «يدركوا خطورة ما يحاك ويتدبروا عبر التاريخ ما حصل لملوك الطوائف والممالك، داعية إلى إشعال الجبهات خاصة في دمشق وما حولها، لفرض واقع جديد على إيران وذنبها بشار وميليشياته».
وتوجهت الحركة في بيانها لأهل الزبداني بالقول: «نفوسنا فداؤكم، وإن باعدت بيننا المسافات فنحن معكم خطوة بخطوة، نستنفد الوسع في نجتكم فحياتكم هي الأولوية دون غيرها»، وذكرتهم بأن القوات المهاجمة على الزبداني تعرف أن مصير أبناء الزبداني مرتبط بمصير «عصاباتهم وميليشياتهم في الشمال».
وكانت مفاوضات قد جرت مؤخراً بين «أحرار الشام» ووفد إيراني، حول إيقاف الهجوم العسكري الذي يقوده النظام السوري مدعوماً بحزب الله اللبناني، على مدينة الزبداني منذ نحو شهر، مقابل قيام المعارضة بوقف استهداف قريتي كفريا والفوعة في ريف إدلب.
وحركة «أحرار الشام» هي إحدى الفصائل العسكرية الإسلامية التي نشأت مع دخول الثورة السورية مرحلة القتال المسلح، وتم إعلان ظهورها يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، ويقدر عدد مقاتليها بحوالي 25 ألف مقاتل.
وفي 31 يناير/كانون الثاني 2014، أعلنت حركة «أحرار الشام» اندماجها مع تشكيلات إسلامية ضمن الجبهة الإسلامية السورية، وهي لواء التوحيد وحركات الفجر الإسلامية، وكتائب الإيمان المقاتلة، وجيش الإسلام، وصقور الشام وغيرها.
وينشط مقاتلو حركة «أحرار الشام» في مختلف المحافظات السورية، إلا أن قوتها تتركز في محافظتي إدلب وحلب، شمالي سوريا.
ورغم عدم تصنيف واشنطن للحركة على قوائم الإرهاب، إلا أنها لم تدرجها ضمن جماعات المعارضة المعتدلة التي أعلنت دعمها لها، كما أن الحركة متحالفة مع «جبهة النصرة» التي تصنفها واشنطن على قوائمها للمنظمات الإرهابية.