مسؤول سعودي يؤكد لصحيفة «الحياة» زيارة مدير المخابرات السورية للمملكة

السبت 8 أغسطس 2015 08:08 ص

كشفت مصادر سعودية رفيعة المستوى أن مسؤولين سعوديين استضافوا رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء «علي مملوك» في جدة في السابع يوليو/حزيران الماضي، فيما سمي بـ«اللقاء المعجزة» - أي بعد نحو 20 يوما من لقاء سان بطرسبورغ الذي جمع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان».

ووفقا لصحيفة «الحياة» فإن السعودية ربطت مصير «الأسد» بعملية سياسية في سورية شرطها الأول انسحاب إيران والميليشيات الشيعية التابعة لها و«حزب الله» مقابل وقف دعم المعارضة، ليبقى الحل سوريا-سوريا، ما يمهد إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة.

وذكرت المصادر ذاتها أن «اللقاء أسقط القناع الذي يخفي وجه النظام السوري وعرى رئيسه بشار الأسد أمام الروس، كما أثبت أن الإرهاب في سوريا ليس سببه الوقوف ضد جرائم الأسد، بخلاف القول إن الإرهاب السني بلا دولة راعية، بينما نظيره الشيعي في سوريا يحظى برعاية إيران».

وقالت إن السعودية أثبتت في اللقاء أنه «لا صدقية للأسد، وإنها تحارب الإرهاب بلا هوادة». 

وعما تداولته وسائل الإعلام المحسوبة على دمشق، أكدت المصادر «أن تلك السيناريوهات التي سربت أعدت في دمشق ولا يستبعد أن يكون رئيس النظام السوري هو من أشرف عليها بنفسه».

وقالت عن تفاصيل اللقاء إنه «جاء على خلفية التردد الروسي في وضع حد لممارسات النظام السوري، وعزز ذلك الانطباع السائد لديهم أن دعم السعودية للمعارضة السورية هو ما يؤجج الإرهاب على رغم ما تم تقديمه من أدلة، لكن ومع الشعور السعودي أن الروس على قناعة بان الرياض تعوق الحل السياسي من خلال دعم المعارضة».

وأكدت المملكة أنها على استعداد لفعل أي شئ لوقف نزيف الدم السوري، وطلبت من موسكو تقديم أي مبادرة تضمن الحل بديلة من جنيف»، ولم يجد الروس إجابة و«لعلهم لم يتوقعوا أو يستعدوا لمثل هذا الطرح» كما قالت المصادر ذاتها.

واقتنصت السعودية الفرصة، وقدمت مبادرة إحلال السلام الذي يرضى به السوريون، وتعرية «الأسد» أمام الروس اثر اقتراحهم الجلوس مع أركان نظامه.

وذكرت: «تم بالفعل الترتيب لعقد لقاء بوساطة روسية، ووصل مملوك إلى جدة يرافقه مسؤولان رفيعان المستوى أحدهما في الاستخبارات السورية والآخر في وزارة الخارجية، بعدما نسقت السعودية مع حلفائها وهو ما كان يجهله الأسد إذ حاول، الحصول على إذن لطائرة مملوك عبر إحدى سفاراته في الخليج لرغبته بتسريب الخبر».

وعرضت السعودية المبادرة كالتالي: «وقف دعم المعارضة في مقابل إخراج عناصر حزب الله وإيران والميليشيات الشيعية المحسوبة عليها ليكون الحل سوريا-سوريا».

وأكدت المصادر أن «السعودية لم تطلب من النظام الابتعاد عن إيران ثمنا للتقارب مع الأسد» وقالت: «ليس صحيحا ما ذكر بأن أساس مشكلة السعوديين مع «الأسد هو تحالفه مع إيران».

لافتة إلى أن علاقة سوريا بإيران ليست وليدة اليوم ولم تكن لذلك أي إشكالات مع النظام هناك.

وشددت على أن مملوك طلب «فرصة للتفكير» في ختام اللقاء يتمحور حول كيفية التعامل مع «حزب الله». 

وسخرت المصادر من الأنباء التي تحدثت عن تحالف رباعي يضم السعودية والأسد وتركيا والأردن لمحاربة الإرهاب.

وقالت: «لم يطرح أي من ذلك»، مضيفة: «الأسد يشعر بالحنق لعلمه بتفاصيل المفاوضات مع حليفيه روسيا وإيران، بل ويشعر بالرعب الآن كون المفاوضات وصلت إلى حد التساؤل عمن سيقبل استضافته»؟.

وشددت على أن «القصة ليست مع الإيرانيين وحدهم، بل إن الروس أيضا باتوا يناقشون مرحلة ما بعد الأسد».

ولفتت إلى أن الوفد الروسي الذي حضر اللقاء مع مملوك لم يرافقه على الطائرة نفسها، بل وصل في طائرة أخرى ليكون شاهدا، وليس طرفا ضامنا لـ«الأسد» الذي يعي أن سحب موسكو رعاياها من سوريا أمر جاد، فضلا على الموقف الروسي من القرار الدولي رقم 2216 الخاص باليمن.

وقد كشف المغرد السعودي الشهير «مجتهد» عن مخطط رباعي تواطأت عليه مصر والإمارات والأردن وسلطنة عمان يهدف إلى إعادة تأهيل نظام «بشار الأسد» في سوريا، مشيرا إلى جهود يبذلها ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد» لإقناع الأمير «محمد بن سلمان» بقبول بقاء «الأسد»، وعدم معارضة السعودية لذلك، وهو ما تعهد به «بن سلمان» في لقائه بمدير المخابرات السورية الشهر الماضي.

وقال «مجتهد» في تغريدات نشرها مساء الجمعة: «اتفاق إماراتي مصري أردني عماني على إعادة تأهيل النظام السوري (وكأن الثورة قد فشلت) ومحاولات حثيثة لإقناع السعودية للموافقة على الخطة».

وأضاف أن الأطراف الأربعة تفاهموا على أن «صاحب القرار الذي يمكن الحديث معه في السعودية هو محمد بن سلمان وقد بذل محمد بن زايد جهدا حثيثا لإقناع بن سلمان».

وبحسب «مجتهد»، فإن «لقاء بن سلمان مع علي مملوك رئيس المخابرات السورية جزء من هذا الترتيب وقد طلب بن زايد من مملوك أن يكون لطيفا مع بن سلمان إلى أبعد حد».

وبحسب «مجتهد»، فإن «بن سلمان» ليس عنده تحفظ وسبب تردده هو أن تقديرات الاستخبارات الأمريكية والتركية تفيد بأن «الأسد» لن يدوم طويلا والمراهنة عليه خاطئة.

وفي مقابل التفاهم الإماراتي الأردني المصري العماني، يضيف «مجتهد»، هناك تفاهم سعودي تركي قطري أمريكي على أولوية لتدريب جماعات معتدلة لمحاربة المتطرفين، مشيرا إلى خلاف على تحديد «المتطرفين»؛ فالأمريكان والسعوديون يريدون لهذه القوة أن تحارب جميع الجهاديين بينما قطر وتركيا ترى أن تحارب «الدولة» فقط.

  كلمات مفتاحية

سوريا السعودية إيران الإمارات نظام الأسد المعارضة السورية حزب الله محمد بن سلمان

«مجتهد»: مخطط مصري إماراتي لإعادة تأهيل «الأسد».. و«بن سلمان» تعهد بعدم المعارضة

«المعلم» و«بن علوي» يتفقان على تضافر جهود «وضع حد» لأزمة سوريا

«المعلم» يزور سلطنة عمان في أول استقبال خليجي له منذ بدء الثورة السورية

«لافروف» يقدم للخليج مبادرة روسية حول سوريا عقب زيارة «علي مملوك» للرياض

«صنداي تايمز»: «علي مملوك» التقى «بن سلمان» في الرياض بوساطة روسية

مصر والإمارات ضد الانفتاح السعودي على تركيا والإخوان و«السيسي» يتنبى دورا انتقاليا لـ«الأسد»

«كيري - لافروف» في الخليج: وبدأ العد التنازلي لإنهاء اللعبة في سوريا

لماذا حصل لقاء جدة؟

صحيفة: «مملوك» حاور السعوديين باسم «الأسد» وطلب «إجراءات حسن نوايا»

التايمز: الأسد يضحي بقائد المخابرات الجوية لاستمالة السعودية