كيف يرتبط الصراع في ليبيا بمصير الأزمة السورية؟

الأحد 12 أبريل 2020 07:23 م

عندما كشف الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان" للمرة الأولى في فبراير/شباط الماضي أن حكومته أرسلت مقاتلين سوريين إلى ليبيا، كان يؤكد فقط ما كان معروفا بالفعل.

ويبرر "أردوغان" دعمه العسكري لحكومة الوفاق الوطني المحاصرة باعتباره جزءا من الاتفاق الأمني الذي وقعه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 مع حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا.

وساد اعتقاد سابق أن العلاقة بين الصراعين في سوريا وليبيا قد تراجعت مع استمرار النزاع السوري والهدوء المخادع في ليبيا عام 2012.

ولكن مع زيادة الدور التركي والروسي في سوريا، سعت كل من موسكو وأنقرة لاستخدام الصراع في ليبيا كبطاقة تفاوضية محتملة.

وتدعم موسكو علنا الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر"، بينما تحاول أنقرة حماية حكومة الوفاق من الهجوم المتواصل الذي يشنه "حفتر" منذ عام للاستيلاء على العاصمة.

وفي الآونة الأخيرة يحاول "حفتر" الاستفادة من العلاقة مع النظام السوري بطريقته الخاصة.

وزار وفد من الحكومة المؤقتة لشرق ليبيا (غير معترف بها) دمشق الأسبوع الماضي والتقى برئيس النظام السوري "بشار الأسد"، وأعاد "حفتر" فتح السفارة الليبية في دمشق التي كان المجلس الوطني الانتقالي الليبي السابق قد أغلقها عام 2012.

وقال "عبدالهادي الحويج"، وزير خارجية شرق ليبيا، إن ليبيا وسوريا تحاربان "عدوا واحدا هو تركيا"، مضيفا: "أعداؤنا هم الذين يبيعون ليبيا للمستعمرين، خاصة الأتراك"، في إشارة إلى اتفاقية الأمن البحري التي أبرمتها حكومة الوفاق مع تركيا.

وزار "حفتر" نفسه سوريا سرا في وقت سابق من مارس/آذار، وقام بجولة في جزء من الخطوط الأمامية جنوب إدلب والحدود السورية مع (إسرائيل).

وبثت وسائل الإعلام الموالية لـ"حفتر" مقاطع فيديو من الزيارة دون ذكر موعد حدوثها بالضبط، ومن المثير للاهتمام أن "حفتر" لم يلتق بـ"الأسد"، أو لم يتم ذكر ذلك.

وبدلا من ذلك استعرضت وسائل الإعلام صور اجتماعات مع كبار جنرالات النظام السوري، ومن غير الواضح ما الذي أراد "حفتر" تحقيقه من خلال هذه الزيارة، ولكن كانت هناك تقارير عن وصول خبراء عسكريين سوريين إلى شرق ليبيا لدعم قوات "حفتر"، التي نفت هذه التقارير.

ومن الواضح أن دور تركيا في كلا البلدين قد نوقش كما أكد "الحويج"، الذي قام بزيارة إلى سوريا بعد "حفتر"، وأصبحت الصلة السورية بالنزاع الليبي راسخة الآن، على الأقل في غرب ليبيا.

ومع ذلك، من غير المرجح أن تفيد العلاقة مع النظام السوري جهود "حفتر" بشكل مباشر، لكنها تساعده بشكل غير مباشر.

وكلما زادت المعلومات التي يشاركها النظام السوري ومخابراته في مع قوات "حفتر" حول عمل المعارضة المسلحة، زادت إمكانية قوات "حفتر" على التعامل مع خصومها.

ويضم تحالف المجموعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق الوطني مقاتلين ليبيين وأجانب سابقين قاتلوا في سوريا. 

ومن غير المرجح الآن الوصول إلى أي تسوية في ليبيا ما لم تمنحها كل من موسكو وأنقرة الضوء الأخضر، ومن غير المحتمل أن يحدث هذا ما لم يجد كل من "بوتين" و"أردوغان" أرضية مشتركة لضمان تسوية طويلة الأمد لخلافاتهما في سوريا أولا.

وإذا فشلت موسكو في سوريا، فمن المرجح أن تسعى لتحقيق مكاسب في ليبيا من خلال وكلائها، وكلما استمر هذا الوضع، ازداد التداخل بين الصراعين وصعوبة الحل.

المصدر | مصطفى فيتوري | ميدل إيست مونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الليبية السورية قوات خليفة حفتر الدور التركي

تركيا تجدد اتهامها حفتر بانتهاك وقف إطلاق النار في ليبيا

صحيفة ألمانية: بوتين يدعم حفتر بمرتزقة سوريين