رأى مراقبون أن هناك عدة مؤشرات على تقارب النظام المصري بقيادة «عبد الفتاح السيسي»، مع النظام السوري بقيادة «بشار الأسد»، وأشاروا إلى أن «السيسي» عزز هذا التقارب بدعم عسكري للأخير.
واستدل المراقبون على صحة رؤيتهم بما نشرته مواقع إلكترونية محسوبة على «الجيش السوري الحر»، حيث تداولت صورا لصواريخ مصرية من إنتاج الهيئة العربية للتصنيع الحربي، قالت إن جيش النظام السوري استخدمها في قصف مناطق سورية وتحديدا في مدينة الزبداني، وفق صحيفة القدس العربي.
المراقبون اعتبروا أن هذه الخطوة ترجمة عسكرية للتقارب السياسي بين «السيسي» و«الأسد»، والذي تحدث عنه وزير خارجية النظام السوري «وليد المعلم» خلال لقاء تلفزيوني معه بثته قناة «النهار» المصرية الفضائية المقربة من «السيسي»، وكشف فيه عن وجود تعاون أمني مصري سوري يسير على قدم وساق مؤخرا، ولمح إلى احتمال وصول مبعوث مصري قريبا إلى العاصمة السورية، عندما رفض نفي سؤال حول هذه المسألة (طالع المزيد).
وكان الأمين العام للجامعة العربية «نبيل العربي»، أعرب عن استعداده للقاء «المعلم» في أي وقت، ولمح إلى إمكانية إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى الدولة السورية، وهي خطوة يرى فيها متابعون للشأن المصري بأنها رسالة تودد من القاهرة إلى دمشق حيث أن «العربي» لا يصرح بمثل هذه التصريحات دون المرجعية المصرية، حسبما يرى المراقبون.
وساهم عداء النظام المصري الحالي لجماعة «الإخوان المسلمين» إضافة إلى خلافات القاهرة مع أنقرة، باعتبارها الداعم الأكبر للجماعة، في تقارب النظامين السوري والمصري، لا سيما أن «الأسد» يعادي الإخوان وتركيا أيضا، وهو ما حاول «المعلم» في لقائه التلفزيوني استغلاله، حيث اتهم الحكومة التركية «بدعم جماعات إرهابية» حسب تعبيره، وهو ما لاقى استحسانا في الصحافة المصرية التي تناولت تصريحات «المعلم» بشكل واسع.
وتشهد مدينة الزبداني قتالا ضاريا منذ أكثر من خمسين يوما بين قوات المعارضة المسلحة من جهة، وقوات النظام مدعومة بميليشيا «حزب الله» اللبناني الذي اعترف بمقتل 64 من مقاتليه بينهم قياديان خلال الحملة المتواصلة على المدينة.
جاء ذلك فيما أعلن وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» أن بلاده ستبدأ قريباً مع واشنطن عملية واسعة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن «جاويش أوغلو» قوله: «تركيا والولايات المتحدة ستبدآن قريبا عمليات جوية شاملة لإخراج مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من منطقة في شمال سوريا متاخمة لتركيا»، مضيفاً: «المحادثات التفصيلية بين واشنطن وأنقرة بشأن هذه الخطط اكتملت يوم الأحد وأن حلفاء إقليميين قد يشاركون فيها من بينهم السعودية وقطر والأردن بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا».