نشطاء: مصر ترحب بأثرياء سوريا وتكبل فقراءها

الأربعاء 23 سبتمبر 2015 09:09 ص

قال نشطاء ومهتمون بالشأن الإغاثي في مصر، إن القاهرة ترحب بأثرياء سوريا من رجال الأعمال وغيرهم من الطبقات الراقية، في حين لا تساعد فقراء سوريا الذين يلجأون إليها هربا من الحرب الدائرة هناك، والذين هم في حاجة إلى مساعدات تكفل لهم حياة كريمة، فيما قال أكاديمي وخبير اقتصادي إن 30% من المستثمرين في مصر حاليا من السوريين الذين غادروا بلادهم عقب انطلاق الثورة في عام 2011.

ونقلت صحيفة «العربي الجديد»، عن أستاذ الاقتصاد التجاري في جامعة عين شمس، «محمد حسين»، قوله إن «عدد رجال الأعمال السوريين الذين وصلوا مصر منذ بداية الأحداث السورية نسبتهم 30% من أعداد المستثمرين في مصر، وعددهم نحو 30 ألف مستثمر، عمل معظمهم في مجال المطاعم، بالإضافة إلى القيام بالعديد من الاستثمارات التي تم ضخها في مجال العقارات، والبورصة بنحو 400 إلى 500 مليون دولار، الأمر الذي يمكنه أن يحقق انتعاشا في السوق التجارية في وقت تحتاج مصر إلى كل دولار إضافي».

وأضاف أن «السوريين رغم معاناتهم التي نتجت عن الحرب الشرسة في سوريا، إلا أنهم يتلقون أموالا من أقاربهم في الدول الأوروبية، وهو ما يوفر العملة الصعبة».

ولفت إلى أن رجال الأعمال السوريين أقاموا ما يقرب من 20 مصنعا باستثمارات تراوحت ما بين 10 ملايين إلى 700 مليون دولار، وهو الأمر الذي يمكنه أن يخلق فرص عمل لملايين العاطلين في مصر.

ولكن بموازاة هؤلاء، دشن عدد من الناشطين المصريين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أطلقوا عليها اسم «السوريين في مصر» وجهت تلك الصفحة العديد من النداءات لتوفير الاحتياجات الأساسية لفقراء سوريا، والذين جاءوا إلى مصر هربا من بطش «بشار الأسد».

الناشط السوري «ذكي الدروبي» علق على تلك الصفحة قائلا: «لا يمكن التعويل على استثمارات رجال الأعمال في توظيف السوريين في مصر، خاصة أن القوانين المصرية تلزم رجال الأعمال بنسبة معينة من العمال غير المصريين، وهو الأمر الذي دفع بآلاف السوريين إلى التوجه نحو العمل الخاص».

وقال «الدروبي» إن الفترة الماضية شهدت تقييدً على دخول السوريين إلى مصر، إذ أصبح مطلوبا منهم التقدم بفيزا ومتابعة أمنية وغيرها العديد من الطلبات، والتي يصعب تأمينها.

كما نقلت الصحيفة عن طفل سوري عمره 13 عاما، قوله: «أنا نزار لاجئ سوري في القاهرة، تعرفت إلى عدد من الصبية من الباعة في محطات مترو الإنفاق، جئنا إلى هنا أنا وأمي وأبي وثلاثة من أخواتي، والذين يعاني أحدهم من فقء في العين وكسور في العمود الفقري، إثر الحرب في سوريا».

 وتابع: «جئنا إلى مصر منذ عام 2013، لنبحث عن مكان آمن نعيش به، عمل أبي في أحد المصانع في منطقة 6 أكتوبر (غرب القاهرة)، وذهبت أنا واثنان من إخوتي للعمل كباعة متجولين».

وأشار إلى أن العلاج والسكن والمعيشة في مصر ليست سهلة، خاصة أنه غير متاح للسوريين في مصر العلاج على نفقة الدولة، أو في المستشفيات الحكومية، «نضطر للجوء إلى المستشفيات الخاصة في حالات المرض الشديد، والتكاليف مرتفعة جداً نسبة إلى ما نتقاضاه من مداخيل».

وألردف: «لا نجد أي مشكلة في التعامل مع المصريين، لكن أصحاب العقارات يرفعون علينا الإيجار وأنا تأكدت من ذلك. فمثلاً الشقة التي يتم تأجيرها للمصري بـ 700 جنيه يتم رفع إيجارها إلى 1500 جنيه بالنسبة للسوري».

وتفاقمت أزمة اللاجئين السوريين في الأسابيع الأخيرة، وألقت العديد من المنظمات ووسائل الإعلام الدولية باللوم على الدول العربية عامة والخليجية خاصة لعدم تعاونها في حل تلك الأزمة.

وكان مراقبون تحدثوا مؤخرا، عن أن هناك عدة مؤشرات على تقارب النظام المصري بقيادة «عبد الفتاح السيسي»، مع النظام السوري بقيادة «بشار الأسد»، وأشاروا إلى أن «السيسي» عزز هذا التقارب بدعم عسكري للأخير.

واستدل المراقبون على صحة رؤيتهم بما نشرته مواقع إلكترونية محسوبة على «الجيش السوري الحر»، حيث تداولت صورا لصواريخ مصرية من إنتاج الهيئة العربية للتصنيع الحربي، قالت إن جيش النظام السوري استخدمها في قصف مناطق سورية وتحديدا في مدينة الزبداني.

وسبق أن علم «الخليج الجديد» من مصادر سعودية مطلعة أن «السعودية ضد سعي الإمارات ومصر لشق الإجماع العربي تجاه نظام بشار الأسد، وتجاه التقارب مع موسكو».

  كلمات مفتاحية

مصر سوريا بشار الأسد أزمة اللاجئين القاهرة السيسي

«السيسي» يدعو إلى حل سياسي في سوريا يحافظ على مؤسسات الدولة

مراقبون: «السيسي» يعزز تقاربه مع «الأسد» بدعمه عسكريا

موقع إسرائيلي: «الأسد» يستخدم صواريخ مصرية في قصف الزبداني

«المعلم» يهاجم «الإخوان» وتركيا ويتحدث عن تنسيق أمني مع مصر

«السيسي» يفرض رسوما على زواج وطلاق المصريين لسد عجز الموازنة