قالت صحيفة «التايمز» البريطانية، إن القرن الحالي كان من المفترض أن يكون قرن الصين، حيث تفوقت بكين التي تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بالفعل على الولايات المتحدة في الصادرات وتضخم الاقتصاد الصيني خمس مرات عن حجمه منذ عشر سنوات.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان «سقوط الصين العظيم»، أنه الآن يبدو أن الفزع والصدمة مصدرهما الصين، وتابعت أنه «مع فزع المستثمرين بشأن تداعيات الأزمة في الصين، جاء رد فعل الأسواق العالمية كما لو كانت تتوقع حدوث انهيار مماثل للإنهيار الذي حدث عام 1929».
وأشارت الصحيفة إلى أن نحو عشرة تريليونات دولار محيت من أسواق الأسهم في العالم منذ وصولها لذروتها في يونيو/حزيران الماضي.
الصحيفة أكدت أن «بعض المشاكل مصدرها التدخل الأخرق للحكومة الصينية»، مضيفة أن «بكين كانت تتصرف بتعقل وقررت خفض عملتها نظرا لانخفاض الصادرات، ولكنها بدأت تضطرب وتخاف، فمع شعورها بالقلق إزاء الانخفاض الكبير في اليوان قررت التدخل».
وبحسب الصحيفة فإن «جذور المشكلة تكمن في غموض نوايا الصين والحالة الحقيقة لاقتصادها القومي، فلا يمكن لأحد أن يتكهن إلى أي حالة ممكن أن تتردي الأوضاع، وفقدان اليقين هو ما تسبب في هذا الهبوط الحاد في الأسواق».
ورأت «التايمز» أنه «إذا ثبت أن النموذج الصيني قد بلغ نهايته، فإن تأثير ذلك ستكون مدمرا».
واستدركت قائلة إن «المبررات التي دعت إلى تسمية هذ القرن بقرن الصين ما زالت قائمة، ولكن ما تحتاجه الصين هو الشفافية، وعليها أن تسمح لأسواقها أن تتحرك بحرية، كما يجب أن تغير وجهة اقتصادها من الاعتماد على التصدير إلى المزيد من الاستهلاك في الداخل».
وهبطت الأسهم الصينية نحو 9% بعدما أحجمت السلطات عن تبني أي إجراءات مهمة في مطلع الأسبوع وهو ما كان متوقعا إلى حد بعيد بعد أن هوت الأسهم 11% الأسبوع الماضي.
وخفضت السلطات الصينية منتصف الأسبوع قبل الماضي قيمة عملتها اليوان، في خطوة مفاجئة أثارت المخاوف على وضع الاقتصاد الصيني، الأقوى والأكبر بين الدول النامية، فتدنت أسعار السلع الأولية وعملات الدول النامية وترنحت أسواق الأسهم في أوروبا وأمريكا.