دعا رئيس الوزراء اللبناني السابق "سعد الحريري" حزب الله إلى "التضحية"، مشددا على تمسكه بـ"القصاص" في قضية اغتيال والده "رفيق الحريري" قبل 15 عاما، إثر إدانة المحكمة الدولية الخاصة عضوا بالحزب الحليف لإيران والنظام السوري في الجريمة وتبرئة 3 متهمين آخرين.
وعقب قرار المحكمة، قال "الحريري"، في مؤتمر صحفي من لاهاي حيث كان يحضر جلسة النطق بالحكم: "لا يتوقع أحد التضحية منّا، نحن ضحينا بأغلى ما نملك، ولن نترك لبنان".
وأضاف: "التضحية يجب أن تكون اليوم من حزب الله، الذي أصبح واضحا أن شبكة القتلة خرجوا من صفوفه، ويعتقدون أنه لهذا السبب لن يتسلموا إلى العدالة ويُنفذ فيهم القصاص: لذلك أكرر: لن أستكين حتى يتم تسليمهم للعدالة ويتنفذ فيهم القصاص".
وشدد على أن اللبنانيين "لن يقبلوا بعد اليوم أن يكون وطنهم مرتعا للقتلة أو ملجأ للهروب من العقاب"، مضيفا: "نقبل حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ونريد تنفيذ العدالة، ولا تنازل عن حق الدم".
ومضى قائلا إن هذه المحكمة كانت مطلبا شعبيا، ومصداقيتها جاءت من تبرئة 3 متهمين، وإدانة الرابع، معبرا عن أمله في أن "تؤسس الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري معرفة الحقيقة لكل الأبرياء الذين سقطوا بانفجار مرفأ بيروت (4 أغسطس/آب الجاري)، ولكل من تدمرت بيوتهم ومصالحهم دون سبب أو مبرر".
وتعليقا على اعتبار المحكمة أن هدف اغتيال والده سياسي، قال: "أصبح واضحا للجميع أنّ الهدف هو تغيير وجه لبنان ونظامه وهويته الحضارية، وهنا لا مجال للمساومة".
ويرى "حزب الله" أن هذه المحكمة أداة سياسية بيد الولايات المتحدة و(إسرائيل)، وأعلن أمينه العام "حسن نصر لله"، الجمعة الماضي، أن الحزب سيتعامل مع قرار المحكمة "وكأنه لم يصدر".
من جانبه، اعتبر الرئيس اللبناني "ميشال عون"، الثلاثاء، أن تحقيق العدالة في جريمة اغتيال الحريري "تجاوب مع رغبة الجميع في كشف ملابسات هذه الجريمة البشعة، التي هددت الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وطاولت شخصية وطنية لها محبوها وجمهورها ومشروعها الوطني".
وأضاف: "نأمل أن تتحقق العدالة في كثير من الجرائم المماثلة، التي استهدفت قيادات لها في قلوب اللبنانيين مكانة كبيرة".
وأدانت المحكمة الدولية، خلال جلسة في مدينة لاهاي بهولندا "سليم عياش"، وبرأت المتهمين الثلاثة الآخرين، وهم: "حسن مرعي"، و"حسين عنيسي"، و"أسد صبرا".
وقالت المحكمة إن "سليم عياش مذنب بارتكاب عمل إرهابي عبر أداة متفجرة وقتل رفيق الحريري عمدا"، وحدّدت 21 سبتمبر/أيلول المقبل موعدا لإصدار العقوبة بحق "عياش" في اغتيال "الحريري" عبر تفجير أثناء مرور موكبه بالعاصمة بيروت، في 14 فبراير/شباط 2005.