أفاد تقرير نشرته مجلة «بلومبرغ» الأمريكية بأن روسيا قد تسمح بإيجاد حل للأزمة السورية يطيح بالرئيس «بشار الأسد» من السلطة، وذلك رغم دعمها للنظام السوري عسكريا.
ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين وروس، وقادة بالمعارضة السورية، أن روسيا، والولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية والمعارضة السورية يبحثون خطط لتهميش «الأسد» منذ شهر يونيو/حزيران الماضي، وذلك خلال لقاء ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان» بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في ذلك الوقت بالعاصمة موسكو.
وأضاف التقرير أن هذه الأطراف بحثت خطة من شأنها الإبقاء على دور شرفي لـ«الأسد» كرئيس مؤقت للدولة قبل الانتخابات المقبلة.
وأشار إلى أن روسيا منذ فترة طويلة حليفة لنظام «الأسد»، وقاومت مقترحات سابقة سعت لإسقاطه.
وأرجع المسؤولون الذين تحدثوا للمجلة هذا التغير في موقف روسيا إلى صعود تنظيم «الدولة الإسلامية».
لكن رغم ذلك، ذكر «ديمتري بيسكوف» المتحدث باسم الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، لـ«بلومبرغ» أن الشعب السوري فقط يمكن أن يقرر مصير سوريا، وليس بعض الدول الخارجية.
ولفتت المجلة إلى قيام موسكو بإرسال الأسبوع الماضي منظومة صواريخ متطورة مضادة للطائرات إلى سوريا، في إطار ما يراه الغرب زيادة في الدعم العسكري لـ«الأسد» المحاصر.
وقال مسؤولون غربيون إن هذه المنظومة سيتم تشغيلها من قبل القوات الروسية، بدلا من السوريين، وكانت في طريقها إلى سوريا لكنها لم تصل بعد.
ومنذ فترة طويلة، تعد روسيا من أكبر موردي السلاح للنظام السوري.
وتتزايد التوقعات بأن روسيا وسعت بشكل كبير تورطها في القتال في سوريا خلال الشهور الأخيرة، ويشمل ذلك إمداد نظام «الأسد» بشحنات من الأسلحة المتطورة، وقطع الغيار للأسلحة التي بحوزته بالفعل، وزيادة أعداد المستشارين العسكريين الروس في سوريا.
كما أكد وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» في وقت سابق أن بلاده ستواصل تزويد جيش النظام السوري بالأسلحة والمعدات الضرورية لمكافحة الإرهاب، باعتباره القوة الأكثر فعالية في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقبل أسبوع ، قال الرئيس الروسي إن بلاده دربت الجيش التابع لنظام «الأسد»، ودعمته لوجيستيا، في أول اعتراف رسمي من موسكو بتورطها في القتال في هذا البلد العربي.
والأحد الماضي، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن روسيا تقوم ببناء مدرج في مطار عسكري في محافظة اللاذقية (غرب)، مركز ثقل النظام السوري، مشيرا إلى تواجد مئات المستشارين العسكريين والفنيين الروس.
وأضاف المرصد أن «القوات الروسية تعمل على إقامة مدرج طويل في منطقة مطار حميميم، بريف مدينة جبلة في محافظة اللاذقية الساحلية».