سفير أمريكي سابق بدمشق: تأسيس دويلة كردية بسوريا رؤية فاشلة

الثلاثاء 26 يناير 2021 04:55 م

قال السفير الأمريكي السابق في دمشق، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، "روبرت فورد"، إن استراتيجية الولايات المتحدة فشلت في سوريا، مطالبا بلاده بالاعتراف أنها غير قادرة على بناء دويلة كردية هناك.

وأوضح أن "الولايات المتحدة حاولت استخدام القوة العسكرية والضغوط المالية لدفع نظام الرئيس بشار الأسد إلى القبول بإصلاحات دستورية واسعة، ومنطقة حكم ذاتي للأكراد في شمال شرقي البلاد"، لكنها فشلت في ذلك.

وأشار إلى أنه "تحت إشراف أمريكي تم تحويل المنطقة إلى شبه دولة بجيشها الخاص وهو قوات سوريا الديمقراطية، ولكن بعد 6 سنوات وإنفاق حوالي 2.6 مليار دولار، أصبح هذا هو شكل الطفل الأمريكي (الدويلة المزعومة) الذي نشأ تحت الحماية العسكرية الأمريكية وقدمت له الحماية من جيرانه المعادين".

وتابع: "لن تكون هذه الدويلة قادرة على دعم نفسها وستظل تعتمد على المصادر الأمريكية في المستقبل القريب، لكن أمريكا لا تريد التزاما مفتوحا كهذا، فسوريا لم تكن أبدا موضوعا كبيرا في الأمن القومي الأمريكي، وظلت سياسة واشنطن محدودة بمنع تهديد النزاع هناك وتأثيره على مظاهر القلق الأمريكي في أماكن أخرى".

ولفت "فورد" إلى أن "دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية وقوات الحماية الشعبية الكردية يهدف لمساعدتها على احتواء تنظيم الدولة الإسلامية المسلح بدون دعم خارجي أو انتشار واسع للقوات الأمريكية".

وتابع: "رغم ما تحمله هذه الاستراتيجية من جاذبية لكنها قاصرة، ذلك أن حلفاء الولايات المتحدة الأكراد السوريين، فاقموا التوترات الإقليمية الموجودة بين العرب والأكراد. وهناك شعور بالحنق داخل المجتمعات العربية من سيطرة الأكراد بدعم أمريكي وتحكمهم بآبار النفط".

 واشتكى السكان العرب، وفق المتحدث، "من فساد إدارة قوات سوريا الديمقراطية وعمليات مكافحة الإرهاب القاسية وممارسات التجنيد. وبدورها فجرت القوات الكردية سيارات مفخخة في البلدات العربية الواقعة تحت سيطرة الجيش التركي".

وأردف: "في هذا المناخ المشحون بالتوترات العرقية والقبلية يمكن لتنظيم الدولة العمل وبقبول تكتيكي من المجتمعات الموجودة وتجنيد أفراد منها لعملياته، وستظل الولايات المتحدة أمام مشكلة في شمال شرقي سوريا وبسبب تحيزها لدويلة كردية هناك".

وبين "فورد" أنه "في ضوء مظاهر الضعف في السياسة الأمريكية في سوريا، فعلى الإدارة الجديدة البحث عن نهج مختلف وناجح يمكنه احتواء تنظيم الدولة بدون نشر قوات أمريكية في حرب لانهائية".

وتابع: "بدلا من الاستمرار في الاستراتيجية الجديدة، فعلى فريق بايدن الاعتماد بشكل قوي على كل من تركيا وروسيا. وربما بدا هذا النهج غير مريح، لكن الاعتراف بمصالح كل من تركيا وروسيا في سوريا قد يؤدي إلى نتائج أفضل".

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

سوريا دولة كردية روسيا تركيا أمريكا دويلة كردية الأكراد

أمريكا تعلن حدود الدولة الكردية في سوريا