قال موقع «المونيتور» الأمريكي، إن حادث منى كشف أن إيران والسعودية في مرمى الجمرات، موضحا أن الانتقادات الشديدة التي وجهتها طهران للرياض بسبب الحادث يعكس عمق ما تشعر به من خسارة لمشروعها في اليمن، كما أن المملكة مطالبة في الوقت ذاته بتقديم تفسير لأسباب الحادث لا سيما إذا ما ثبت وجود شبهة تعمد فيه.
وقال الكاتب «إبراهيم الهطلاني»، في مقال - (وصلة خارجية) - نشره موقع «نبض الخليج»، التابع لمؤسسة «المونيتور»، الإعلامية الأمريكية، إنه «رغم أن الغضب الإيراني المتصاعد قد يبدو للوهلة الأولى مبررا، خصوصا أن أعداد القتلى الإيرانيين آخذ في التزايد، إلا أن حرص كبار المسؤولين الإيرانيين على إقحام قضية اليمن في خطاباتهم أثناء انتقادهم لحادثة منى يعكس عمق ما تشعر به طهران من خسارة لمشروعها في اليمن، نتيجة إصرار الرياض على المضي قدما في استهداف الحوثيين».
وأضاف أنه «غالبا، لو كانت حادثة منى وقعت بكل ضحاياها الحاليين خلال فترة حكم الملك عبدالله بن عبد العزيز لكان الغضب الايراني أقل حدة ونقدا تجاه الإدارة السعودية للحج، وأكثر حرصا على احتواء الأزمة، بسبب السياسة المريحة للإيرانيين وغير المتعارضة مع مصالحهم في المنطقة التي كان ينتهجها الديوان الملكي السابق في عهد خالد التويجري الذي سخر كل إمكانات الرياض لمواجهة حركات الإسلام السياسي، بينما مجموعات أحزاب الله في الخليج منهمكة في تهريب الأسلحة الى دول الخليج وتخزينها، والحوثيون يزدادون قوة».
وأشار إلى أنه «يبدو أن هناك قرارا سعوديا بالتهدئة وامتصاص الغضب الإسلامي وتجنب الصدام المباشر مع طهران، ويتضح ذلك من تعليق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، على سؤال بأن ايران تتهم السلطات السعودية بالمسؤولية عن سقوط مئات القتلى في حادثة منى بقوله: أؤكد على أن هذا الوضع ليس مكانا للعب السياسة، وآمل أن المسؤولين الإيرانيين سيكونون أكثر تعقلا ومراعاة للضحايا في هذه المأساة».
وبين الكاتب أنه «إذا لم تتأكد تلك الاتهامات ضد إيران، فإن الرياض - المرهقة في مواجهات متعددة، منها عسكرية في اليمن ضد الحوثيين، وأمنية داخلية وخارجية ضد تنظيم الدولة - ملزمة أمام العالم الإسلامي الغاضب تحديدا تقديم أجوبة ومبرّرات مقنعة عن الأسباب الحقيقية لكارثة منى، خصوصا أنها ليست المرة الأولى».
وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت عن تحقيق شفاف وعاجل للوقوف على أسباب حادثة التدافع التي حصلت في مشعر منى في 24 سبتمبر/أيلول الماضي.
وارتفعت حصيلة ضحايا التدافع الذي حدث بمشعر منى طبقا لما أعلنته الدول إلى 1109 قتيلا، بعدما كانت أعلنت الرياض مصرع 769 حاجا.
وأول أمس الإثنين أيضا، استهجن مجلس الشورى السعودي ما وصفه بـ«أصوات النشاز والغل»، بسبب حادث التدافع الذي وقع في مشعر منى أول أيام عيد الأضحى، معتبرا أن هذه الأصوات «عميت بصائرها وامتلأت نفوسها غلاً وحقداً على المملكة». (طالع المزيد)
وكان المرشد الإيراني «علي خامنئي»، قد دعا حكام السعودية إلى الإقرار بالمسؤولية عن حادث التدافع، مطالبا إياهم بالمبادرة إلى الاعتذار من العالم الإسلامي بدلا من التنصل من المسؤولية عن الحادث عبر توجيه الاتهامات للآخرين.
وجاءت كلمة «خامنئي» بعد خطاب ألقاه الرئيس الإيراني «حسن روحاني» في «الأمم المتحدة» طالب فيه بالتحقيق في الحادثة.
بينما اتهمت السعودية إيران بالاستغلال السياسي للمأساة التي تعد أكثر الحوادث دموية خلال الحج منذ 25 عاما.