رأي خبراء في الشؤون الأفريقية، أن النزاع الحدودي الذي طال أمده بين السودان وإثيوبيا، على منطقة الفشقة، سوف يزيد التوتر بين مصر والسودان وإثيوبيا، ويؤثر سلبا على مفاوضات سد النهضة.

ومنطقة الفشقة (شرقي السودان) هي أرض خصبة يستوطنها مزارعون إثيوبيون، ويقول السودان إنها تقع داخل حدوده التي تم ترسيمها عام 1902.

وربط خبير الشؤون الأفريقية "عطية عيسوي" تصاعد النزاع الحدودي بما وصفه بـ"الوقوف السودني الكامل" إلى جانب مصر فيما يتعلق بملف سد النهضة، حسبما نقل موقع الحرة.

وتوقع "عيسوي" أن يؤثر نزاع الفشقة بين السودان وإثيوبيا على مفاوضات سد النهضة، قائلا: "في ضوء التوتر الحالي بين إثيوبيا والسودان على الحدود واتهامات لمصر بدعم الخرطوم، لن تحرز مفاوضات سد النهضة أي تقدم لأن أديس أبابا ستزيد من تعنتها".

وأضاف: "إثيوبيا ستتعمد التعنت أكثر في المفاوضات، للضغط على حكومة السودان، للتساهل في وضع المزارعين الإثيوبيين داخل أراضي السودان، واستكمال ترسيم علامات الحدود".

وتابع ،أن إثيوبيا ستتعمد أيضا الضغط على مصر كي تحث السودان على التجاوب مع إثيوبيا، وهذا ربما لن يحدث طالما أنه سيؤثر على حساب وحدة واستقلال أراضي السودان.

وأوصى "عيسوي" بتسوية النزاع على الحدود ووقف الاشتباكات المسلحة، حتى يمكن إحراز تقدم "ولو بسيطا في المفاوضات".

وذكر "عيسوي" أنه يعتقد أن إثيوبيا تساوم السودان على التخلي عن مطلب ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ملزم بشأن تشغيل سد النهضة، وإنشاء آلية قانونية لفض النزاع.

وأشار إلى أن "إثيوبيا تريد من السودان ألا تتحالف مع مصر وتتشدد في مطالبها الخاصة بعدم استكمال ملء بحيرة السد خاصة خلال فترة الملء الشديد".

ويرى الباحث الإثيوبي "عبدالشكور حسن"، أن الهدف من النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا هو إحداث خلاف يؤثر على مفاوضات سد النهضة، قائلا: "كان هناك توافق طويل بين السودان وإثيوبيا فيما يتعلق بهذا الملف".

وأشار "حسن" إلى إشادة "كثير من المسؤولين السودانيين" بسد النهضة، قائلا إنه سيعود بالفائدة على بلدهم، ويخدم السودان أكثر من إثيوبيا.

لكنه يعتقد أن السودان اتخذ مؤخرا موقفا تصعيديا من السد، تمثل في تصريح وزير الري والموارد المائية السوداني "ياسر عباس" بأن "الملء من جانب أحادي" لخزان سد النهضة الإثيوبي في يوليو/تموز المقبل، سيشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي السوداني.

من جانبه أعرب "محمد كبوشيه" الكاتب الصحفي السوداني المتخصص في الشأن الأفريقي عن اعتقاده بأن يؤثر النزاع الحدودي الحالي على أزمة السد، قائلا: "إثيوبيا كانت تستدرج عطف السودان لكي تمرر مشروع الملء الثاني".

وكانت إثيوبيا بدأت ملء الخزان خلف السد بعد هطول أمطار الصيف العام الماضي رغم مطالب مصر والسودان بضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ملزم بشأن تشغيل السد.

وقال "كبوشيه"، إن اشتباكات وقعت مؤخرا بين الجيشين السوداني والإثيوبي على مقربة من سد النهضة، "في داخل النطاق الجغرافي لموقع السد"، واصفا ذلك بـ"الأمر المحير".

وتساءل: "ماذا يريد الجيش الإثيوبي من مهاجمته للقوات السودانية الموجودة في الحدود التي تربطه بالمنطقة القريبة من سد النهضة؟".