بلومبرج: سكان الريف القريبون من السفينة الجانحة بقناة السويس سعداء

الاثنين 29 مارس 2021 12:35 م

قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن القرويين الذين يعيشون على ضفتي قناة السويس في مصر باتوا يألفون تواجد سفينة الحاويات العملاقة "إيفر جيفن" التي جنحت الثلاثاء الماضي، وتحمل حاويات قيمة ما بها حوالي مليار دولار، وتم تعويمهما بشكل جزئي قبل ساعات، وذلك بعد أسبوع من جنوحها.

وذكرت الوكالة، أن السفينة شاهقة الارتفاع، تقف مثل "نصب تذكاري للعولمة" تقطعت بها السبل وسط مشهد ريفي مصري نموذجي، حيث تطل على منازل منخفضة الارتفاع مبنية من الطوب الأحمر، وقطعان من الجاموس، وأراضي زراعية خضراء تنتشر بها أشجار النخيل.

ومنذ أن أدى جنوح السفينة إلى توقف أحد أكثر طرق التجارة ازدحاما في العالم، حظى سكان القرى المجاورة لمكان جنوحها "بمقاعد فريدة في الصفوف الأمامية"، لمتابعة حدث تعتبر تداعياته بالغة الأهمية بالنسبة للاقتصاد العالمي.

ونقلت الوكالة عن امرأة من السكان المحليين، طلبت أن يطلق عليها اسم "فاطمة"، وهي من السكان الذين أمضوا حياتهم بالقرب من القناة واعتادوا على سماع أصوات أبواق سفن الشحن: "لم نشهد جنوح أية سفن هنا منذ فترة طويلة للغاية.. لقد نشأت صداقة بيننا وبينها (السفينة) بالفعل".

واستمتع الصغار الذين يعيشون بالقرب من السفينة الجانحة، بلعبة "الغميضة" ليلا على أضواء كشافات الإضاءة الخاصة بها.

وفي الوقت الذي شهد تسابق الحفارات وقوارب السحب وفرق المهندسين من أجل إعادة تعويم السفينة، استمتع سكان المناطق الريفية النائية الواقعة شمال مدينة السويس بالتمتع برؤية شىء غير مألوف.

ففي الوقت الذي قام البعض فيه بالتقاط صور ذاتية (سيلفي) مع وجود السفينة العملاقة كخلفية، أو بالتلويح لطاقم السفينة، انشغل آخرون من أمثال "فاطمة" بتصور ما تنقله السفينة إلى الأسواق العالمية.

وقد تأتي السفن التي تبحر في الممر المائي الشهير، من جميع أنحاء العالم، ولكن بالنسبة للسكان المحليين، تعتبر القناة التي يبلغ طولها 120 ميلا، والتي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، والتي تم افتتاحها في عام 1869، "مصدر فخر للمصريين"، بحسب "بلومبرج".

وكان الرئيس الأسبق "جمال عبدالناصر"، قام بتأميم القناة في عام 1956، وقام الرئيس الحالي "عبدالفتاح السيسي"، بافتتاح مشروع لتوسعتها في عام 2015 بتكلفة 8 مليارات دولار، بهدف زيادة حركة مرور السفن بها وزيادة إيراداتها.

وبعد هذه المبادرة، تم تشديد الإجراءات الأمنية حول القناة. حيث تم وضع سياج حولها في عام 2014، حالت دون وصول القرويين إلى حافة القناة.

ويقول القرويون إنه لولا ذلك لربما كانوا أقاموا علاقات صداقة مع جيرانهم المؤقتين.

وبالنسبة لأشخاص مثل "محمد عوض" (39 عاما)، الذي ولد في الإسماعيلية –وهي واحدة من المدن الثلاث المطلة على القناة، إلى جانب بورسعيد– فإن القناة تمثل "طريقة للعيش" بالنسبة للأجيال.

وقد نشأ "عوض" على ممارسة الصيد في القناة مع والده، كما عمل جده على واحدة من الحفارات التي كانت تقوم برفع حطام السفن التي غرقت أثناء الحرب التي خاضتها مصر مع إسرائيل في عام 1973.

وشأنه شأن كل أولئك الذين يعيشون بالقرب من القناة ممن أجرت وكالة "بلومبرج" مقابلات معهم، يتذكر عوض الرياح القوية والعاصفة الرملية التي حولت السماء إلى اللون الأصفر وأدت إلى حجب الرؤية، في اليوم الذي جنحت فيه السفينة "إيفر جيفن".

ونقلت "بلومبرج" عن هيئة قناة السويس المصرية، القول إن توقف حركة الملاحة فى القناة بسبب جنوح السفينة يتسبب في خسارتها ما يصل إلى 14 مليون دولار يوميا.

وكانت القناة حققت في العام الماضي دخلا للحكومة بلغت قيمته 5.6 مليار دولار، أي حوالي 10% من إجمالي إيراداتها.

ويقول "عوض": "لقد أصبت بالذعر عندما سمعت لأول مرة عن حادث السفينة… فأنا أعرف مدى أهمية القناة بالنسبة لنا جميعا".

وتعتبر سفينة الحاويات البنمية الجانحة واحدة من أكبر السفن في العالم حيث يبلغ طولها 400 متر، وعرضها 59 مترا، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن.

وتقول السلطات المصرية إنها نجحت في تعويم السفينة بنسبة 80%، وإن الأزمة أوشكت على الانتهاء، تميهدا لفتح الممر المائي أمام حركة الملاحة الدولية.

المصدر | الخليج الجديد + د ب أ

  كلمات مفتاحية

قناة السويس السفينة الجانحة سفينة قناة الملاحة مصر

بعد أسبوع من جنوحها.. تعويم السفينة إيفر جيفين في قناة السويس

رسميا.. قناة السويس تعلن استئناف الملاحة البحرية بعد تعويم إيفر جيفن (فيديو وصور)