كسر الجمود.. اجتماع فيينا المرتقب ينعش آمال إحياء الاتفاق النووي

الأحد 4 أبريل 2021 07:44 م

بعد خيبة الآمال من الوتيرة الجامدة التي اتسمت بها الأسابيع الأولى من تولي "جو بايدن" رئاسة أمريكا، كان هناك ترحيب واسع بخبر مشاركة الولايات المتحدة في اجتماع الأسبوع المقبل في فيينا، بين إيران والشركاء العالميين لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاقية النووية).

يأتي هذا بعد أن اعترف مسؤولو البيت الأبيض سرًا أنهم تعاملوا مع ملف إيران بارتباك في البداية، لكن الرسالة التي نسمعها الآن هي أن الأمور قد تغيرت، وواشنطن تتحرك الآن بسرعتها القصوى نحو عودة الاتفاقية النووية، ونحن نرى العلامات الأولى التي تدل على ذلك.

انهيار الثقة والارتباك

ازدادت أزمة الثقة بين الجانبين على مدى الأسابيع الماضية، حيث راقب الإيرانيون بتوتر رسالة "بايدن" بأن الاتفاقية ليست أولوية، وكيف أدى التنسيق مع إسرائيل وترضية الصقور في الكونجرس، إلى عرقلة المحادثات.

وترك ذلك انطباعا لدى طهران بأن "بايدن" أراد استخدام عقوبات "ترامب" كورقة مساومة، أو أنه لم يكن لديه ببساطة الإرادة اللازمة لمقاومة معارضي الاتفاقية النووية في الولايات المتحدة والمنطقة.

وفي الوقت نفسه، أدت الهجمات على القوات الأمريكية في العراق، مع تصلب الموقف الإيراني الإجرادات النووية المتصاعدة، إلى اعتقاد بأن الفرصة مع إيران قد أغلقت بالفعل، وأن طهران غير مستعدة للتفاهم حتى بعد انتخاباتها الرئاسية.

وتبادل الجانبان مقترحات بشكل غير مباشر خلال الأسابيع القليلة الماضية، حول كيفية كسر الجمود، لكن المقترحات الأمريكية التي تم ذكرها في وسائل الإعلام كانت جميعها متدنية بالنسبة للإيرانيين.

وفي ظل هذه الظروف، فإن النظر إلى الأمر باعتباره صفقة يؤدي إلى استنفاذ الثقة بشكل أكبر، ويأتي بنتائج عكسية على الهدف المتمثل في بدء محادثات مباشرة. والواقع، أنه كان هناك خطأ منذ البداية بعد تحويل ما كان ينبغي أن يكون تنسيقا إلى مفاوضات.

كيف حدث هذا الإنجاز الآن إذن؟

يعتقد الكاتب الصحفي "تريتا بارسي"، أن واشنطن طرحت اقتراحًا أكثر قوة وراء الكواليس، وهو ما كان يقصده وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" بالتأكيد عندما تحدث عن "تحركات إيجابية" على الجانب الآخر.

كما أن إيران لم تكن لتوافق على اجتماع الأسبوع المقبل ما لم يُطرح شيء أكثر قوة على الطاولة، بالنظر إلى ظروفها السياسية. علاوة على ذلك، أخبر المسؤولون الأمريكيون "نيويورك تايمز" أنهم "لن يسعىوا إلى الاحتفاظ ببعض العقوبات لاستخدامها بغرض النفوذ".

ومن شأن ذلك أن يكون استكمالًا لأهم تقدم في تاريخ الاتفاقية النووية، وهو التقدم الذي تم تأمينه في عُمان في مارس/آذار 2013، وهو المكان الذي بدأت فيه المحادثات الحقيقية للاتفاقية الأصلية بعد إدخال التخصيب الإيراني في التفاوض.

لكن الولايات المتحدة تمكنت من إبقاء ذلك سرًا لسنوات. وفي الواقع، فإن معظم الصحفيين الذين يغطون القضية لم يعترفوا بذلك بالكامل، وأوضحوا بدلا من ذلك أن الإنجاز جاء نتيجة للعقوبات التي تضغط على إيران.

لقد كانت تلك خطوة ذكية من جانب واشنطن لبدء محادثات حقيقية، وتجنب رد فعل عنيف في الكونجرس، بدعوى التنازل الكبير لإيران. ولن نتفاجأ إذا حدث شيء مماثل هذه المرة، ولكن من الواضح أنه سيكون على نطاق أصغر بكثير.

ضغط انتخابات إيران

ولكن هذه مجرد بداية العملية، وكما قال السفير الروسي في فيينا: "الانطباع هو أننا على الطريق الصحيح، لكن الطريق إلى الأمام لن يكون سهلا وسيتطلب جهودا مكثفة".

وسيظل من المهم مراقبة التحركات اللاحقة، حيث يفضل الجانب الأمريكي العديد من الخطوات المنسقة التي تتراكم وصولًا إلى الهدف النهائي، وهو الامتثال الكامل مقابل الامتثال، بينما تفضل إيران عملية سريعة واحدة تحقق الهدف المطلوب.

وتضع الانتخابات الإيرانية قيادة البلاد تحت ضغط الوقت، وتطويل العملية سيجعلها عرضة لهجمات معارضي الاتفاقية.

كما أن الإدارة الأمريكية ستكون عرضة للانتقادات إن حدث تطويل للعملية، لكن الوضع في إيران أكثر قابلية للتسييس. وإجمالا، فمن الأفضل بالنسبة للولايات المتحدة، أن تكون العملية سريعة، حيث إن الانتخابات الإيرانية قد تأتي بقوى سياسية غير مواتية.

ويعتبر أفضل شيء هو القيام بتحركات منسقة سريعة تلزم الجانبين بالامتثال الكامل. وقد يتم اتخاذ الخطوات الفعلية في وقت لاحق، ولكن يجب اتخاذ القرارات الملزمة الآن.

بهذه الطريقة، سيتم إحياء الاتفاقية النووية وحمايتها قبل الانتخابات الإيرانية، وهكذا لا تكون رهينة بنتائج الانتخابات، وخاصة أنها مرتبطة بوضوح بالمصلحة الوطنية للولايات المتحدة، كما أوضح "بايدن" نفسه عدة مرات.

المصدر | تريتا بارسي/ ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة بايدن إيران الاتفاقية النووية اجتماع فيينا

انقسام في إيران حول العودة إلى المحادثات النووية مع أمريكا

جونسون وبايدن يتفقان على ضرورة عودة إيران للاتفاق النووي

الإعفاءات النووية.. تكتيك سهل لتجاوز التعثر الدبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة

لوس أنجلوس تايمز: لهذه الأسباب بايدن يواجه أزمة متفاقمة لإحياء الاتفاق النووي

محادثات فيينا.. إيران تشترط رفع العقوبات لإحياء الاتفاق النووي وواشنطن ترد