استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مؤتمر الأربعة في فيينا

الخميس 29 أكتوبر 2015 06:10 ص

قد تصل مقالتي هذه إلى قارئها، وقد تغيرت الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط بالضرورة لغير صالح العرب.

تجعلني أقول هذا القول نتيجة اجتماع فيينا الذي عقد في 23 أكتوبر الجاري، بدعوة من روسيا الاتحادية، وضم وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ووزير خارجية المملكة العربية السعودية، وتركيا، وهدف إلى البحث في المستقبل السوري، بعد دخول روسيا بكل ثقلها العسكري في المعركة الدائرة على الأراضي السورية، بذريعة محاربة الإرهاب والقضاء على ما تسمى الدولة الإسلامية (داعش)، وبعد استدعاء الرئيس بشار الأسد إلى موسكو، على طائرة عسكرية روسية من القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية، وبرفقته مترجمه فقط.

(2)

تابعت، كغيري من المهتمين بالشأن السوري، أخبار المؤتمر، ولم أجد ضالتي في التصريحات التي أدلى بها السادة الوزراء. 

يقول الروس إنه لا مساومة على خروج الأسد من السلطة، وهذا حق الشعب السوري في القول الفصل في هذا الشأن كما يعلنون. يقول الأمريكان إنه لا قبول للأسد في مستقبل سوريا، غير أنهم يقبلونه في قبوله لفترة انتقالية.

يؤكد السعوديون أنهم لن يقبلوا أي مساومة في بقاء الأسد في هرم السلطة السياسية في سوريا، وكذلك الأتراك الذين يقبلون ذلك لفترة انتقالية، لا تزيد على ستة أشهر.

(3)

خرج علينا وزير الخارجية، الروسي سيرجي لافروف، بفكرة مؤتمر موسع، يحضره أقطاب فيينا الأربعة، مع إيران والإمارات المتحدة ودولة قطر ومصر والأردن، ينعقد في الأيام المقبلة.

وتقديري أن روسيا تعمل على هدر الزمن العربي والدولي معا، باحتلال عسكري روسي للجمهورية العربية السورية والعرب يتفرجون، وتوسيع دائرة تحالف روسيا لحماية وجودها في سوريا، عن طريق اتفاق / تفاهم بين الأمريكان والروس «على تجنب أو تفادي حدوث أي أخطاء محتملة، قد تؤدي إلى مواجهات غير مرغوب بها في السماء السورية»، ووقعت موسكو التفاهم / الاتفاق، ليشمل الأردن و(إسرائيل). 

وبذلك نقول إن روسيا قد ضمنت عدم المساس بقواتها المتواجدة في سوريا من أي طرف كان.

أتفهم دعوة الدول الخليجية (قطر والكويت والإمارات) وكذلك الأردن، لكني لم أستوعب دعوة مصر في هذه الظروف التي يمر بها النظام السياسي فيها، فهو نظام مأزوم، أمنيا واقتصاديا وسياسيا، فماذا عساه أن يقدم في الأزمة السورية، إلا حضورا، ليقال إن مصر هنا مؤيدة للمشروع الروسي في سوريا.

إيران لا شك طرف في المشكلة، لأن لها قوات إيرانية على الأرض السورية ولها مؤازرون ومؤيدون من طائفة محددة، لها مصلحة في التواجد الإيراني في بلاد الشام، منها مشاركون في القتال ضد إرادة الشعب السوري، قادمون من لبنان والعراق وأفغانستان وبعض الدول العربية.

لكن، يجب أن يتعامل العرب مع الوجود الإيراني على الأرض السورية، مثل تعاملهم، طبعا بالرفض، مع التواجد الروسي، بل قد يكون التواجد الإيراني أخطر من التواجد الروسي على أي أرض عربية. أقول ذلك بحسرة وألم شديدين، لأن إيران لا تتعامل معنا، نحن العرب، كجوار جغرافي وشركاء في الملّة. إنهم يتعاملون معنا بتعال، مشحونين بأحقاد تاريخية، وفي مشروع توسعي حان وقته. 

(4)

يتصرف الروس، اليوم، في الشأن السوري تحديدا، وهم على ثقة في تحقيق كل أهدافهم في هذه المنطقة من العالم، لسبب تفرق العرب واختلاف مواقفهم تجاه المسألة السورية، اختلاف وتناحر قوى المعارضة السورية المسلح منهم وغير المسلح، شعور الروس بأنهم استطاعوا تشكيل تكتل ضد الهيمنة الاقتصادية الغربية (مجموعة البريكس) والتي تضم الدول الأسرع نموا اقتصاديا في العالم، وكذلك منظمة شانغهاي الاقتصادية، عجزت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون في اتخاذ قرارات حاسمة في نصرة المعارضة السورية، وردع النظام السوري الذي استخدم كل أنواع السلاح لإخماد مطالبة الشعب السوري بالإصلاح والديمقراطية والحرية.

وقف الغرب والشرق ضد رئيس صربيا ويوغسلافيا سابقا، سلوبودان ميلو شيفتش، وقادوه إلى محكمة الجنايات الدولية، لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومن التهم التي وجهت إليه أنه قام بترحيل واعتقال ربع مليون إنسان. 

بشار الأسد قتل ما يزيد على 300 ألف إنسان، بأسلحة، منها المحرم دوليا، وشهد بها العالم على ذلك.

هجّر بقوة السلاح ما يزيد على ستة ملايين، وأجبر أكثر من خمسة ملايين على النزوح من بيوتهم ومزارعهم، كما دمر أكثر من 50 % من البنية التحتية للدولة السورية كما تقول المعارضة، وما برح يستخدم البراميل المتفجرة على المدن والقرى من دون تمييز. 

السؤال.. هل يستحق مثل هذا الرجل أن يبقى في الحكم، ولو لفترة انتقالية حتى ولو قصرت؟ 

يقول بعض قادة المعارضة السورية إنهم قدموا للحكومة الروسية كامل الضمانات للمحافظة على مصالحهم في بلدهم، وأن الشعب السوري، بقياداته المستقبلية، سيبقون أصدقاء أوفياء للشعب الروسي وحكومته، طالما بقوا أوفياء للشعب السوري، ومطالبه المشروعة في الحرية والاستقلال. فماذا يريد الروس أكثر من هذا، وماذا سيقدم لهم بشار الذي لم يعد له قبول في الشارع السوري، بعد كل ما فعل بهم؟

آخر القول: يريد الروس، اليوم، تلقين الغرب دروسا، والنيل منهم على ما فعلوا بهم من أفغانستان إلى جورجيا إلى أوكرانيا، وحصارهم الاقتصادي، بعد أحداث أوكرانيا، وتجاهلهم كقوة دولية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لكن الخاسر الأكبر هم العرب، فهل يستطيع من تبقى من القادة العرب على وفائهم لهذه الأمة، وخدمتها بصدق، وتغيير المسار الدولي لصالح العرب؟ أتمنى ذلك.

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا تركيا السعودية أمريكا مؤتمر فيينا الأسد إيران الإمارات قطر مصر الأردن

مسؤول إيراني: مشاركة السعودية في مباحثات فيينا «أمر غير شرعي»

مسؤول إيراني قبيل اجتماع فيينا: لا تغيير في سياسة دعمنا لسوريا

المعارضة السورية: لم نتلق دعوة لحضور محادثات فيينا

«الجبير»: «الأسد» سيرحل سياسيا أو عسكريا وسنختبر نوايا روسيا وإيران في فيينا

مصر وإيران إلى اجتماع فيينا الموسع حول الأزمة السورية