لوموند: الجزائر تسعى للعودة كقوة إقليمية بعد عقود من كسوف نفوذها

الأحد 13 يونيو 2021 06:33 م

اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن ثمة محاولات جدية ومتتالية من النظام الحالي في الجزائر لإعادة صوت البلاد الإقليمي، بعد أن كرّست ولاية الرئيس السابق "عبدالعزيز بوتفليقة" كسوفاً للنفوذ الجزائري بالمنطقة.

واستشهدت الصحيفة بتصريحات الرئيس الحالي "عبدالمجيد تبون"، خلال مقابلة مع قناة "الجزيرة" حول ليبيا، التي قال فيها إن تحذيراته في يناير/كانون الثاني عام 2020 في ذروة "معركة طرابلس" لم تكن خطابية.

وشدد "تبون" مجددا، خلال المقابلة، بالقول: "لا نقبل أن تكون عاصمة دولة مغاربية وأفريقية محتلة من قبل المرتزقة.. لن نجلس مكتوفي الأيدي. وقد وصلت الرسالة إلى المعنيين".

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "المجاهد" اليومية الرسمية في 10 يونيو/حزيران: "الجزائر تريد استعادة قوتها الدبلوماسية خاصة في منطقة الساحل".

وأشارت الصحيفة أيضا إلى المراجعة الدستورية التي تم تبنيها في استفتاء الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في الجزائر. حيث تمت الإشارة لأول مرة منذ الاستقلال صراحة إلى إرسال وحدات من الجيش الجزائري إلى الخارج، وذلك خلافاً لتقليد عدم التدخل الذي اتسمت به البلاد.

وإضافة إلى ذلك، يمكن المشاركة في بعثات حفظ السلام "في إطار احترام مبادئ وأهداف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية (المادة 31). وهو منعطف ليس أقل واقعية".

ووفق الصحيفة الفرنسية، فإن الأوضاع الحالية تغذي الكثير من التكهنات حول احتمال تدخل الجيش الجزائري في محيطه القريب؛ في حال تدهور الوضع الأمني ​​هناك لدرجة تهديد مصالح الجزائر الاستراتيجية.

وأشارت "لوموند" إلى أنه من المتوقع أن يصبح الجدل أكثر حدة مع إعلان انتهاء عملية "برخان" العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل من قبل الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون".

من ناحية أخرى، تسعى الدبلوماسية الجزائرية إلى تفضيل مقاربة سياسية من خلال الوساطات، من النوع الذي تم التوصل إليه بشأن اتفاقية الجزائر الموقعة عام 2015 بين باماكو وثوار الطوارق، من تنسيق الحركات الأزوادية (الحركة العربية الأزوادية)؛ لمحاولة تحقيق الاستقرار في مالي.

ورأت الصحيفة الفرنسية أن هذه الرغبة الجزائرية في ترسيخ وجودها في منطقة الساحل، سياسياً أكثر منها عسكرياً، تزداد حدة؛ لأن المغرب المنافس يريد أيضاً أن يلعب دوراً متنامياً هناك.

وكانت زيارة وزير الخارجية المغربي، "ناصر بوريطة"، في سبتمبر/أيلول الماضي إلى باماكو، بليغةً من وجهة النظر هذه.

وختمت "لوموند" بالقول إن مرحلة ما بعد عملية "برخان" في منطقة الساحل، ترتبط ارتباطاً وثيقاً برهانات التنافس الإقليمي بين الجزائر والرباط مع تصاعد التوترات بين العاصمتين حول الصحراء الغربية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الجزائر عبدالمجيد تبون الساحل عبدالعزيز بوتفليقة

لهذه الأسباب.. فشلت فرنسا في جر الجزائر لتحالف الساحل

و. بوست: انتخابات الجزائر حفل تنكري لن يغير الحرس القديم

انتخابات الجزائر.. رفض لإعلانات تصدر النتائج واتهامات بزرع الفوضى والتشكيك