«رويترز»: تكثيف الدعم السعودي للمعارضة السورية يبطئ من تقدم النظام

الأحد 8 نوفمبر 2015 03:11 ص

الهجمات التي يشنها الجيش السوري وحلفاؤه بدعم من الضربات الجوية الروسية أصبحت الآن تسير ببطء أكبر مما كان متوقعا بسبب زيادة الدعم السعودي للمعارضة، بحسب ما أكدته مصادر رفيعة مقربة من الحكومة السورية، حيث واصلت قوات المعارضة هجماتها المضادة.

ومثل استيلاء المعارضة على قرية عطشان في محافظة حماة النكسة الثانية للحكومة وحلفائها في هذا المنطقة خلال عدة أيام قليلة وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت بلدة موريك القريبة قد سقطت أيضا في أيدي المعارضة يوم الخميس الماضي.

بدعم من الضربات الجوية الروسية، واصل الجيش السوري وحلفاؤه من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني شن هجمات متواصلة من أجل إخضاع المناطق الحيوية في الغرب السوري لسلطة الرئيس «بشار الأسد».

لكن محللين يقولون إن مكتسبات الحكومة كانت متواضعة في أفضل الأحوال، وقال أحدهم في وقت سابق إن التقدم الوحيد حتى الآن هو تقدم محدود جدا جنوب حلب، وعبر مسؤولون أمريكيون عن وجهة نظر مماثلة، في حين قالت المعارضة إن الهجمات المدعومة من روسيا تفشل ويتوقعون المزيد من المكاسب لجانبهم.

وفي تقييم صريح للحالة التي تواجه الجانب الحكومي، قالت مصادر رفيعة المستوى إن مسار المعركة قد تباطأ بسبب المزيد من الدعم العسكري للمعارضة من المملكة العربية السعودية، التي تتنافس على النفوذ مع إيران عبر الشرق الأوسط، والتي ترغب في رحيل الرئيس السوري «بشار الأسد».

وأشاروا إلى زيادة الإمدادات من الصواريخ «تاو» المضادة للدبابات بوصفه عاملا كبير في وقف تقدم قوات النظام.

وقالوا إن الهجمات الحكومة ما تزال على الطريق الصحيح على الرغم من أنها تسير ببطء أكثر مما كان متوقعا. الخطوط الدفاعية للحكومة، وبخاصة في المحافظات الساحلية مثل اللاذقية، ما زالت تواصل تقديم الدعم.

وأفادت ملاحظات أن القوات الحكومية وحلفاءها قد استولت على قرية في محافظة اللاذقية يوم الجمعة.

«إن الدعم المقدم من المملكة العربية السعودية للمعارضة لم تتوقف ولكن اشتد عليه الآن بشكل غير مسبوق، وهو المسؤول عن إبطاء وتيرة العمليات وتأخر الإنجازات على الأرض»، وفقا لأحد المصادر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.

وقال مصدر آخر: «السعودية تعيش حالة من الجنون تصاعدت إلى أقصى درجاتها»، وقال المصدر إن زيادة الإمدادات من الصواريخ» تاو» أمريكية الصنع للمعارضة هي السبب الرئيسي قد تم وقف هجوم في منطقة سهل الغاب.

كلا المصدرين على دراية بالتطورات السياسية والعسكرية في سوريا، وقد تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما لكونهما ليسا متحدثين رسميين باسم الحكومة أو حلفائها.

وسهل الغابظ، هو سهل يقع بجوار سلسلة الجبال الساحلية التي تشكل موطن العلويين وتمثل درعا للمناطق الساحلية بما في ذلك اللاذقية من ناحية الشرق. كان المعارضون يتقدمون في سهل الغاب في وقت سابق من هذا العام، مما ساعد في تحيز القرار الروسي بالتدخل لدعم «الأسد».

وقالت المصادر إن معركة جنوب حلب تشكل حاليا الأولوية القصوى بالنسبة للحكومة وحلفائها، وخاصة إيران.

أسلحة أشد فتكا

وقد أشارت المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة إلى تكثيف دعمها للمعارضة السورية في مواجهة زيادة الدعم الإيراني والروسي للأسد. وقال وزير خارجيتها يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول إن الرياض تدرس تكثيف دعمها للمعارضة من خلال تزويدهم بـ«أسلحة أكثر فتكا».

وقد تم تزويد الجماعات المعارضة السورية التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر بالسلاح في إطار برنامج شمل في بعض الحالات التدريب العسكري من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

وذكرت وكالة رويترز يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالتعاون مع المملكة العربية السعودية وقطر، وسعت في الآونة الأخيرة عدد من الجماعات المعارضة التي تقوم بتزويدها بالأسلحة بشكل سري بداية من الصواريخ المضادة للدبابات «تاو»، نقلا عن مصدر مطلع على عملية الدعم.

وقال مصدر آخر أنه في ذلك التوقيت كان يجري الإعداد لعملية تسليم شحنة جديدة إلى من تعتقد الولايات المتحدة أنهم ينتمون إلى المجموعات المعارضة السنية الأكثر اعتدالا في شمال البلاد.

وقد تحدثت بعض مجموعات الجيش السوري الحر حول إمدادات وفيرة من صواريخ «تاو» أمريكية الصنع منذ بدء تدخل روسيا في سوريا في 30 سبتمبر/ أيلول، على الرغم من أن آخرين أكدوا أنه لا يوجد أي تغيير في كمية أو نوعية الأسلحة الموردة عبر تركيا. وأن مطالبهم المتكررة للتزود بأنظمة مضادة للطائرات لم تلق أي استجابة إلى الآن.

وقال رئيس جماعة فرسان الحق المعارضة، التابعة للجيش السوري الحر، والتي نجحت في انتزاع بلدة مويك من أيدي القوات الحكومية يوم الخميس الماضي إن صواريخ «تاو» لعبت دورا كبيرا في ذلك، بالإضافة إلى الوحدة بين الجماعات المعارضة والروح المعنوية العالية.

وقال «فارس البايوش»، وهو ضابط سابق في الجيش السوري تحول إلى التمرد ضد «الأسد»، إن مجموعته قد «نجحت في تدمير دبابة باستخدام صاروخ تاو في عطشان يوم الخميس، على الرغم من أنه نفى أن يكون هناك أي زيادة في الدعم العسكري».

»فشلت خطة النظام بسبب صمود الجيش السوري الحر، والسرعة التي تحرك بها خلال أيام».

وقال «أحمد أبو السعود»، رئيس الشعبة الثالثة عشرة ضمن الجيش السوري الحر إنها كانت 6 أسابيع متواصلة من الفشل لروسيا المتحالفة مع النظام والمرتزقة، مؤكدا لـ«رويترز» أن النظام لا يزال يخسر.

وقال المعارضون لـ«رويترز» الأسبوع الماضي إن التكتيكات الجديدة والتنظيم الأفضل قد ساعدهم في البقاء على قيد الحياة في مواجهة الهجمات والعودة من جديد إلى القتال.

وقال مصدر موال للحكومة في دمشق إنها تعطي الأولوية حاليا إلى المعركة المنتظرة في جنوب حلب.

«الهجوم قد توقف في سهل الغاب .. أو دعنا نقول إن المعارك تتحرك في المستوى الأدنى»، وفقا للمصدر الذي أضاف بالقول: «إنهم يركزون الآن على جبهة حلب لأكثر من سبب: من ناحية فإن الإيرانيين يعطونها الأولوية، وربما أيضا لأنهم واثقون أنه لم يعد هناك خطر على الساحل من جبهة سهل الغاب».

وقال مصدر آخر إن استخدام المعارضين لصواريخ «تاو» قد أحدث فارقا، مضيفا: «لدينا حلول، ولكن لأسباب عسكرية لا يمكننا التحدث عن ذلك».

وقال «رامي عبد الرحمن« مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان :«لقد نجح النظام إلى حد ما في اللاذقية والجبهات جنوب حلب، ولكن النجاح ليس استراتيجي، وقد فشل تماما في شمال حماه وحمص وبالأخص في شمال حماه».

  كلمات مفتاحية

السعودية سوريا التدخل الروسي العسكري الجيش السوري الحر حلب

المواجهة السعودية الروسية في سوريا تستدعي ذكريات موسكو المؤلمة

«واشنطن بوست»: السعودية سلمت المعارضة السورية دفعة من صواريخ «تاو» الأمريكية

أوراق اللعبة السعودية في مواجهة التدخل الروسي في سوريا

6 خيارات عسكرية لإيران في مواجهة السعودية

«ناشيونال إنترست»: السعودية قد تكون المفتاح لحل مشكلة التدخل الروسي في سوريا

41 جماعة سورية معارضة تدعو لتحالف إقليمي ضد روسيا وإيران