أعلنت حركة "طالبان"، الإثنين، أن مسلحيها يحاصرون وادي نجشير، المنطقة الوحيدة التي لا تزال خارج سيطرتها في أفغانستان، وأنها تحاول حل الأمر عبر التفاوض مع المسلحين المناوئين لها بقيادة "أحمد مسعود".

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة "محمد نعيم" إن التفاوض مع المسلحين في ولاية بنجشير يهدف إلى تجنب الحرب وإراقة الدماء، مضيفا: "استعدنا المناطق جميعها في بجلان، التي سيطر عليها مسلحون سابقا"، وفقا لما أورده موقع "عربي بوست".

وأضاف: "بعض مديريات ولاية بنجشير تخضع بالفعل لسيطرة "طالبان"، وهناك جزء بسيط منها لم يخضع لنا حتى الآن، إلا أن هذه المشكلة سيتم حلها قريباً بالحوارخلال الأيام المقبلة، لكن إذا لم تنجح محاولات الحوار والتفاهم السلمي فآخر الدواء الكي كما هو معروف".

وفي السياق، نشرت "طالبان"، عبر "تويتر"، مقطع فيديو يوثق انتقال المئات من مقاتليها في طريقهم إلى بنجشير، ويظهر رتلاً من الشاحنات عليها علم "طالبان" الأبيض أثناء تحركها على طريق سريع.

وكتبت الحركة تعليقاً على الفيديو المنشور: "مئات من مجاهدي الإمارة الإسلامية يتوجهون نحو ولاية بنجشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي".

وأكد "أحمد مسعود" استعداد جبهته للتفاوض من أجل نشر الأمن فى أفغانستان ووقف الحرب وتشكيل حكومة بمشاركة "طالبان"، لكنه رفض في الوقت ذاته منطق "طالبان"، التي تسعى لفرض الأشياء بقوة السلاح، حسب قوله.

ومنذ السقوط الحر لأفغانستان في يد "طالبان"، باتت بنجشير محل أنظار العالم بعدما أكد قادتها أنهم لن يتسلموا للحركة بنفس سرعة سقوط الولايات الأفغانية الأخرى، ووصل الأمر إلى إعلان المتحدث باسم بنجشير "علي ميسم نظري" أن قوات تابعة للحكومة الأفغانية السابقة تحوّلت إلى "حركة مقاومة" في الوادي شديد التحصين شمال شرقي العاصمة كابل.

ومنذ استولت "طالبان" على السلطة في أفغانستان إثر هجوم خاطف سيطرت خلاله على العاصمة كابل، توجّه آلاف المناوئين لها إلى بنجشير بهدف الانضمام إلى "حركة مقاومة" وإيجاد ملاذ آمن لمتابعة حياتهم.

وفي هذه المنطقة، يحشد "أحمد مسعود"، قوة مقاتلة يصل عددها إلى 9 آلاف عنصر، وفق ما يتحدث عنه قياديون في الولاية.