اتهم برلماني إيراني بارز، إسرائيل، بصناعة مقاطع الفيديو، التي خرجت من سجن إيفين سيئ السمعة، وتضمنت إهانة وضربا للسجناء، لافتا إلى أنه لا يصدق أن بوجود تعذيب في السجون الإيرانية، رغم الإقرار الرسمي بالواقعة.

ونقلت صحف إيرانية عن نائب رئيس اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني "حسن نوروزي"، قوله إن مقاطع الفيديو التي خرجت من سجن إيفين، كانت نتيجة صناعة الأفلام الصهيونية، مضيفاً: "يجب إنشاء مدن سجون للسجناء وعائلاتهم".

وردا على نشر مقاطع فيديو للوضع المزري في سجن إيفين، وضرب وإهانة السجناء، قال "نوروزي": "لا يوجد سبب على الإطلاق لتعذيب سجين في الجمهورية الإسلامية.. الفيديوهات التي خرجت من سجن إيفين هي من صنع الصهاينة، ولا داعي لتعذيب شخص مسجون منذ 10 سنوات، ولا أصدق التعذيب في السجون الإيرانية".

وتابع: "سألت الأشخاص الذين ذهبوا إلى الحبس الانفرادي فقالوا إنهم أعطونا القرآن وكتاب المفاتيح، وكنا نقرأهما.. وأحيانًا يقولون إن مكيف الهواء الخاص بنا معطّل. حسنًا، عندما تنقطع الكهرباء، فإن مكيف الهواء يتوقف ونحن نتعرق".

وحول رد فعل اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان على الفيديوهات المنتشرة، قال "نوروزي" إن "تدخلنا في هذه القضية شفهي، نقول إنه يجب نقل السجون من وسط المدن إلى أطرافها، وإنشاء ورش عمل وجامعة هناك، حتى يتمكن السجناء من العيش هناك مع عائلاتهم".

جاء حديث "نوروزي" رغم إقرار رئيس منظمة السجون الإيرانية "محمد مهدي حاج محمدي"، الأسبوع الماضي، بصحة مقاطع الفيديو، الذي يُزعم أن قراصنة حصلوا عليها، وتظهر انتهاكات في السجن، قائلاً إنه يتحمل المسؤولية عن هذه "السلوكيات غير المقبولة".

وتحدث "محمدي" بعد يوم من نشر وكالة "أسوشيتد برس" لأجزاء من مقاطع الفيديو، وتقرير عن الانتهاكات في السجن الواقع شمالي طهران، والذي يشتهر منذ فترة طويلة باحتجاز سجناء سياسيين وأولئك الذين تربطهم صلات بالغرب.

وتعهد "حاج محمدي" على حسابه بموقع "تويتر"، بتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المريرة ومواجهة الجناة، وكتب: "أعتذر لله تعالى، وللمرشد الأعلى الغالي، ولأمتنا العظيمة، ولضباط السجون النبلاء الذين لن يتم تجاهل جهودهم بسبب ما يرتكبه آخرون".

ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي تصريحات "حاج محمدي".

والأسبوع الماضي، قالت مجموعة معارضة للنظام الإيراني تدعى "عدالة علي"، إنها اخترقت أنظمة كاميرات المراقبة الأمنية داخل السجن، وحصلت على مقاطع فيديو، تظهر الحراس وهم يضربون السجناء ويسيئون معاملتهم.

وذكرت المنظمة أن المقاطع المسربة هي غيض من فيض مما يجرى داخل السجن، إذ أنها لا تتضمن لقطات من جناحين في السجن تسيطر عليهما وكالات الاستخبارات الإيرانية الوحشية.

ومنذ تشييده في عام 1971 خلال عهد الشاه الإيراني، شهد السجن سلسلة انتهاكات استمرت في عهد النظام الإيراني.

وبعد أن شنت إيران حملة قمع على المتظاهرين في أعقاب إعادة انتخاب الرئيس "محمود أحمدي نجاد" عام 2009، انتهى الأمر باعتقال الكثير من المحتجين في "إيفين".