مصادر: ضغوط خليجية ودولية على «السيسي» لـ«التهدئة» مع الإخوان

الأربعاء 11 نوفمبر 2015 08:11 ص

كشفت مصادر لصحيفة «القدس العربي» أن الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» قرر اعتماد لهجة أكثر هدوءا تجاه جماعة الإخوان المسلمين لاحتواء ضغوط متقاطعة إقليميا ودوليا.

واعتبرت الصحيفة أن هذا يفسر ما قاله «السيسي» (الموجود في الرياض حاليا للمشاركة في القمة العربية اللاتينية) مؤخرا حول «ان المشكلة بين الإخوان والشعب وليس النظام»، إلا أن هذا لن يعني تغييرا فوريا بالضرورة.

كما لفتت إلى قبول محكمة مصرية، الأحد الماضي، بقبول طعون قيادات من جماعة الإخوان المسلمين حيث حكمت بإلغاء أحكام المؤبد الصادرة ضدهم في القضية المعروفة إعلاميًا بـ «احداث البحر الأعظم»، وأمرت المحكمة بإعادة محاكمتهم أمام دائرة جديدة، وهو ما قد يشير إلى اتجاه لإلغاء أحكام الإعدام أيضا، وإفساح مزيد من الوقت قبل صدور أحكام نهائية.

وكان «السيسي» قد صرح في وقت سابق قبل زيارته إلى لندن، أن «جماعة الإخوان المسلمين جزء من الشعب المصري، وأن الشعب هو من يقرر طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه الجماعة في المستقبل، وأن المئات من الذين حكم عليهم بالإعدام لن تنفذ فيهم الأحكام نتيجة ظروف التقاضي في مصر، وسيتم إعادتها بسبب الأحكام الغيابية التي صدرت ضدهم أو بسبب درجات التقاضي».

وقال «سامح عيد»، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، للصحيفة «نعم هناك ضغوط خليجية كبيرة من أجل التصالح مع جماعة الإخوان، ولا نستطيع أن ننكر وجود الإخوان على الأرض سواء في ليبيا أو سوريا أو اليمن، كما أن السعودية غيرت موقفها من الإخوان وخففت من حدتها بصورة كبيرة وتجعله أكثر مرونة وذلك لمصالحهم في اليمن ووقوف الجماعة معهم في مواجهة إيران، فمصر تواجه ضغوطا عربية وغربية في ظل وضع داخلي متراجع بشكل او بآخر على المستوى السياسي والاقتصادي، فمصر لابد وأن تخضع للضغوط لأنها لا تملك الرفض».

وأضاف أن «الوضع الداخلي للإخوان يؤكد أنهم متواجدون، وعددهم يتجاوز النصف مليون وهم في حالة صعبة وغاضبون ولا نستطيع إدخالهم جميعا داخل السجون، فلابد وأن يتم استخدام درجة من درجات التهدئة».

وأوضح أن «فكرة المصالحة بالشكل التقليدي لها مستحيل أو فكرة مربع حسني مبارك مستحيل أيضا، ولكن الفكرة تعود إلى التهدئة من الطرفين، وهذا ما يحدث حاليا أن هناك تفهمات من الطرفين».

وقالت جماعة الإخوان في بيان لها نشرته عبر الصفحة الرسمية لها على موقع «فيسبوك»، الثلاثاء إن «نظام عبد الفتاح السيسي لا يمكن أن يستمر، وإنها ترقب تغييرات الواقع وستثبت على مواقفها أيا كان ما يدبر حاليا داخليا وخارجيا». وبحسب البيان، فإنها «تتابع بكل دقة التطورات الحاصلة على الساحة المصرية وترقُب تغيرات الواقع وتصاعداته».

وأكدت الجماعة أن هناك «فشلا ذريعا للنظام الانقلابي المجرم في إدارة الملفات الأمنية والخارجية والاقتصادية»، مشددة على أن «كل هذا الفشل لا يمكن معه استمرار هذه السلطة المجرمة»، ووصفت نظام السيسي بالهش.

واتهم البيان السلطة الحالية بـ«الخيانة وبيع الوطن»، والمسؤولية عن «الارتفاع الفاحش في أسعار السلع والخدمات الرئيسية ومحاربة البسطاء، أضف عليها جريمة بيع سيناء للصهاينة وقتل الأبرياء، واستكملوه بفشل ذريع في حماية المطارات، ومواجهة التغيرات الجوية مما ترتب عليه غرق وتدمير قرى بأكملها وتشريد ساكنيها دون رعاية أو تعويض مناسب».

ويتعرض النظام المصري لانتقادات داخلية وخارجية متصاعدة في الآونة الأخيرة بعد سقوط طائرة روسية في سيناء، وغرق مدن مصرية في مياه الأمطار، وأزمة اقتصادية تعيشها البلاد مع انخفاض قيمة الجنيه المصري، فضلا عن اتهامه بمواصلة القمع وانتهاك حقوق الإنسان على مدى أكثر من عامين.

ومن جانبه قال الدكتور «سعيد صادق»، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن «خطاب الرئيس السيسي لا يعني ان هناك أي تغيير طرأ على موقف النظام من جماعة الإخوان، وهذا الخطاب يعد دبلوماسيا للغاية وكان من أجل الاستهلاك الدولي فقط ولا يعد خطابا سياسيا، كما أنه قال هذا الكلام من قبل في ألمانيا وقال إن احكام الإعدام ما زالت تحت النقض وليست نهائية، فهذا التصريح يعد استهلاكا للجمهور في بريطانيا ليس اكثر ولا يوجد أى مصالحات».

وأضاف «لا توجد أي نية من النظام لإجراء مصالحات مع الإخوان في الوقت الحالي أو في المستقبل أيضا، كما أن جماعة الإخوان غير مستعدة للمصالحة ولا تريد ذلك، كما أنها تدرك تماما أنه لا يقصد المصالحة بتلك التصريحات، كما أن جماعة الإخوان أدركت أن عصر المليونيات قد انتهى فالقيام بمظاهرات ومشاركة الملايين بها انتهى هذا الأمر نهائيا».

وقال «محمد سودان»، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، في تصريحات له «ما ذكره السيسي مجرد دعاية إعلامية لزوم زيارة بريطانيا يحاول من خلالها تنظيف نفسه من جرائمه النكراء ضد الإخوان ونفض غبار «الديكتاتورية» من فوق ملابسه قبيل دخوله بريطانيا الدولة العريقة ديمقراطيا»، على حد قوله.

وأضاف «أن هذه الزيارة ستجلب العار والخراب لبريطانيا، وكذلك لكاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، الذي أصر على إتمام الزيارة رغم النداءات العديدة من أعضاء البرلمان والسياسيين والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني و حقوق الإنسان لإلغاء هذه الزيارة».

وأجرى «السيسي» زيارة إلى بريطانيا، الأربعاء الماضي، تلبية لدعوة من رئيس الوزراء، «ديفيد كاميرون»، وسط ردود أفعال غاضبة من أنصار الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد بسبب أن «السيسي» متهم بارتكاب انتهاكات واسعة في مجال حقوق الإنسان.

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي ضغوط

«غارديان»: «السيسي» شعر بالفخر بعد حشره بين مواعيد «كاميرون» المزدحمة

مسؤولة في «هيومن رايتس» تعتبر استقبال «السيسي» في بريطانيا «فضيحة»

الرئاسة المصرية تتهم الإعلام بـ«تحريف» تصريحات «السيسي» عن «الإخوان»

مصر في عهد السيسي .. قمع بلا حدود

«السيسي»: «الإخوان» جزء من الشعب المصري وأحكام الإعدام «لن تنفذ»

«الجبير» يؤكد أن الحل في سوريا برحيل «الأسد» وينفي «توتر» العلاقة مع مصر

المؤامرة والدولة المستباحة

«ميدل ايست آي»: السعودية لم تعد تعول على «السيسي» وتدرس الخيارات البديلة

«الإخوان» تشترط رحيل «السيسي» وعودة «مرسي» كأساس لأي حوار

دبلوماسي سعودي: أنباء مروعة عن «السيسي» تدفع المملكة لإعادة تقييم علاقاتها معه

«الإخوان»: أجرينا تغييرات داخلية .. لا نعادي السعودية ولن نتصالح مع الانقلاب

انهيار الإخوان: هل تستطيع الجماعة البقاء في ظل الضربات الأخيرة؟