تونس.. أحزاب رئيسية ترفض الاجتماع مع وفد الكونجرس والنهضة تحضر

الأحد 5 سبتمبر 2021 12:52 ص

رفضت أحزاب رئيسية في تونس، السبت، الاجتماع مع وفد الكونجرس الأمريكي الذي يزور البلاد، في وقت شاركت حركة "النهضة" ذو الأكثرية البرلمانية في الاجتماع الذي ناقش تطورات الأوضاع السياسية في البلاد.

وتنظر عدة أحزاب تونسية، خصوصاً من التيار اليساري، بعين الريبة لهذه الزيارة التي سبق أن صنفتها ضمن "التدخل الخارجي في الشأن الداخلي لتونس".

فيما ترى عدة قيادات سياسية أن أطرافاً خارجية من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول إقليمية أخرى، قد تمد "حبل النجاة لإنقاذ ممثلي الإسلام السياسي في تونس بعد أن تم تحميلهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع السياسية من سوء خلال العشر سنوات الأخيرة".

وقاطع "الاتحاد التونسي للشغل" و"حركة الشعب" و"الحزب الدستوري الحر" الاجتماع، الذي عقد في منزل السفير الأمريكي في تونس "دونالد بلوم".

وقال "سامي الطاهري" الأمين العام لـ"الاتحاد التونسي للشغل"، إنهم رفضوا دعوة من السفارة الأمريكية بتونس للقاء بوفد من الكونجرس، لافتا إلى أن "الشأن التونسي لا يحل إلا بين التونسيين".

وشدد على أن "المنظمة لن تقبل لوبيات الضغط التي يمارسها رضوان المصمودي باسم حركة النهضة".

وتابع: "لم نقبل الاستقواء بالأجنبي زمن (الرئيس السابق زين العابدين) بن علي، ولن نقبله اليوم وغدا".

من جهتها، أعلنت "حركة الشعب"، في بيان لها عن رفض دعوة وجهتها سفارة الولايات المتحدة لحضور اللقاء مع الوفد، وقالت إن "موقفها المبدئي القاضي بحماية السيادة الوطنية، وعدم السماح لأي جهة خارجية بالتدخل في الشأن الوطني".

وأكدت أن "انخراطها الدائم في الذود عن استقلالية القرار الوطني، ومعارضة كل ما من شأنه المس من سيادة تونس وشعبها".

فيما تظاهر العشرات من أنصار حزب "العمال" التونسي، السبت، وسط العاصمة، رفضا لزيارة وفد الكونجرس.

وكان حزب "العمال" (يساري ليس له نواب في البرلمان)، دعا إلى التظاهرة، في بيان، رفضا لدعوة السّفارة الأمريكية بتونس تنظيم لقاء يجمع ممثليها وعدد من النّواب التونسيين بوفد الكونجرس.

ورفع المتظاهرون وبينهم الأمين العام للحزب "حمة الهمامي"، شعارات بينها: "سيادة وطنية لا وصاية خارجية"، و"لا أهلا ولا سهلا بالوفد الأمريكي"، و"السلطة ملك الشعب"، وسط حضور أمني مكثف في شارع الحبيب بو رقيبة وسط العاصمة تونس.

وأعرب "الهمامي"، عن رفضه "التدخل الأجنبي، والأمريكي على وجه الخصوص في الشأن العام الدّاخلي التونسي".

وعلى الرغم من عدم صدور أي انباء عما جرى في الاجتماع، الذي ضم شخصيات سياسية رفيعة المستوى مع ممثلين من الأحزاب التونسية، إلا أن مصادر أكدت أنه ناقش مجريات الوضع السياسي الراهن في تونس، وأليات إيجاد حلول على المدى القريب والبعيد.

وشارك في الاجتماع، ممثلون عن حركة "النهضة"، وحزب "قلب تونس"،و"تحيا تونس"، و"الكتلة الوطنية".

ووفق بيان لوزارة الخارجية التونسية الجمعة، فإن وفدا من الكونجرس الأمريكي بدأ زيارة إلى تونس، السبت والأحد.

ويضم الوفد أربعة نواب، برئاسة رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور "كريس ميرفي"، وهو المكلف بملف جنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب.

وإلى جانب رئيس الوفد، شارك في الزيارة، ثلاثة أعضاء آخرين من الكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ، وهم "ريتشارد بلومنتال" و"جون أوسوف" و"كريس فان هولانث".

والجمعة، عبر سفير الولايات المتحدة لدى تونس "دونالد بلوم"، خلال لقائه مع وزير الخارجية التونسي "عثمان الجرندي"، ‎عن رغبة بلاده في مواصلة دعم تونس على كل الصعد لإتمام البناء الديمقراطي واستعادة البلاد نسق النمو الاقتصادي.

ومنذ 25 يوليو/تموز الماضي، تشهد تونس أزمة سياسية، عندما قرر الرئيس "قيس سعيد" تجميد البرلمان، برئاسة "راشد الغنوشي"، لمدة 30 يوما، ورفع الحصانة عن النواب، وإقالة رئيس الحكومة "هشام المشيشي"، على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية، بمعاونة حكومة يعين رئيسها، ثم أصدر أوامر بإقالة مسؤولين وتعيين آخرين.

وفي 23 أغسطس/آب المنصرم، أعلن الرئيس التونسي "التمديد في التدابير الاستثنائية المتخذة إلى إشعار آخر".

ورفضت غالبية الأحزاب، وبينها "النهضة"، إجراءات "سعيد" الاستثنائية، واعتبرها البعض "انقلابًا على الدستور"، بينما أيدتها أحزاب أخرى رأت فيها "تصحيحًا للمسار"، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وتداعيات جائحة "كورونا".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تونس النهضة قيس سعيد الكونجرس أمريكا انقلاب تونس

الرئيس التونسي يتهم أطرافا بالسعي لجلب المرتزقة من الخارج

الرئيس التونسي لوفد الكونجرس الأمريكي: إجراءاتي جاءت وفقا للدستور

وفد الكونجرس الأمريكي يطالب الرئيس التونسي بتشكيل حكومة ديمقراطية

زيارات الوفود الأمريكية لتونس تحرج قيس سعيد.. هذه قصتها

حزب النهضة التونسي.. مستقبل غامض وأزمات وجودية