قال «سعدي بيره»، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، حول أحداث قضاء «طوزخرماتو» الأخيرة، بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق، إن «الحشد الشعبي جاء إلى طوزخرماتو، من أجل إحراق منازل ومحال السكان السنة، وقوات البيشمركة (جيش إقليم كردستان العراق) أرادت منع ذلك».

وأضاف «بيره» في حديث لوكالة «الأناضول» أن، «(البيشمركة) لهم علاقات تاريخية وعميقة مع الشيعة في المنطقة، إلا أنهم لن يسمحوا بإلحاق الأذى بالسنة هناك»، على حد تعبيره.

ولفت إلى أن الاشتباكات اندلعت، بعد رفض الحشد الشعبي الانصياع لتحذيرات البيشمركة. مشيرا إلى أن «الحشد» ظهر في المنطقة لعدم وجود جيش عراقي فيها.

وذكر «بيره» أن بعض الأطراف حولت القضية إلى اتجاهات أخرى، وأن الاشتباكات نجمت عن رغبة الحشد الشعبي بحرق المنازل والمحال العائدة للسكان «السنة» في المنطقة.

وأضاف «في المستقبل أيضا، لن نسكت إزاء خطف وقتل الحشد للناس بحسب رغبتهم، ومن غير المقبول أن تتحرك كل جهة لوحدها، ففي كل جبهة يكون قائد واحد».

من جهته، وصف رئيس الجبهة التركمانية «ارشد الصالحي»، الاثنين، موقف الحكومة ومجلس النواب إزاء الأحداث التي شهدها قضاء طوزخورماتو بـ«الضعيف جدا»، مشيرا إلى أن الحكومة تأخرت كثيرا في تشكيل خلية الأزمة الخاصة بأحداث القضاء.

وأعلن نائب محافظ صلاح الدين «محمد قوجا» الأحد (15 نوفمبر/تشرين الثاني 2015) أن قضاء الطوز يشهد هدوء حذراً بعد دخول وقف إطلاق النار بين الحشد الشعبي والبيشمركة حيز التنفيذ وتبادل المحتجزين بين الجانبين، فيما أكد أن بعض أحياء القضاء شهدت إطلاق نار وتم وضع قوة مشتركة فيها لمنع تجدد الاشتباكات.

يذكر أن خلية الأزمة المشكلة لإنهاء أزمة قضاء طوزخورماتو أعلنت الأحد عن بنود الاتفاق بين الأطراف المتنازعة في القضاء لإنهاء الأزمة، مؤكدة الاتفاق على بنود أساسية أهمها، أن تكون شرطة طوزخورماتو هي المسؤولة عن أمن واستقرار القضاء.

من جهته، دعا التحالف الوطني (أكبر كتلة شيعية في البرلمان العراقي)، الأحد، إلى إجراء تحقيق فوري وعاجل في الأحداث التي شهدها قضاء طوزخرماتو.

وقال التحالف الوطني، في بيان إنه «يؤكد على أهمية تغليب لغة العقل، واعتماد منهج الحوار الوطنيِّ، لتطويق الأحداث الجارية في القضاء»، مشددًا على أن «معركتنا مع تنظيم الدولة الإسلامية، ولابد أن تدفعنا إلى المزيد من الوحدة ورص الصفوف».

ودعا التحالف، في بيانه إلى «إجراء تحقيق فوري، وعاجل في هذه الأحداث، وتقديم المُتسبِّبين بها إلى القضاء».

وأمر «حيدر العبادي» رئيس الوزراء العراقي السبت، قوة من الجيش العراقي بقيادة قائد القوات البرية بالتحرك فورًا إلى القضاء، لاحتواء الأزمة».

واندلعت الاشتباكات، الجمعة الماضية، بين قوات البيشمركة، ومقاتلي الحشد الشعبي، في بلدة «طوزخورماتو»، التي يقطنها خليط قومي وطائفي.