استقبل الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، الثلاثاء، رئيس الوزراء اللبناني، "نجيب ميقاتي"، بمراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

وأكد "أردوغان"، استمرار بلاده في الوقوف إلى جانب لبنان كما كانت في الأمس.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اللبناني "نجيب ميقاتي"، بالعاصمة أنقرة.

وقال "أردوغان": "سنواصل الوقوف إلى جانب لبنان باعتبارنا الصديق وقت الضيق كما كنا بالأمس".

وأضاف أنه أبلغ "ميقاتي" استعداد الشركات التركية لتنفيذ مشاريع البنى التحتية في لبنان بما في ذلك إعادة إعمار ميناء بيروت.

وأشار إلى الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية العميقة بين البلدين، معربا عن رغبة بلاده في تعزيز علاقات التعاون والتضامن مع لبنان.

وأكد على أن بلاده تعد من أوائل الدول المتضامنة مع لبنان عقب انفجار ميناء بيروت (عام 2020)، وانفجار مدينة عكار في أغسطس/ آب الماضي.

كما أكد على استعداد تركيا لدعم مساعي الحكومة اللبنانية في الإصلاح.

وأوضح "أردوغان" أن حجم التجارة بين البلدين سجل زيادة بمعدل 80% في 2021، بالرغم من جائحة "كورونا"، مسجلا 1.8 مليار دولار.

وشدد على أهمية دخول اتفاقية التجارة الحرة التي وقع عليها البلدان عام 2010، حيز التنفيذ بالسرعة القصوى، في سبيل زيادة حجم التجارة الثنائية.

وأردف أن الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" أنجزت أكثر 140 مشروعا في لبنان منذ عام 2010، بميزانية بلغت 34 مليون دولار، مؤكدا على إصرار المنظمات التركية في استمرار وزيادة المساعدات الإنسانية إلى لبنان.

ومن جانبه، قال رئيس الحكومة اللبنانية "نجيب ميقاتي"، إن بلاده "في أَمَسّ الحاجة للتعاون والمساعدة من قبل تركيا".

وأضاف: "فخامة الرئيس (أردوغان) قلتم في كلمتكم إن الصديق هو وقت الضيق، وأنا أقول إن الأخ هو دائما إلى جانب أخيه، ونحن على الدوام نشعر بأن علاقاتنا هي علاقات أخوة".

وتابع: "وفي كل المحطات أنتم تكونون الأوائل في مد يد العون للبنان ومساعدته، خاصة في الأزمات المتتالية التي يمر بها".

وأردف: "اليوم نحن في أَمَسّ الحاجة للتعاون والمساعدة من تركيا، ومحبتكم الشخصية للبنان وعلاقاتنا الشخصية الوطيدة ستفتح الكثير من الأبواب للتعاون والمساعدة".

وزاد بأن "لبنان يمر بأزمة تكاد تكون الأسوأ في العالم على كل الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية. ونحن بحاجة للدعم والعون في كل المجالات".

ومنذ عامين، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع انهيار عملته المحلية الليرة، وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى، وهبوط حاد في قدرة مواطنيه الشرائية.

وذَّكر ميقاتي بأنه خلال محادثات لبنانية تركية في بيروت عام 2005، تم اتخاذ قرار مشترك بإلغاء التأشيرات بين البلدين، ما ساهم في تعزيز العلاقات الثنائية.

وخلال أكثر من 7 عقود، وقَّع البلدان 30 اتفاقية تعاون في مجالات متعددة، كانت أولها عام 1947، أي بعد 4 أعوام من استقلال لبنان من الانتداب الفرنسي في 1943.