واشنطن بوست: أمريكا تتجاهل تونس.. والأمل الأخير في ديمقراطية عربية يتلاشى

السبت 5 فبراير 2022 10:05 ص

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء، السبت، على تشتت انتباه المسؤولين الأمريكيين عن تطورات الأوضاع في تونس بسبب الحرب المحتملة في أوكرانيا، والألعاب الأولمبية في الصين، وجائحة "كورونا"، مشيرة إلى أن "الأمل الأخير في ديمقراطية عربية ناجحة يتلاشى".

جاء ذلك في مقال نشره "جوش روجين" بالصحيفة الأمريكية، الذي ذكر أن "قصة النجاح الحقيقية الوحيدة في الربيع العربي، التجربة التونسية، تنزلق إلى الهاوية الاستبدادية، والولايات المتحدة لا يمكن رؤيتها في أي مكان".

وأضاف أنه في يوليو/تموز الماضي، عندما أقال الرئيس التونسي "قيس سعيد" رئيس الوزراء وحل البرلمان ووجه الجيش إلى خصومه السياسيين، أعرب المجتمع الدولي عموما عن تفاؤل حذر بأن الرئيس التونسي سيعيد السلطة التي كان قد انتزعها للتو.

وأوضح أن هذا الموقف الدولي جاء رغم التحذيرات بأن "سعيد" كان ينفّذ "انقلابا"، بناء على موقف إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الذي منح قرارات الرئيس التونسي "ميزة الشك" في هذا التوصيف.

وبعد ما يقرب من 7 أشهر، لم يعد هناك مكان لمثل هذه الشكوك؛ فقد عزز "سعيد" بشكل فعال قبضته على السلطة الكاملة للحكومة وفكك النظام التونسي، حسبما أكد "روجين"، الذي نقل عن بعض المشرعين الأمريكيين قولهم إن إدارة "بايدن" لا تأخذ هذه القضية على محمل الجد، بل في بعض الحالات امتدحت "سعيد"، على الرغم من ادعاء واشنطن بأنها تدعم أجندة مؤيدة للديمقراطية.

وانتقد المقال حجة أن العقوبات على نظام "سعيد" قد تؤدي إلى تحوّله أكثر ضد واشنطن بدلا من إقناعه بالتخلي عن مسيرته نحو الاستبداد، مؤكدا أن رد الإدارة الأمريكية لا يتعلق فقط بتونس، لأن اعتقادا متزايدا في جميع أنحاء الشرق الأوسط مفاده أن إدارة "بايدن" لم تكن جادة عندما تولت السلطة ووعدت بوضع حقوق الإنسان في قلب أجندتها للسياسية الخارجية، ولم تكن جادة كذلك في وعظها حول الصراع بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية.

واعتبر "روجين" أن فريق "بايدن" نظر -إلى حد كبير- في الاتجاه المعاكس، ما شجع المستبدين العرب على تجاهل جميع المخاوف الدولية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبونها.

وحذر المقال من أن "التاريخ يظهر أن الديكتاتوريات الاستبدادية على المدى الطويل تولد المزيد من عدم الاستقرار والتطرف"، ما يعني أن الرهان الغربي على تجنب كلفة تلاشي الديمقراطية في تونس سيكون خاسرا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تونس قيس سعيد جو بايدن